رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

مش معقول هو في رجاله كده... ملك ده بيشاور لينا 

رفعت ملك رأسها عن حقيبتها بعدما كنت تبحث عن هاتفها تنظر نحو الذي تمتدح به زميلتها 

اتسعت حدقتيها وهي ترى رسلان يتقدم منهم وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه جعلت ماريا زميلتها تضع يدها فوق بطنها المنتفخه 

 لاء انا محتاجه ابص في الأنواع ديه كتير 

همست ملك غير مصدقه وجوده 

 رسلان 

 رسلان مين ياملك 

التقط رسلان سماع اسمه فور ان اصبح أمامهم يمد يده نحو زميلتها 

 دكتور رسلان ابن خاله ملك 

مازحته ماريا كعادتها الفكاهية 

 وكمان دكتور لا انا كده ممكن احسدك

واردفت بجديه تعرفه على حالها 

 انا ماريا مدرسة لغه انجليزيه وزميلة ملك 

ووضعت يدها فوق بطنها 

 وأم لطفلين والتالت جاي في السكه ولو كنت ظهرت قبل عشر سنين كنت اتجوزتك 

ضحك رسلان رغما عنه يرمق ملك التي هربت من نظراته المسلطه عليها تخفي ابتسامتها 

 ماريا ياحببتي انتي مش ملاحظه انه لا يجوز 

هتفت بها ملك فرفعت ماريا يدها فوق خصلات شعرها تمسدها 

 تصدقي نسيت 

ضحك ثلاثتهم فأردف رسلان مبتسما

 اتشرفت بمعرفتك يااستاذه ماريا 

انصرفت ماريا بعدما وقفت أمامها سيارة أجره ورغم اصرار رسلان بأن يصطحبها معهم إلا انها اعتذرت منهم

التقطت ملك غمزتها بعد ان لوحت لهم بيدها مودعة 

 ډمها خفيف صاحبتك 

 جدا هي اول زميله اعترفت عليها في المدرسه ويمكن أقرب واحده ليا هنا 

والټفت حولها لعلها تجد سيارة أخرى وتهرب منه كما اعتادت 

 بتبصي حواليكي ليه 

ارتبكت تهرب من عينيه التي تتشرب أدق تفاصيلها 

 مش هتهربي مني كعادتك ياملك ومافيش حجج واعداز...انا كلمت عمي قولتله هاخدك من المدرسه نخرج نتغدا سوا 

 بابا.. ازاي وماما 

ابتسم وهو يرى هيئتها المرتبكة فأشاحت عيناها بعيدا عنه تخفي كسرتها تتذكر حديث والدتها أمس تطلب منها ان تساعد شقيقتها بالأقتراب منه قبل أن تخطفه أخرى 

أبعاد وأبعاد كانت كل ليلة

 

توضع بينهم ولكن الغد كان يحمل لها أملا جديدا تخشاه وما المفر منه إلا الهرب 

 مش هينفع لازم اروح 

هربت كعادتها ولكن يده كانت اسرع منها قبض فوق ذراعها يجذبها اليه ثم سرعان ما حررها عندما رأي نظرتها 

 ملك كفايه هروب مني...مش معقول ياملك بتهربي زي العيال 

 انا مش عيله 

تلاشي حنقه سريعا وهو يرى استياءها من كلمته

 لا عيله ياملك ويلا تعالي نركب العربيه.. المدرسه كلها بقت عنيهم علينا

شهقت مذعوره تلتف حولها لا تصدق انها ظلت واقفه معه كل هذا الوقت أمام مكان عملها 

أسرعت بخطواتها أمامه نحو سيارته فأتبعها يخفى ضحكته التي لو أطلقها لجمعت المارين حولهم 

تنهد بأرتياح بعدما تحرك بسيارته 

 ملك هانم تحب اخطڤها على فين

 علي البيت عندي كشاكيل عايزه اصححها 

والإجابة لم تكن تعجبه.. حرك رأسه بيأس يحدق بالطريق 

 انا شايف ان الأفضل مخدش رأيك 

.............. 

اتسعت عيناها ذهولا لا تصدق انه أخذها للمكان الذي أرادت الذهاب اليه ابتسم وهو يرى سعادتها التي انارت ملامحها المشرقة 

أشار إليها ان تتقدم منه صاعدين نحو الجزء الأعلى بالمكان 

جذب لها المقعد واقفا خلفها للحظات ورغما عنه كان يغرق في رائحتها الدافئة 

أدرك فعلته بعدما انكمشت تضم جسدها بالطاولة.. كانت لحظة خاطفة لم يشعر بها سوي القلب الذي اخذ يرفرف معلنا حاجته للمزيد 

تخضبت وجنتيها بحمرة قانية قد فتنته 

 المكان عجبك 

كان يعلم انه يعجبها ولكنه كان يريد ان يخلق اي حديث بينهم.. لا يريدها ان تصمت يريدها كحال باقي النساء امرأة ثرثارة لا تصمت ورغم انه رجلا لا يهوي الثرثرة ولكن معها كل شئ ينافي ما لا يهواه 

 انا ومياده كنا مقررين نيجي نتغدا فيه بعد يومين 

اتسعت ابتسامته يشكر داخله شقيقته يخبر نفسه انها تستحق تلك السيارة مهما كان ثمنها 

 اطلبلك اكل على مزاجي ولا تحبي تطلبي انتي لينا 

أعطته القرار وليتها لم تعطيه... لقد أصاب اليوم هدفه ببراعه وهاهي تأكل الطعام الذي اختاره على ذوقه وماكان الا الطعام الذي تحبه بشده

غامت عيناه بها يتسأل داخله متى وكيف وجد نفسه غارق بحبها والحقيقه التي اعترف بها لنفسه انه كان يحبها منذ أن كان مراهقا ولكن هدفه ان يصبح طبيبا جعله يتناسي حبه ساعيا وراء حلمه والده علمه ان الرجال لا يحبون الا عندما يكونوا رجالا بحق.. وهاهو طبيب ذو شأن في الثالثة والثلاثون من عمره

اشټعل وجهها توردا من نظراته التي لا تحيد عنها فتشيح وجهها بعيدا عنه 

 بصيلي ياملك

 بلاش يارسلان

ورغما عنها كانت تتعلق عيناها به... اطرقت عيناها نحو كفوفها المتشابكة وقد اخذت تفركهما بقوة تكرر لحالها بصوت مسموع

 بلاش ياملك 

 بلاش ليه ياملك... ملك انا بحبك 

.............. 

انفرجت شفتيها رغما عنها وهي تتقدم بأدوات التنظيف نحو غرفته بعدما نبهتها السيدة ألفت لمرات عديدة ان تنتبه لكل شئ فالسيد سليم عاشق للنظام 

اقتربت من الفراش تتحسسه بأناملها صحيح ان باقية الشقة راقية ولكن تلك الغرفه بمساحتها جعلتها تقف مبهورة 

اغمضت عيناها وهي ټشتم رائحة عطره التي مازالت عالقة بأرجاء الغرفة ولا تعلم لما تلك الصوره لا تترك عقلها وهو يمد لها يده يساعدها علي النهوض معاتبا حسن علي فعلته 

سرحت بخيالها تتخيل لو كان حسن زوج حنون ولكنه بعيدا جدا عن ما تتمناه 

انتفضت مذعورة وصوت السيدة ألفت ينتشلها من شرودها 

 فتون انتي لسا منضفتيش أوضة سليم بيه

الټفت نحو السيدة ألفت تخفض عيناها 

 هخلصها اه يامدام ألفت 

رمقتها السيدة ألفت بنظرات فاحصة متمتمه قبل أن تعود بأدراجها الي مطبخ 

 نص ساعه والاقيكي في المطبخ مفهوم 

اماءت برأسها تزفر أنفاسها تنظر حولها لتعرف من اين تبدء مهمتها 

........... 

خلعت السيدة ألفت عويناتها بعدما انتهت من تدوين بعض الأغراض التي يحتاجها المطبخ.. حدقت بفتون الواقفه أمام غسالة الأطباق تنظر إلى نظام تشغيلها

نهضت مقتربه منها تشرح لها كيفية استخدامها 

فأنتبهت لتلك الكدمه فوق حاجبها الأيسر فعقدت حاجبيها متسائله 

 هو حسن متعود يضربك يافتون 

باغتتها السيدة ألفت بسؤالها ترمقها بترقب تنتظر جوابها... رمشت بعينيها هاربة بنظراتها بعيدا عنها تداري كدمتها بكفها 

 لا انا اتخبط في الباب 

ورغم يقين السيدة ألفت بكذبتها إلا انها أكتفت بإماءة بسيطة 

وعادت تنشغل بمهامها 

دقت الساعة السادسه مساء تعلن عن موعد وصوله من عمله 

استقبلته السيدة ألفت بأبتسامتها الهادئه تخبره ان بعد نصف ساعه سيكون الطعام جاهز 

غرفت معها الأطباق التي تحتوي جميعها على أطعمة صحية 

 الفتره ديه انتي بتتعلمي مني كل حاجه خاصه ب البيه ايه اللي بيحبه وايه اللي بيكره...

وماكان عليها إلا أن تومئ برأسها وتحفظ كل ما تخبرها به

أشارت لها السيدة ألفت أن تسرع بجلب طبق الفاكهة 

ولحظها العثر تعرقلت ليسقط منها طبق الفاكهة بكل ما عليه متناثرا زجاجه حولها كحال الفاكهة

اتسعت حدقتيها وعيناها ترصد نظرات السيدة ألفت 

 ڠصب عني ڠصب عني 

رددت عبارتها تخشي ڠضبها.. والتقطت حبات الفاكهة من فوق الأرضية تمسحها في ثوبها مما جعل حنق السيدة ألفت يزداد منها ولكنها صمتت وهي ترى اشاره رب عملها 

 خلاص قومي من مكانك لأحسن تتعوري

تجمدت أطرافها ترفع عيناها نحو صاحب الصوت وقد جف حلقها من نظراته

 فتون قومي روحي المطبخ خلاص 

هتفت بها السيدة ألفت فلم تسعفها قدميها على الحركة لتظل جاثية على ركبتيها 

 مدام ألفت روحي هاتلها كوباية ميه 

تحركت السيدة ألفت نحو المطبخ

تم نسخ الرابط