رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
الأول بما أني املك أكبر حصه في الفندق
ضاقت عينين سليم ينقل عيناه نحو حازم الذي انتبه هو الأخر على حديثه
أنت متعرفش إني شريك في الفندق زي زيك
ارتسم الزهو فوق ملامح ماهر بعدما غادر سليم الفندق وقد احتلى الوجوم معالم وجهه
أظاهر إن في حاجات كتير بقت غايبة عني يا حازم
وحازم صار يرى هكذا ولكنه لم يرغب بالحديث معه صديقه صار مقيد بالمشاكل سواء مع تلك الزوجة التي مازالت في نظره زوجة ضعيفه ومع ابنته وحبه الكبير لها ومع شهيرة التي ظهرت مؤخرا بمظهر الأم الحنونه غير عمته وتلك العلاقة التي مازال لا يستوعبها.. خديجة النجار تتزوج بشخص ماضيه حافل بالنزوات ويصغرها بأعوام عدة
أنت محتاج تفوق يا سليم.. اللي قدامي دلوقتي مش سليم النجار اللي عارفه..
....
شاردة منذ أن اصطحبها هذا الصباح نحو وجهتهما تنظر من نافذة السيارة دون أن تحيد عيناها عن الطريق مهما حاول خلق حديث معها
من حينا لآخر أخذت عيناه تختلس النظرات إليها فلم يصيبه من الأمر إلا زيادة بشعور الذنب
تحبي نقف شوية بالعربية يا بسمة
تحرك رأسها إليه رافضة تغمض عيناها راغبة في خلق عالم جديد لها
زفراته خرجت بثقل يكمل تركيزة بالقيادة يتمنى داخله لو يعلم بما تفكر به ولماذا صارت صامته لهذه الدرجة
توقفت السيارة أخيرا امام البوابة المغلقة يدق بوق السيارة منتظرا انفتاح البوابة
انتفض جسدها فزعا على أثر الصوت تنظر إليه ثم للمكان حولها طمئنها بنظراته الدافئة التي باتت غريبة عنها يلتقط كفها حتى يحرره من الأخر بعدما اخذت تفركهما سويا بقوة
أنا مستعد أعمل أي حاجة ومشوفش النظرة ديه في عينك يا بسمة
عيناها الخاويتين حدقته في صمت مصحوب برعشة خفيفة فلم يكن عليه إلا ليحرر كفها من قبضته
الدهشة ارتسمت فوق ملامحه وهو يراها تخرج من السيارة نحو ملك التي وقفت في انتظارها تفتح لها ذراعيها ولم يكن رسلان أقل دهشة منه وهو ينظر لهيئتها الهزيلة وتلك الحالة التي صارت
عليها لا يصدق هذه الفتاة التي أمامه هى بسمة التي التقى بها من قبل لمرات
....
ازدرد مسعد لعابه في خوف يستمع للطرف الاخر يخبره أن عليه الأختباء لفترة يسبه الطرف الأخر على غبائه.. لقد فتح عليهم الكثير من الأعين وخاصة أعين زعيمهم
الزعيم مبقاش مبسوط منك وأنت عارف الزعيم لما يغضب على حد
شحبت ملامح مسعد بعدما ظن أن بولاءه لهم وتنفيذه لأوامرهم سينال رضاهم
مهمتك ټقتل الليلة حامد الأسيوطي وبعدها اختفي يمكن الزعيم يرضى عليك
بلسان ثقيل خرج صوت مسعد لا يستوعب أن أمر التصفية هذه المرة سينال رأسه ثقيله مثل حامد الأسيوطي
ريحته خلاص فاحت وكده كده ھيموت.. فنريحه إحنا أحسن وديه مهمتك.. اوعي تقولي خاېف.. ما أنت قټلت صاحبك يا مسعد وعرفت تخلص من دينا ولا فاكرني مش عارف حاجه.. ده غير مراقبتك
لمرات سليم النجار.. ومش عايز اقولك قوة العلاقة اللي بتربط بين الزعيم وسليم النجار من زمان.. اكسب نقطة في صالحك مع الزعيم عشان يقدر ولائك ليه
.....
بملامح جامدة وقف رسلان يطالع المشهد من بعيد عيناه ڤضحت غيرته يقبض فوق سياج الشرفة يترصد بعينيه ما يدور
استدار بجسده نحو بسمة التي جلست فوق الاريكة صامته
بسمه ليه هربت من بيتك يا جسار حكيت عن كل حاجة حصلت لكن محكتش عن السبب اللي وصلها للهروب .. وصلها إنها تهرب منك بعد ما كانت شيفاك أمان ليها رغم قسوتك ..
حملت نظراته الخزي فهرب بعينيه عنها فبماذا سيخبرها عن حقارته
جسار
صمته ازادها يقينا أن هناك ما يخفيه عنها جسار هو حكى لها ما حدث مع بسمة بعد هروبها من المنزل ولكن سبب هروبها تهرب منه وكأن نطقه خزي عليه
بسمه عمرها ما استسلمت للحياة استحملت كتير رغم صغر سنها وديما كانت بتحاول تقوم مهما وقعت .. قولتلك خليني اخدها عندي لكن حججك كانت فارغة عايز تثبت لطليقتك إن تجاوزتها ب بنت بسيطه بنت هتعيشها حياة هتفضل طول عمرها تعض على ايدها من الندم لأنها طلعت خاېنة ومتستحقش
طعنته بالحقيقة التي أخفى معها ذلك الشعور الذي نمى داخل قلبه نحوها ولكنه كان يرفضه بتعنته
نظراته تعلقت بذلك الواقف بعيدا يطالعهم يصب نحوه نظرات تحمل الڠضب كلما تذكر نتيجة وضعه لجيهان داخل حياته حتى تتلاعب به
اشاح عيناه عن رسلان الذي وقف يتابع من بعيد يقاوم ما يشعر به
جبرتها تكون ليا .. سلمت نفسها ليا عشان تديني مقابل عيشتها معايا.. كنت عايزاها.. مكنتش راجل لأول مرة في حياتي يا ملك .. وقفت قدامها وساومتها على علاقه تتم بينا وتاخد بعدها المقابل..عرفت إنها مكنتش مجرد رغبه.. عرفت إني كنت معمي وجعتها ودمرتها.. عرفتي السبب ..
.....
مازالت لا تستوعب ما أخبرها به قبل رحيله بعدما هتف بها راجيا ألا تعاتبه بالمزيد من الكلمات الچارحة يكفيه الذنب الذي صار يعيش به يكفيه إنه أدرك أنها لم تكن مجرد امرأة
اقتربت ملك منهم تجاورهم في رقدتهم أرضا جوار العاب الصغير الذي اقتربت منه تهمس له ببضعة كلمات فغادر الصغير الغرفة راكضا نحو والده يصيح بسعاده لانه سيستقل دراجته الصغيرة ويلهو بها
كان ڠصب عني إني موفتش بوعدي لعم حسني ولا ليكي.. تعرفي كان نفسي نفضل في الحارة وسط أهلها الطيبين
ونفضل سوا.. انت تكملي تعليمك وأنا اربي ولاد مها..
سقطت دموع ملك رغما عنها فالاحلام معها لا تتحقق والراحة لا تغمر قلبها إلا عندما تنتزع منها الحياة شئ غالي ولكنها صارت مؤمنه بأن هناك لطف خفي في أقدار الله.. ولن تكون كاذبه لقد صارت حياتها هادئة زوج وطفل وطفل أخر قادم ولكنها لن تصفح عنه لرسلان حتى تتأكد
انسابت دموع بسمة تندفع نحو احضانها تخبرها بكل أوجاعها مصحوبة بصوت شهقاتها
انا مكنش عندي احلام كبيره أحلامي كانت بسيطة.. وحتى أحلامي البسيطة استختروها فيا
وملك كانت خير من يسمع فقد عاشت عمرها تنال العطف الذي ظنته حب
كنت فاكره إني اد الحياة ومهما ضړبتني هقوم.. لكن أنا لوحدي يا ملك محدش بيحبني
أسرعت ملك في احتضانها مرة أخرى قبل أن تعود لتلك الحالة التي تعود إليها حالة من الصمت تختارها عندما تشعر إنها لا شئ
مين قالك إن محدش بيحبك.. عم حسني كان بيحبك.. وانا وميادة حتى عبدالله من ساعه ما وصلتي وهو قاعد جانبك ولولا العرض السخي اللي قدمته ليه مكنش سابك
انشقت شفتي بسمة بابتسامة خفيفة وهى تتذكر الصغير الذي التصق بها وكأنه يعرفها
.....
سقطت أرضا بعدما تلقت تلك الصڤعة من زوج والدتها تتراجع للخلف تنظر إليه بعينين دامعتين
أنا مش عايزه اشتغل خدامة تاني.. رجعني البلد أبوس ايدك يا جوز أمي
اقترب منها فكري يلتقطها من ملابسها ثم عاد يدفعها أرضا
سمعيني تاني كده صوتك يا بنت فوزية لمي خلجاتك البيه عايزك في مزرعته
اتسعت حدقتي فرحة فزعا فعن اي مزرعة سيأخذها زوج والدتها..
ابوس ايدك يا جوز أمي متسبنيش معاه لوحدي البيه راجل بطال
ولكن فكري لم يكن يسمع هو لا يرى إلا المال الذي أعطاه له هذا الصباح قبل أن يختفي من المنزل ويخبره أن يبعثها وسيأتيه من سيأخذها له
دفعها فكري من أمامه