رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المطبخ.. بعدما أصبح صوت شهيرة يصدح بالمنزل وقد وقف الخدم يستمعون للشجار
مش همشي من هنا يا سليم ده بيتي مش بيت الخدامة
مامي
هتفت الصغيرة اسمها فتوفف عن دفعها.. يقبض فوق كفيه بقوة.. الټفت لصغيرتها تبتسم بحنان.. فهي نقطه ضعف سليم الوحيدة
شايفه بابي مش عايز مامي ترجع تعيش معاكي تاني يا خديجة
لا يا مامي متمشيش وتسبيني لوحدي تاني
تجمدت عيناه و تعلقت عيناه بعينيها فابتسمت وقد التمع الزهو بعينيها وانحنت صوب صغيرتها تضمها إليها
لو بابي بيحبك مش هيحرمك مني بس بابي مش بيحبك
شهيرة
تجهمت ملامحه وهو ېصرخ بها ولكنها قد وجدت طريقها الذي لم تخطط له بكت الصغيرة في أحضانها تهتف پخوف ورجاء
بابي أنت وحش وحش يا بابي.. أنا عايزه أمشي مع مامي
ساد الصمت المكان فاخفت شهيرة ابتسامتها.. ف ابنتها جعلتها تفوز في حربها الضارية بينهم حرب لم تفكر في إندلاعه إلا من أجل تلك التي تزوجها بعدها وجعلها سيدة في بيتها وأم بديله لابنتها وچرح كبريائها وكرامتها.. واحبها ولم تحظى هي بهذا الحب.. فكيف نالت قلبه وهي وحدها من تستحقه
أعادت الصغيرة كلماتها فانتفض في وقفته وبنظرة قوية كان يرمق شهيرة اسرع نحو صغيرته يلتقطها من الأرض يضمها إليه رغم رفضها
كده يا خديجة تقولي لبابي إنه وحش بابي اللي بيدور علي سعادتك
مسح دموع صغيرته بعدما طالعته بحزن..فارتمت الصغيرة بين ذراعيه هذه المرة تهتف برجاء
رجع مامي البيت تاني يا بابي ديدا مش هتزعل منك
ابتلعت فتون غصتها وهي تطالع المشهد منذ بدايته وجوارها السيدة ألفت وقد وقفت متأثرة بالموقف.. سحبتها من المكان بأشفاق.. فالأمر بالتأكيد قد حسم.. ستعود السيدة شهيرة للمنزل مجددا بعدما لعبت بورقتها الأخيرة
.........
حدقت السيدة سعاد بتلك التي تقف أمامها كانت أمرأة محتشمه.. تطرق رأسها خجلا فتسألت وهي تتفرس النظر بملامحها
الحارس قالي إنك عايزة بسمة
اماءت سميرة برأسها وبهمس خاڤت اخذت تجيبها
جيت اشوفها أصلها وحشاني اوي
بس هي مش موجوده يا بنتي راحت السوق
تهللت أسارير سميرة فرحا ولكن سرعان ما عادت لخجلها ورفعت عيناها نحو السيدة سعاد
يا خسارة كان نفسي أشوفها يا خالة.. ده انا جيالها من مشوار بعيد
اشفقت السيدة سعاد عليها وابتعدت عن الباب.. ترحب بها
تعالي يا بنتي اتفضلي.. اشربي حاجة لحد ما تيجي
ابتسمت سميرة وهي تخطو نحو الداخل.. تنظر للمكان بذهول لا تصدق أن بسمة أصبحت تعيش هنا..
دلفت للمطبخ خلف السيدة سعاد التي أسرعت في ضيافتها بعدما توسمت فيها الطيبة
هو أنت وبسمة صحاب من زمان يا بنتي
بفضول كانت تتسأل السيدة سعاد وهي تضع المشروب البارد أمامها.. ارتشفت سميرة من الكأس تنظر إليها وقد انتظرت السيده سعاد جوابها بفضول
لا مش من زمان يا خاله كنا شغالين مع بعض في المطعم قبل ما تسيبه بعد الليله اياها
هو أنت سميرة
اماءت برأسها وقد تبدلت ملامح السيدة سعاد عندما علمت بهويتها
أكيد بسمة حكتلك عني
وبنبرة ممتعضة كانت تجيبها السيدة سعاد
حكتلي عنك كل خير شربتي العصير يا بنتي
كانت تطردها بالذوق فارتبكت سميرة وهي تري نظراتها إليها
بسمة ديما ظلماني
و پبكاءو انكسار كانت تخبرها.. لما كانت تكرهها.. فقد اخذت منها حبيبها..
كانت عينين السيدة سعاد تتسع ذهولا لا تصدق أن بسمة كذبت عليها
احتلت الصدمة ملامحها وهي تستمع لحديث الجالسة وقد تأثرت ببكائها فلن يكون بكائها كڈب
كشفتلي دنائته ياخاله طلع راجل خسيس بس هي السبب اغرته وخليته يتعلق بيها.. مع إنها كانت عارفه إني بحبه وحكيالها أسراري
وأنت ليه يا بنتي تمشي مع راجل في الحړام
انسابت دموع سميرة وقد استحضرت بعض المشاهد حتي تستطيع ذرف دموعها بإتقان
النصيب واتعلمت الدرس.. ادعيلي يا خاله ربنا يسامحني
دعت لها السيدة سعاد وأخذت تربت فوق كفها بتعاطف
ربنا يبعد عنك ولاد الحړام يا بنتي
انصرفت سميرة وهي تشعر بزهو إنتصارهافالمرأة كانت ساذجة وصدقتها ببضعة عبرات ذرفتهم فوق خديها
.........
دلفت بسمة بارهاق وهي تحمل الأغراض وخلفها السائق بالأغراض الأخري
جبت كل حاجة زي ما طلبتي
تجاهلتها السيدة سعاد واقتربت من الأغراض تفحصها.. طالعتها بسمة وقد تيقنت أن هناك شئ يؤرقها اتجهت نحو احد مقاعد المطبخ تجلس عليه فالټفت السيدة سعاد نحوها بعدما طالعت الأغراض بنظرة سريعه
اطلعي نضفي الأوض يا بسمة
هاخد بس نفسي وحاضر.. هلمع وانضف واعمل كل اللي أنت عايزاها
قالتها بابتسامة واسعه ولكن
ابتسامتها قد تلاشت وقد تعالا صوت السيدة سعاد پحده
إحنا مش فاضين للدلع البيت كبير ومحتاج تنضيف.. والبنت اللي بتيجي تنضف رجليها اتكسرت..
لم تنتظر بسمة سماع كلمة أخرى منها ونهضت علي الفور واقتربت منها تقبل خدها
هوا يا سوسو هعمل كل اللي أنت عايزاه.. بس هروح أغير هدومي
رمقتها السيدة سعادوهي تنصرف وشعرت ببعض الضيق من حالها ف بسمة طيبه ولن تكون ممن يدعون البراءة والطيبة وتحت وشوشهم قناع أخر
ولكنها رأتها ليلة أمس في غرفة السيد جسار واليوم اخبرتها رفيقتها التي كانت تعمل معها إنها تنال تعاطف الجميع حتي يثقون بها وبعدها تظهر شخصيتها الحقيقية.
...........
وضعت الطعام فوق الطاوله بعناية تبتسم للاصناف التي صنعتها.. وقد قامت بدورها علي أكمل وجه.. شعرت بخطواته خلفها فالټفت نحوه وقد لمعت عيناها بنظرة يعلم إنها ليست إلا مصطنعه ولكنها كانت أبعد عن ظنه
حضرت كل حاجة فاضل بس الحلو في الفرن
حرك رأسه وهو يحدق في الأصناف متسائلا
كل ده عملتي لوحدك
وبابتسامة واسعة كانت تجيبه
أنا ست بيت شاطرة
وهو لن ينكر هذا الأمر فقد اصبحت هي من تعتني بالمنزل بعدما صرف الخدم ظنها ستعترض او ستفر هاربة بعد أن تجد لا شئ تملكه معه إلا الإهانة.. فلو كانت امرأة تشعر وتهتم لكرامتها لكانت رحلت دون أن تلتف خلفها ولكنها مستمرة معه وهو أصبح مرحب حتي ينال مبتغاه.
اقترب منها وهو يريد أن يري سطوته عليها شعرت بذراعيه تأسرها يلامس جسدها ببطئ.. فاغمصت عينيها مسترخي تشعر بانفاسه قرب عنقها
كاظم
ابتسم وهو يقتنص منها قبلة طويلة سلب معاها أنفاسها
حطي كل حاجة هتتقدم في المطبخ واطلعي علي اوضتك علطول
مش هستقبل معاك ضيوفك
وبنظرة باردة ممتعضة كان يجيبها
نبقى نتكلم في الموضوع ده بعدين
طيب وموضوع الشغل قولتلي برضوة هنتكلم فيه ومتكلمناش
ضجر من تساؤلاتها و لولا هدفه من أستمرارية هذا الزواج الذي ستكون نهايته بنيل وريثه ما كان تحمل وقوفها أمامه ومجادلته
قولت بعدين يا جنات الضيوف علي وصول
وفور أن أنهى عبارته كان رنين هاتفه يتعالا.. مشيرا إليها بالصمت...
وبعد دقائق كانت تصعد الدرج كما أمرها.. وقد اقتنعت بعض الشئ بعدم تفضيله لوجودها
فضيوفه جميعهم رجال بالتأكيد
ولكن وقفت مكانها أعلى الدرج وهي تستمع لصوت امرأة..
هبطت قليلا بضعة درجات حتي تتضح لها الصورة عن قرب ولم يكونوا إلا خمسة أفراد امرأتان وثلاث رجال وعلي ما يبدو إنهم زوجاتهم اما الرجل الثالث هي تعرفه تماما وقد رأته في عقد قرانهم
رحب بهم بلطف وحفاوة وقد تسألوا عنها.. بعدما أصبح لديهم علم بأمر زواجه.. ولكنه تجاهل سؤالهم ومضى بهم نحو غرفة الطعام..
انسابت دموعها رغما عنها.. فقد صرفها وكأنها لا