رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
الأخر ومازال الذهول يحتل قسمات
وجهه وقد وقف ينفض رأسه كحال أذنيه لعلا ما سمعه كان خطأ
بسمه أختك يا فتحي
هز فتحي رأسه لا يستوعب ما يطلبه منه
يا بيه هو أنت متأكد بتقول إيه بسمة أختي هتتجوز عنتر.. الراجل جاي بالمأذون في الطريق
واردف حانقا فهو قد أتي لهنا بعدما جاء إليه عنتر منطقته باحثا عنه يطلب منه يد شقيقته.. التي لم يظن يوما أن يقبل بها أحدا.. وعلى ما يبدو أن شقيقته لم تكن سهله.. فقد جعلت رجلا مثل جسار يريدها أيضا رجلا يشعر بضئلته أمامه ويرتعب من ذكر اسمه واحبابه بالداخلية
لا محدش يلغبطني أنت مش يا باشا بعت عنتر ليا يطلب ايدها مني عشان ميبقاش عندك حجة وتجوزهاله
واستطرد في الحديث وهو ينظر نحو جسار الذي أخذ يزفر أنفاسه ضجرا
يا باشا انا بصراحه حاسس إنكم بتلعبوا بيا ما هي بسمة أختي ما يدفعش فيها فلوس..
التمعت عينين جسار بحدة فور أن أستمع لعبارته.. وسرعان ما كان يلتقطه من ملابسه
دفعلك كام
اړتعب فتحي وهو يري نظرات جسار القوية إليه
عشر آلاف يا باشا
هتفضل كلب فلوس طول عمرك
حاول فتحي تخليص حاله منه حتى نجح وأبتعد عنه يلتقط أنفاسه..
لو عايزاها أنت كمان يا باشا ومن غير جواز خدها لكن راضيني بقرشين.. اه ادفع للراجل فلوسه
طاح فتحي أرضا يدلك فكه من أثر اللكمة ينظر نحو جسار الذي اقترب منه بملامح لا تنبأ إلا بالشړ
مش عايز فلوس يا باشا هات المأذون أجوزهالك
........
امتدت يدي جنات في ذهول نحو القطعة النسائية التي وجدتها للتو أسفل الفراش بعدما قررت ترتيب المنزل بعد أن أخذت قسط من الراحه واستعادة نشطها
قلبت القطعه بين يديها لا تصدق الحياة التي يعيشها الأخ الصغير
أخذت تفاصيل اليوم تسير أمامها تتذكر نظرات كاظم لأخيه وتوتر الأخر ومغادرته في عجالة
علقت عيناها بالفراش ثم عادت عيناها تتعلق بالقطعة النسائية
ابن جودة النعماني ومنال هانم مستنيه يكون إيه
جنات
اتسعت عيناها تنظر نحو القطعة القابعة في يدها وقد انتبهت على صوته بعدما أغلق الهاتف الذي تصدح منه النغمات
صوت خطواته كانت قريبة منها يسألها مستفهما
واقفة عندك بتعملي إيه
ظلت قابعة مكانها دون حركة فهذه عادتها حينا تتوتر وببطئ كانت تلتف إليه تداري ما تمسكه خلف ظهرها تجيبه بتعلثم
بنضف الأوضة أصل الشقة مكنتش نضيفه فقررت أنضفها
تجاهل كاظم حديثها وقد ضاقت عيناه بتوجس بما تخفيه خلفها
إيه اللي مخبياه ورا ضهرك يا جنات
ولا حاجة
قطب ما بين حاجبيه وقد أثاره الأمر وسرعان ما كانت تدرك خطأها
قصدي ديه الفوطه اللي بلمع بيها
والقماشة التي كانت تتحدث عنها لا تعرف متى ولا كيف أصبحت عالقه في أصبعه ينظر إليها وإلى ما يحمله.
الفصل الثاني والخمسون
_ بقلم سهام صادق
توقف امام غرفة صغيرته بعد أن قرر الذهاب إليها أولا قبل دلوفه لغرفته واخذ حمام منعش يزيل عنه إرهاق اليوم
توهجت عيناه بنظرة دافئة وهو يرى صغيرته في فستانها وتسريحة شعرها وذلك التاج الذي وضعته والدتها فوق رأسها ثم احتضان الصغيرة لها بقوة
حبيبت مامي طالعه زي القمر
وصغيرته سعيدة متوهجة الملامح بسبب إهتمام والدتها بها
طالعه برنسيس يا مامي
قاومت شهيرة رغبتها في البكاء فهي منذ الصباح انعزلت بحالها باكية متحسرة تكتشف حقيقة واحده وتقرها
حقيقة أن لا أحد ينال كل شئ بالحياة هي كان نصيبها أن تكون سيدة أعمال ناجحه ينهض لها الرجال مادحين في ذكائها وحسنها
وأنت كمان هتكوني برنسيس يا مامي
والدموع التي قاومتها انسابت رغما عنها فوق خديها..
المشهد ألمه وقد صدقت فتون عندما أخبرته هذا الصباح أن شهيرة ليست قوية كما يظن.. ولا يوجد أمرأة قوية مهما تيقن..
إنها قشرة واهية تزول عندما تجد المرأة رجلا يمنحها ذلك الشعور المفقود يعلمها فنون الحب في ليلة أكتمل فيها القمر
وهو رجلا إذا دخل حياة أمرأة كان لعڼة عليها لديه قدرة قوية في سلب أنفاس النساء بين ذراعيه.. يعرف كيف يفك شفراتهم
لم يعد يفخر بالأمر بل كلما نظر نحو أبنته ندم أشد الندم إنه كان يوما رجلا فاسقا يبحث عن متعته ولكن في الحقيقة بعضهن كان يبحث عن نفس الشئ أو المال وهو كان سخيا في كلاهما
انتبهت شهيرة على وجوده فعلقت عيناها به وهو ينظر نحوهما
ديدا
هتفت شهيره باسم صغيرتها حتى تجعلها تنتبه على والدها الذي وقف ساكنا بملامح جامده مرهقة
ابتسم سليم وهو ينظر نحو صغيرته ولكن سرعان ما كانت تختفي بسمته وهو يراها تشيح عيناها عنه
الجمته فعلت صغيرته بل طعنته لا يصدق رؤيته لتلك النظرة الحزينة التي احتلت عينيها
اندهشت شهيرة من فعلت أبنتها فصغيرتها شديدة التعلق بوالدها حتى إنها عندما يأخذها عقلها للمستقبل تقسم أن من سيتزوجها سيعاني من تعلق كلاهما بالأخر
ازدرد سليم لعابه وقد غادره أي شعورا جميلا كان يحتل قلبه
أميرتي زعلانه من بابي عشان مشغول عنها مش كده
اطالت الصغيرة نظراتها نحو والدتها بعدما تشبثت بها ترفض أي تواصل بينها وبينه
حدق سليم بشهيرة مصعوقا و احتدت عيناه لتصعق من نظراته نحوها نافية برأسها ما يظنه
أسرعت شهيرة في احتواء صغيرتها لا تستوعب فعلتها حتى اللحظة و ارتجف جسدها من رؤية نظراته الغاضبه فأبنته باتت تكرهه والأمر لا يفسر إلا بطريقة واحدة
ديدا بصي ناحية بابي بابي واقف زعلان عشان ديدا مش بترد عليه
أميرتي الجميلة
خرج صوته خاڤت مترقب لردة فعل صغيرته مجددا الټفت الصغيرة إليه تنظر نحو ذراعيه وانحنائه يدعوها لحضنه
أسرعت الصغيرة نحوه تلقي بجسدها الصغير بين ذراعيه تعانق عنقه بذراعيها هاتفه
أنا زعلانه منك يا بابي عشان بقيت تزعل مامي كتير
وابتعدت عنه تصب نظراتها نحو والدتها التي وقفت مبهوته مما تسمعه
خلي فتون تمشي من هنا هي بتزعل مامي.. مامي بتزعل لما تشوفها
صعق الحديث كلاهما فالصغيرة باتت تترك لعينيها المتابعة في صمت حتى بدأت تجمع من ملاحظاتها أن حق والدتها ضائع وأن الأخرى تحزن والدتها واستولت على حقها في والدها
تلاقت عيناهم فلم يضعهم في هذا الأمر إلا هي ارادت الإقامة في المنزل رغم إنها طليقته تخلت عن أبنتها بسبب طموحاتها
ولكنه لن ينكر حقيقة واحده إنه أحب فتون أحبها وهي خادمته وزوجة سائقه
ورغم إنه قديما الأمر كان يصعقه من فكرة أن يغرم بزوجة سائقه وخادمته إلا أن ظهور شهيرة في حياته مجددا بعد ذلك الحاډث الذي أصابه قبل سنوات مع مغادرة فتون حياته هاربه منه بأنفاس لاهثة من مزرعته
أكد له حقيقة حاربها من قبل إنه فقد زمام الأمور على قلبه ولم يعد يفكر لا بالمنطق ولا بأهوائه فسليم النجار لا يختار إلا المميز
خلي فتون تعيش في بيت لوحدها يا بابي هي واخوها..
انا فرحت لما راح المستشفى وبطل يشدني من فستاني وشعري
والصغيرة تحكي مشاعرها وتطالب بأحقيتها في والديها ومكانتها
ازدردت شهيرة لعابها بعدما ازدادت نظرات سليم جمودا صوبها فقد أصابت هدفها وجعلت أبنته نسخة مصغرة من صوره لا يريد أن تكون عليها
امتدت يداه نحو خديها يمسح فوقهما برفق
فتون يا حببتي بتحبك أنت مش كنت