رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

لما تخلصي شغلك .

لم يطالعها وهو يتحدث.. تمنت أن تجد نظرته الحانية تلك اللحظة ولكن ماهي إلا خادمة تستجدي العطف من الآخرين 

 حاضر يابيه هخلص شغلي وأمشي .

خانته عيناه وهو ينظر إليها..ولكنه تراجع للخلف ملتفا بجسده راحلا 

 هي لو مشيت أنا هعمل إيه يابيه 

قطب حاجبيه يطالعها بعدما استدار بجسده نحوها 

 مين اللي هتمشي ولا مشيت.. أنت بتكلمي نفسك يافتون !!

 ماما إحسان.. ابنها عايز ياخدها معاه .

رفرفت بأهدابها تمنع هطول دموعها ولكنها فشلت في منعها 

 ماما إحسان مين يافتون.. أنت ليك أهل هنا !

نفت برأسها ترثي حالها... حسن لا يسمعها ولم تجد إلا هو لتبوح إليه...تناست أن الواقف أمامها هو رب عملها الرجل الذي كاد بالأمس يصرفها من عملها دون سبب .. الرجل الذي أنحنت تقبل يده تتوسله .

كل شئ تلاشي في لحظة وهي تفيض له بأوجاعها 

وقف يستمع لها ولأول مرة يعيش دور المنصت يستمع لغيره باهتمام 

 كفايه عياط يافتون لو هي بتحبك مش هتسيبك .

 هتسيبني وتمشي.. قلبي حاسس إنها هتمشي .

 فتون كفايه عياط... لو مشيت لازم تتعودي إن محدش بيفضل مع حد .

سليم النجار يقف يواسي ويعطي نصائحه ومع من مجرد خادمة 

يتعجب من حاله ولكنه يشعر أنه مسلوب الإرادة يعلم أنه لا يخصها إلا بالعطف ولكن هل يظل العطف عطفا بين رجل وامرأة .

توقف عقله عند تلك النقطة ومازاد الأمر سوءا أنه انتبه للتو أن عينيه لم تحد عنها 

 أنا رايح المكتب.. وتقدري تمشي بدري زي ماقولتلك 

انسحب من أمامها ..هرب.. يصارع داخله ما لم يفهمه

.................................

دارت بعينيها بين خالتها وذلك الجالس الذي أخذ يتفحصها بنظراته.. طالعت ميادة الصامتة وقد انشغلت بهاتفها 

 أعرفك بالأستاذ أحمد ياملك محاسب في بنك.. ودي ملك بنت أختي مدرسة .

أومأ الجالس برأسه يرفع نظارته قليلا مدققا النظر في ملامحها

 تشرفنا يا أستاذ أحمد ...

طالعتهم كاميليا بنظراتها الفاحصة.. وإعجاب ذلك الجالس كان واضحا .

ارتبكت ملك من نظراته.. فنظراته لا توحي إلا بأنه يضعها تحت الفحص

 ميادة قومي معايا نتمشى شويه ونسيب أستاذ أحمد وملك مع بعض .

أتسعت عيناها تنظر نحو ميادة التي نهضت تتبع خالتها

 ميادة أنت رايحه فين 

وميادة لم تملك إلا أن تنفذ الأوامر في صمت.. أن تخسر ملك حبها أهون من أن تخسر عائلتها وتكتشف تلك الحقيقة.. هكذا اقتنعت وأقنعتها والدتها

 ميادة استنى..

 أستاذة ملك ياريت تقعدي نتكلم مع بعض شويه ونتعرف..

استنكرت حديثه وقد فهمت الآن سبب نظراته تلك..

 بصراحة أنت عجبتيني وياريت تاخديلي معاد مع والد حضرتك .

وقفت ميادة تطالعها من بعيد وقلبها يؤنبها لا تصدق أن قصة حبها

 

هي وشقيقها ستنتهي هكذا

 أنا بحذرك ياميادة تعملي أي خطوة.. والحمدلله إن أخوك تليفونه مقفول... الدور دلوقتي علي ناهد تخلي عبدالله يوافق على العريس .

....................

أتسعت عيناها وهي لا تصدق أن والدها يقف أمامها.. لم ينسها والداها كما ظنت .. و هاهو والدها بملامحه الطيبة يفتح لها ذراعيه

 مين يافتون 

دلف والدها ينظر نحو حسن الذي ارتبكت ملامحه 

 أنا ياحسن ياولدي 

 حاج عبدالحميد نورت ياحاج وأنا أقول المكان منور ليه..

 روحي يافتون أعملي لقمة للحاج تلاقيه على لحم بطنه .

تعلقت عينا والدها بها يستغرب هيئتها تلك الساعة

 اومال أنت كنت خارجة يابنتي السعادي ! 

ارتبكت ملامحها فبما ستخبر والدها.. إنها تعمل خادمة وقد كانت آتية من عملها 

 لأ ياحاج دي فتون لسه راجعة من شغلها في الحضانة .. أصل

الحضانات هنا عندنا في صبح ومسا.. مصر بقى ياحاج مش زي البلد عندكم .

جلس الحاج عبدالحميد على أقرب مقعد قابله ينظر للشقة وأثاثها برضى ... وفي نظرات عينيه البسيطة يتأكد أن ابنته قد صبرت ونالت 

 أنا مش عارف ليه ياحسن يابني لازمته الشغل ما أنت بتقبض حلو وفتون مدبرة زي أمها .

حذرها بنظراته قبل أن يردف بحديثه 

 دي رغبة فتون ياحاج.. وأنا بصراحة طول اليوم مش قاعد في البيت فقولت وماله مدام الشغل مش عيب وهي بتشتغل مرافقة للأطفال وأهو تتعلم تربيتهم قبل ما نخلف .

 تعالي يابنتي قربي عايز اشبع منك .

ارتكزت عينا حسن عليها... فقد أجاد رسم الدور وماهي إلا مستمعة فعن ماذا ستتحدث فهو أخبرها من قبل أنها لو سعت للخړاب فهى وحدها من ستحصد أما هو فرجل والرجال في مجتمعنا لا شئ يعيبهم 

صمتت عن كذبه ورسمت لوالدها دور السعادة التي تحياها 

وحسن كان خير مضيف لوالدها 

 جهزت أوضة للحاج يافتون 

أماءت برأسها تضع كؤوس الشاي أمامهم بعدما انتهوا من طعامهم 

 والله ياحاج البيت نور ولا إيه يافتون .

ارتسمت السعادة والفخر على شفتي الحاج عبدالحميد وهو يرى كرم زوج ابنته وكيف يعاملها برفق 

 ابن أصول ياحسن يابني... أنا نظرتي فيك مخيبتش .

دلفا لغرفتهما بعدما خلد والدها للنوم... طالعها حسن وهي تقترب منه 

 يعجبني فيك عقلك يافتون... 

اقترب منها يعبث بخصلات شعرها ويتحسس عنقها 

 بكره هاخدلك أجازة من سليم بيه.. حسك عينك أبوك يعرف إني بشغلك خدامة .

ابتلعت لعابها تنظر إلى نظراته المحذرة إلي أن شعرت بأنفاسه القريبة..أشبع رغبته وغفا بعدها سعيدا من بطولته .

........ 

استيقظت تعد الإفطار له ولوالدها ولكن المنزل كان خاليا... تعجبت من عدم وجودهما .. وبعد ساعتين كان يدلف حسن للمنزل يدندن بسعادة 

 فين أبويا ياحسن 

رمقها حسن ملقيا بمفاتيحه متجها نحو الأريكة 

 أعمليلي فطار يافتون.. وأجهزي عشان تروحي شغلك مدام أبوك مشي .

 هو لحق يجي عشان يسافر !

 ما جه أخد اللي عاوزه ومشي 

اقتربت منه تتأمل ملامحه السعيدة

 الحاج عبدالحميد كان معذور في قرشين وأنا راجل ابن أصول مينفعش حمايا يكون معذور ومفكش زنقته ولكن كله بحساب

وتلك الورقة التي يحركها أمامها كانت هي ذلك الحساب

الفصل الرابع عشر

_ بقلم سهام صادق

صوت جدال والديها يعلو من حولها وهي ما عليها إلا المشاهدة في صمت.. الصدمة ما زالت تلجمها لا تصدق إلى الآن أنا خالتها وميادة جاءوا لها بذلك العريس.. ميادة كانت الصدمة الأكبر لها التي لم تستوعبها

 وماله العريس ياعبدالله.. ماشاء الله عليه من عليه محترمة وعنده وظيفة وشقة في مكان راقي

 أنت شايفة بنتك رافضه يا ناهد.. والبنت مش كبيرة عشان نغصبها على حاجة

 وهي قعدت معاه عشان ترفض

تجهمت ملامح عبدالله ينظر لها مستنكرا بل ويستنكر الأمر 

 أومال كاميليا هانم اللي عملته النهاردة كان أيه.. تاخد بنتي تعرفها على واحد في النادي من غير أذننا

غادر عبدالله بعد تلك المجادلة التي باتت شيئا عاديا بينهم منذ أن أصبح يتهمها أنها لم تعد تحب ملك كما كانت

جلست على الأريكة تزفر أنفاسها...وألتقطت هاتفها حتى تحادث شقيقتها وتلغي تلك المقابلة التي حددتها

اطمأنت ملك بعدما أستمعت لجزء من حديثهم.. وجلست على فراشها تهاتفه ولكن لا إجابة كانت تحصل عليها إلا تلك الرسالة التي حفظتها

 ناهد أنت بتقولي أيه عريس أيه اللي رفضته .. ما له الولد أيه عيبه 

 عبدالله مش موافق يا كاميليا.. وبصراحه أنا مش عايزة أتجادل معاه بخصوص ملك أكتر من كده.. عبدالله بقى ديما شايفني أني خلاص مبقتش أحبها 

 وأحنا عايزين

تم نسخ الرابط