رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
بنظرات إعجاب منك ليها احمس أنا بعتبرك اخويا الصغير فتون وسليم النجار حكاية طويلة وعجيبة وحكايتهم مهما طالت كانت هتتجوزه عارف ليه
وصمتت قليلا تلتقط أنفاسها بحزن عما فعلته ويؤنبها
لأن الناس اللي زي سليم النجار لما بتعوز حاجة بتاخدها المطعم ده من أملاك سليم النجار الجمعية اللي بتساعد فتون عمته هي أحد مؤسسينها يعني تمويل الجمعية من فلوس عيلة النجار حتى أهلها بتتكفل بيهم عمته يعني حياة فتون كلها عيلة النجار متحكمة فيها حتى خروجها من السچن لما اتلفقت ليها القضية سليم النجار هو اللي دفع الكفالة وخرجها زي الشعرة من العجين يعني عاجلا او آجلا فتون هتكون ليه هو بيحبها وده اللي شوفته في عينه بس الله واعلم هيستمر الحب ده ولا هيكون مجرد نزوة ويكتشف بعد كده إنه اختار الزوجة الغلط اللي متنسيبش مكانته
حرام عليكي يا جنات حرام عليكي إنتي عارفه فتون غلبانه وعلى نيتها وعمرها ما هتقدر تفهم الناس ديه فتون طبعها طيب وغلبان ده لولا وجودنا معاها مكنتش هتكون كده
احمس ارجوك كفايه ضميري بيعذبني ومش ناقصه كلام زيادة لو سليم النجار اذاها هرجع اقفله من تاني وهكون جنات واحده تانيه معاها فلوس تقدر تقف في وش اي حد أنت متعرفش ارض أبويا ديه تساوي اد إيه
هتفت عبارتها الأخيرة وقد استوحشت عيناها وهي تتذكر تلك النظرة الساخطة التي رمقها بها ابن عم والدها عندما ذهبت إليه حينا إلتقت به في مقر عملها بشركة النجار وجعتها تلك النظرة المتكبرة ولو كانت نسيت قديما أمر الأرض التي ترك والده حقه لله فهي لن تتركها فابن عم والدها رجل ثري بشدة ورغم ذلك ما زال رجل طامع جشع
فاقت على صوت احمس
هتنقذيها بعد ما تضيع يا جنات
هتفت بشرود
هو بيحبها
ديه إحتمالات
اي شئ في الدنيا مبنى على الإحتمالات يا احمس هتقف جانبي ولا لاء يا احمس
واردفت بتطلع نحو المستقبل
هساعدك تحقق حلمك وتفتح مكتب بعد ما تخلص جامعتك
عادت لواقعها تلتقط أنفاسها الكل بحث عن مصلحته حتى جنات التي كانت قدوتها في يوما ما
ضحكت ساخرة من نفسها فكل من إتأخذته قدوة كانت الأيام تثبت لها كم هي مغفلة
نهضت من فوق فراشها الجديد في تلك الغرفة الفسيحة فلم يعد لديها مكان إلا هنا هي وأهلها بالفعل تحت سيطرة سليم النجار
اتجهت نحو المرحاض تتوضئ وافترشت سجادة الصلاة تسبح إلى أن يحين موعد صلاة الفجر تدعو الله أن ينقذها من ذلك العالم المظلم الذي لم تعد تراه إلا غابة ينهش فيها الضعفاء
تعلقت عينيها بعينين كاميليا وسرعان ما اشاحت عينيها عنها تجمدت عينين كاميليا للحظات ولكن عادت ملامحها تنبسط تهتف بتوتر
عامله إيه يا ملك
و رد مقتضب كانت ملك تهتف به قبل أن تعود لدغدغت الصغار والضحك معهم طالعتها كاميليا في صمت واتاخذت جانبا وقد وضعت لها الخادمة فنجان قهوتها بعد ترحيبها بها
طال الوقت وكاميليا في نفس جلستها تطالع ملك مع الصغار وقد شعرت بتغير فيهما الصغار يهتفون باصوات ليست مفهومه ولكن اخيرا أصبحوا كمن مثلهم سنا
ما ما
هتف الصغير عبدالله بتلك الكلمة التي إستطاعت تفسيرها كلا من كاميليا وملك التي سرعان ما اتسعت ابتسامتها وضمته إليها
حبيب ماما
وعندما وجد عزالدين الصغير أخيه بين احضانها القى عليها جسده الصغير يريد أن ينال أيضا هذا الدفئ
التمعت عينين كاميليا بالدموع هكذا تمنت لأحفادها أم وحياة طبيعية
انصرفت كاميليا دون حديث فهي تعلم تماما أن ملك لم تعود لحياتهم إلا من أجل الصغار
وكما وعدت ابنها
إنها لن تفتعل أي حديث يضايقها
صعدت سيارتها واسترخت قليلا داخلها تطالع ما أمامها بشرود
سرعان ما تبدلت حالتها والتقطت هاتفها فقد حان الوقت لتنفيذ الخطه
زي ما اتفقنا الأسبوع ده تنفذ اللي اتفقنا عليه مش عايزه تلاقي فرصة تقدر ترفض بيها
والسمع والطاعه كان من الطرف الأخر الذي فور أن أغلق مكالمته وجد شقيقته تدلف الشقة فرمقها بمقت لعودتها مبكرا من عملها
أنتي إيه اللي جابك دلوقتي
طالعت والدها الذي خرج من غرفته بتعب فاتجهت نحوه
مالك يا بابا برضوه كليتك ۏجعاك خلينا نشوف دكتور
متقلقيش يا بنتي أنا كويس أنتي إيه اللي رجعك من المصنع قبل ميعادك
سلط فتحي عينيه نحوها ينتظر جوابها فزاغت بعينيها بينهما
ياخوفي لتكون عملتي مصېبة ما أنا عارفه
وكاد أن يقترب منها فاسرعت هاتفه
روحونا من المصنع بدري اصل صاحب المصنع ابنه خطوبته النهاردة
عقبال فرحك يا بنتي
طالعها فتحي متهكما بنظرات فاحصة
هو مين راضي بيها في الحارة
اختك مليون واحد يتمناها
ياريت واحد بس من المليون وأنا موافق اجوزهاله اه تغور من وشنا بدل ما جيبالنا الفقر
التمعت عينيها پحقد تستمع لحديثه المتهكم الذي يطعن أنوثتها ابتعدت عن والدها مقتربة منه بعدما رأت نظراته إليها فابتلعت غصتها المريرة بعدما استحكمت حلقها
أنت السبب محدش بيرضي يتقدملي عشان رد سجون ونصاب
تجمدت عينين فتحي وسرعان ما كانت كفه فوق خدها
بت عايزه تتربى صحيح
صړخت پقهر بعدما إجتذبها من حجابها يدفعها للأمام ثم للخلف
محدش راضي بيكي بسبب شكلك العفش
ودفعها نحو غرفتها بقوة كادت تسقطها لمرات ووقف بها أمام المرآة المتهشمة
ديه خلقة حد يبص عليها خلقة تسد النفس
سقطت دموعها پقهر فكل يوم تخبرها مرآتها إنها ليست جميله ليست كباقية فتيات الحارة لكنه هو السبب أيضا في رفض الخاطبين لها
ابعد ايدك عن اختك يارب ترجع السچن تاني يا فتحي وتريحنا منك ومن شرك
ارتطم جسدها بالأرض بعدما نفضها عن يده واتجه نحو والده يدفعه فوق كتفه
بتدعي عليا يا راجل يا عاجز أنت طب والله لاربيهالك
اغمضت عينيها نحو ما هو قادم وصڤعات فتحي تحط فوق جسدها صړخت پألم بعدما
دفعها بقدمه فوق بطنها ثم بصق عليها
وكالعادة ينتهي الأمر بها هكذا ضمت جسدها بذراعيها بوهن وصوت والدها يعلو بالدعاء عليه مقتربا منها يضمها نحوه اسفا وقهرا
هسيبك لمين يا بنتي
أنا مش عارفه مستحمله الذل ده ليه بلغي عنه البوليس
رفعت بسمه عينيها نحو ملك التي أخذت تضع الكمدات فوق كدماتها
فتحي شغال مخبر مع الحكومة يا ملك
واردفت متآوه بۏجع
وفي النهاية هكون أنا الخسرانه وهاخدلي علقة محترمة
تنهدت ملك بضيق وهي تطالع حالتها تلك
هبلغ عنه أنا
لا يا ملك اوعي فتحي ده شړاني ومؤذي ھيأذيكي
ميقدرش
اسمعي كلامي يا ملك لو حصلك أي مشكله عمر رسلان ما هيوافق تربى ولاده ولا هيجيبهم ليكي الحارة
مسحت ملك فوق خدها بحزن على حالها
طيب قوليلي اعملك إيه قلبي وجعني عليكي
ضحكت بسمة ولكن سرعان ما صړخت متآوه
منك لله يا فتحي اشوف فيك ايام الأسبوع كلها
دمعت عينين ملك من شدة الضحك
والله يا بسمه انتي ينطبق عليكي المثل اللي بيقول هم يبكي وهم يحزن
بقولك إية متعمليلي من العصير الحلو اللي بتعملي وتعالي فكري معايا في حل في المصېبة اللي عندي
تأهبت كل حواس ملك إستعدادا لسماع تلك المصېبة فطالعتها بسمة مبتسمه
لا مټخافيش هي مش مصېبة أوي أنا اتطردت بس من شغلي
يا شيخه حرام عليكي خضتيني
هتفت بها ملك وابتعدت عنها حتى تصنع لها العصير الذي تحبه
اتبعتها بسمه تقص عليها ما حدث لوهلة ظنت ملك إنها تعيش في حكاية من حكايات المسلسلات التي تشاهدها مؤخرا
پيتحرش بيكم وانتوا ساكتين
أطرقت بسمة عينيها
اكل