رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
إليه لأحدي دول الأوربية
التمعت عينين أمينة وهي ترى جمال الصغير الذي تحمله
ابنك ده يا ملك
الجواب كان دوما حاضر علي لسانها وهي تحرك رأسها بإيجاب
ما شاء الله عليه اتجوزتي ابن خالتك الوسيم.. بقى
هتفت أمينة مازحه فكم كانت ملك فتاة حالمة عاشقه لابن خالتها لا تسمح لاحد بالاقتراب منها.. فلم تكن لا تري إلا غيره
اتجوزنا ومعانا عبدالله و عزالدين
اخبرتها بالحقيقة التي تراها حتي لو لم يكونوا من رحمها فهي تعتبرهم طفليها و أول فرحتها..
لا ده احنا محتاجين نقعد مع بعض.. ونرجع الذكريات
اشارت أمينة نحو المصعد حتى تصعد معاها نحو شركتها الصغيرة التي أسستها
تعالي اطلعي معايا المكتب فوق
تعلقت عينين ملك بصغيرها الذي بدء يغفو فوق كتفها من شدة تعبه
مرة تانيه بقى يا أمينه الولد تعبان..
انتبهت أمينة علي حماقة ما نطقت به فمسحت فوق شعر الصغير
يبقى علي الاقل ناخد أرقام بعض وهتصل بيكي.. لازم يكون بينا لقاء تاني ياملك
غادرت ملك البنايه وهي لا تصدق أن المرأة الواثقة شديدة الجمال والأناقة.. كانت أمينة التي كان أغلب الجميع يتضاحك علي هيئتها التي تظهرها بعمر أكبر.
اتجهت نحو السيارة وهي سعيدة بهذا اللقاء.. و وضعت الصغير في مكانه المخصص وصعدت سيارة رسلان التي أصبحت لها منذ أن سافر لمؤتمره الطبي.
.........
غادرت كاميليا الغرفة التي تقيم بها ابنتها بعدما ضجرت من صمتها.. وكأنها تعاقبها بحالتها
قابلتها عينين ناهد التي أنشغلت في فحص الصغير الأخر خوف عليه أن يمرض كما مرض توأمه
الولد كويس يا ناهد بلاش الخۏف المرضى عليهم اللي بقيتي فيه.. ملك لو زهقت من اسلوبك ده.. هتسيب البيت وتمشي..
طالعتها ناهد وكأنها لم تسمع عبارتها فهي لن تقضي لحظة واحده بعيدا عن الصغار.. حتى ترحل لابنتها التي اشتاقت إليها
زفرت كاميليا أنفاسها في يأس وجلست فوق احد المقاعد.. تضع بوجهها بين راحتي كفيها
أنا مش عارفه ليه وصلنا لكده
تمتمت بها كاميليا فهتفت ناهد وكأنها في عالم أخر
السحر مها ماټت .. كنت عايزاه يحبها وميشوفش غيرها
تجمدت عينين كاميليا وهي تتذكر الجرم الذي شاركة فيه شقيقتها بمعرفتها للأمر دون ردعها رغم إنها عارضتها في المرة الأولى لكن رحيل رسلان عنهم وتركه لهم البلد
جعلها تقتنع بتنفيذ الأمر فهم يسعون لتقريب زوجين من بعضهم..
اخدت كاميليا تعيد شريط حياتها منذ ذلك اليوم فلم تجد إلا التعاسة التي دخلت حياتها وحياة أولادها حتي علاقتها ب عزالدين زوجها أصبحت باردة
مها ماټت وتركت صغيريها ناهد أصبحت كالعجوز الخرفاء لا تعي لشئ حولها و رسلان عاد بصعوبة لحياتهم
أنا إزاي طاوعتك ساعتها إزاي مشيت وراكي
هيرجعوا لبعض ولاد مها مش هيلاقوا اللي يحبهم..
هيحصل فيهم زي ما أنا عملت.. هترميهم في الملجأ زي ما عملت فيها زمان.. مينفعش تخلف من رسلان
اخذت تهذي بحديث متقطع كانت كاميليا تفهمه تماما ولكن ميادة التي استمعت لمحادثتهم لم يكن ما تسمعه إلا صدمة
فعن أي ملجأ وضعوا به ملك بالتأكيد عندما كانت صغيرة وانجبت خالتها مها
دلفت ملك المنزل وهي تحمل الصغير.. تنظر نحوهم.. فحدقت بملامح حماتها الشاحبه و لم تمهلها ناهد لحظة فاسرعت نحو الصغير تأخذه منها.. تفحص كل جزء فيه
ثم ابتعدت به
لم تتعجب ملك من الأمر.. ف ناهد كل يوم يزداد تعلقها بالصغار ولم تفسر ذلك إلا بسبب مرضها وصعوبة شفاءها منه وكأنها بطريقتها هذه تشبع منهم قبل رحيلها
حاولت كاميليا تلاشي ما تشعر به تزدرد لعابها متسائلة
الولد كويس
اقتربت ملك من أحد المقاعد تهوى فوقه تخبرها بما أخبرتها به الطبيبه وطمئنتها علي صحته
طالعتهم ميادة من فتحت بابها الذي لم توصده كاميليا خلفها...
ملك التي اخدت تجيب والدتها وتطمئنها علي حفيدها الغالي ابن الغاليه مها لكن ملك ما هي إلا البديل وقد اعادوها لحياتهم حتى تربى الصغار العائلة المثالية ظهرت صورتها الحقيقية ويتسألون لما أصبحوا يحصدون من حزن بعدما كانت الحياة تمتعهم بالسعادة..
..........
ضجرت شهيرة من إنتظار تلك التي لا تعرف كيف استطاعت إغواء رجلا ك سليم النجار هل وصل بها الزمن أن تنتظر علي طاولة العشاء.. الخادمة من لا اصل لها
طالعته وهو يتحرك نحو الردهة يسير بضيق ويضع هاتفه فوق أذنه ينتظر جوابها علي هاتفها
انتفخت اوداجها حنقا ولم تنتبه علي صوت صغيرتها وهي تطالبها بسكب الطعام لها
هبطت الصغيرة من فوق مقعدها واسرعت نحوه تجذبه من بنطاله لعله ينتبه إليها
بابي أنا جعانه
التف نحوها بلهفة وانحني صوبها.. يرفعها بذراعيه ويضمها إليه وقد وقعت عيناه علي شهيرة متهكما اتجهت إليهم وهي تعلم بما يدور داخله.. فهي لن تخسر فرصتها الأخيرة وتتركه للخادمة كما تركته من قبل وها هي تعض يدها ندما
البنت مش راضيه تاكل من غيرك
حاولت أن تظهر له هدنتها وتغيرها.. ولكنه لم يكن يوما بالمغفل..
أنت جعانه أوي يا حببتي
سأل صغيرته بلطف وقد تجاهل حديث شهيرة التي امتقعت ملامحها..
اماءت له صغيرته فلثم كفها الصغير معتذرا منها
ما دام حبيبت بابي جعانه لازم ناكل فورا.. عشان العصفوره متزعلش
تعالت ضحكات الصغيرة من حديث والدها ودغدغته لها فالتمعت عينين شهيرة بالسعادة وهي تري الدلال الذي تنعم به صغيرتها من والدها..
شعرت بالندم لأنها جعلت طموحها يسرق منها لحظاتها السعيدة مع عائلتها.. والإصرار كان يزداد داخلها.. إنها ستسعي جاهدة لتعيده لها ولأبنتها وحدهم
اخذت ضحكاتهم تتعالا خاصه بعدما بدأت الصغيرة تخبرهم بمقتطفات يومها في الروضه
البنت كبرت يا سليم وبقي في معجبين بيها
ابتسم سليم رغم ضيقه.. مما تخبره به صغيرته من تقبيل
أحد الصغار لها فوق خدها حتي يصالحها عندما اسقطها أرضا رمق شهيرة ممتعضا.. فاتخذت دور الصمت علي الفور
ديدا أميرة بابي مش هتخلي حد يلمسها تاني.. صح يا حببتي
اماءت له الصغيرة برأسها تهتف إليه بوعد
ديدا شاطرة وبتسمع الكلام يا بابي ومش هتعمل كده تاني
طالعها بحب وبابتسامة واسعه.. قد انتقلت لشهيرة التي كانت راضيه تماما عما يحدث.. فهي تحب حبه لصغيرتهما .. حبه الذي يعد نقطه ضعفه.
لهثت فتون أنفاسها بعدما فتحت لها الخادمه الباب لقد تغافلت عن تغيير خاصية هاتفها من وضع الصامت فلم تري مكالماته العديدة إلا عندما اقتربت من المنزل
مساء الخير
هتفت عبارتها وهي تقترب منهم فحدقتها شهيرة بملامح ممتعضه واتجهت بعينيها نحو طبقها فلو علقت عيناها بها.. سيتصاعد ڠضبها و ربما تفعل شيئا يضيع اول خطواتها نحو استقرارها في البيت مجددا وعودتها زوجة ل سليم
رد تحيتها بملامح واجمه.. يخبرها بجمود أن تجلس وتتناول الطعام..
لم تكن جائعه ولكنها جلست حتى لا تعطي الفرصه لشهيره لتشعر بالنصر
انتهى العشاء الذي أصبح الصمت يتخلله فاسرعت بالصعود لأعلى بعدما بدأت مناقشات شهيرة معه في عيد ميلاد أبنتهما الذي اقترب
شهيرة عيد ميلاد البنت فاضل عليه شهر فلما يجي وقته نتكلم
شعرت بالضيق وهي تراه يحاول قدر استطاعته الفكاك منها و الصعود لغرفته
عايزه أتكلم معاك واخد رأيك في حاجات خاصه بالشغل
بكرة يا شهيرة
تمتم بها وهو يغادر غرفة الضيافه بعدما انحني صوب أبنته الغافية في أحضان والدتها والتي تعد أول مرة يري فيها شهيرة تقوم بمهامها كأم
تجهمت ملامحها وهي تراه...يسرع في خطواته وكأنه لا يطيق