رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
الصغيرة مجددا وجعلها متيمة بعشقه وازال صورته السيئة من عينيها..
فهل اقترب وقت ضجر قلبه ورغبته بالتجديد.. وها هي العبارة تعود وټقتحم عقله
الأصل غلاب يا ابن صفوان النجار
..........
انتظرت السيدة عبلة بفارغ الصبر مغادرة زوج ابنتها المنزل لتتمكن من الانفراد بها ومعرفة سبب رؤيتها له في الصباح يخرج من غرفة مكتبه ويصعد لغرفته ثم بعد ثلاثون دقيقة كان يغادر المنزل
طالعت الغرفة والفراش المرتب..بعدما أندفعت للداخل حانقة من خيبة ابنتها في نجاح زيجتها كما رأت أمامها اليوم..
وما زاد من صډمتها أن ابنتها تغفو فوق فراشها بمنامة طفولية محتشمه.. فلطمت صدرها وهي تتجه صوبها حتى تيقظها
عايزه تطلقي مرة تانية
يا خيبتك في بنتك الكبيرة يا عبلة
انتفضت فتون من غفوتها في ذعر ومازال النعاس يثقل جفنيها.. تنظر إلى والدتها التي وقفت فوق رأسها تهتف بعبارات لا تستوعبها
جوزك كان نايم بره الاوضه ليه يا بنت بطني وليه مقومتيش معاه شوفتي محتاج إيه..خيبه عليك.. مش هتتعلمي ابدأ ازاي تكوني زوجه
عبارات وعبارات تدافقت فوق رأسها وهي حتى الأن لا تفهم سبب اقټحام والدتها غرفتها وحديثها بهذا الشكل
هو سليم خرج
هتفت عبارتها وهي تلتقط هاتفها تنظر للوقت.. ثم حكت رأسها تستعجب مغادرته باكرا عن موعده
طالعتها السيدة عبلة في مقت وتبرم.. تنتظر سماعها ولكنها لم يكن لديها جواب علي اسئلتها التي تشعرها كم هي خائبة الرجا
جوزك لو ضاع منك هتبقى خايبة يا بنت عبدالحميد.. ومحدش هيقبل يتجوز واحده اتطلقت مرتين
هل كان ينقصها لتذكرها بأن في عمرها هذا ولم تتجاوز بعد الثانية والعشرون من عمرها تطلقت وتزوجت مرة أخرى.. وربما كما تري والدتها من وجهة نظرها إنها ستعود لها مطلقة مجددا
ده اخواتك بقى وخدينك قدوة دلوقتي ومعلقين أحلامهم عليك..
والحقيقة المرة التي كانت تتجرعها مع كل كلمة تنطقها والدتها إنهم يعلقون امالهم علي سليم النجار وامواله
وبمرارة كانت تهتف وهي تنفض الغطاء عنها
أنتم معلقين أمالكم علي سليم مش عليا
وماله مش جوز بنت
تمتمت بها السيدة عبلة وهي تلتف بعينيها في ارجاء الغرفة.. ثم أندفعت صوب أحد الأبواب ولكن سرعان ما كانت تغادر ما أندفعت داخله ووجدت به ضالتها تنظر إليها مبتسمه وهي تقبض بيدها فوق احد اثواب النوم
كده قلبي اطمن
علقت عينين فتون بالثوب الذي تحمله والدتها وقد هدأت ثورتها بعدما تأكدت أن ليس هناك خلافات بين ابنتها وزوجها
ابوك واخواتك ماشين النهاردة وأنا هفضل هنا مع أخوك لحد ما يعمل العملية واطمن عليه
.........
دلف غرفة مكتبها بعدما سمحت له سكرتيرتها بالدلوف..
فعلقت عيناه بها وهي بهيئتها العملية وجلوسها فوق مقعدها الجلدي الوثير.. تدقق النظر في الأوراق التي أمامها
رفعت عيناها نحوه بعدما شعرت بعدم تحركه ووقفته التي طالت قرب باب الغرفة ولكن فور أن تلاقت عيناها بعينيه رأت تلك النظرة التي لم تكن تظن أنه سيأتي يوما وتراها في عينين أحدهم
إنها أمرأة محظوظه ولكنها لم تشعر يوما بذلك الحظ الناقص.. هي قدوة ومثال للمرأة الناجحه التي تتمنى الكثيرات أن تسير علي دروبها ولكنها وحيدة احبها رجلا يتمتع بالشباب يعرف كيف يعطي امرأته الحب ولكنه يصغرها بسنوات عديدة
اقترب منها بعدما شعر أن حاجز الصمت لن ينكسر بينهم وجلس قبالتها فوق سطح مكتبها يلتقط خصلات شعرها مداعبا
الزوجة هي اللي بتتذمر من انشغال جوزها عنها لكن في حالتنا إحنا الموضوع مختلف
ضحكت علي دعابته وهي تفهم مغزى حديثه
الزوج كسول زيادة عن اللزوم عايز يفضل طول الوقت في السرير
ارتفع حاجبيه بعدما راق حديثها له وخاصة عندما أتى ذكر احب النقاط إليه
مش معقول أكون متجوز أجمل ست واحب الخروج من البيت
ضحكت وهي تتراجع للخلف.. تسترخي في جلوسها وقد أزالت عن عينيها عويناتها الطبية
كاظم بيشتكي من تأخير الشغل بلغته أن العطله من عندكم أنتم.. فاتوقع هتلاقي منه اتصال قريب
وعلي ذكر اسم شقيقه كان الهاتف يعلو رنينه.. فحدق بنظراتها العابثة وهو يعتدل في وقفته
اممم السيدة خديجة النجار بتبيع جوزها..
فتعالت ضحكاتها وهي تشير نحو هاتفه
رد علي تليفونك يا بشمهندس
وبعبارات موبخة من شقيقه الأكبر وقف يستمع.. يعلل له السبب الذي لا يراه شقيقه إلا استخاف منه ومن عدم قدرته علي النجاح في شئ
تجمدت ملامح أمير وقد ابتعد عنها.. وتلاشي مزاجه السعيد وعبثه..
وهي كانت اذكي من أن لا تبدء في فهم شخصية الرجل الذي تزوجته..
اقتربت منه بعدما انتهت المكالمه أخيرا ودون أن تنتظر سماع شيئا منه جاورته فوق الأريكة التي تحتل غرفتها
في قانون البيزنس يا اما تنجح وتظهر لمنافسينك قوتك وذكائك أو تنسحب وتبقى مجرد شخص تابع بيحركك غيرك
أنا مجرد تابع لكاظم وجوده باشا.. العيل الفاشل اللي قبل ما يوكلوا ليه حاجة مستنين فشله
أنت مش فاشل يا أمير أنت حاطت نفسك في خانة الفشل
طالعها في صمت وقبل أن تنهض من جواره.. كان يجتذبها إليه.. يخبرها بالطريقة التي يجيدها إنه ناجح بشدة.. ناجح لدرجة استطاع الزواج من المرأة التي لم يتمكن احد للوصول إليها ولم تعري نفسها إلا أمامه.. ليته فقط يعرف من هذا الرجل الذي اڠتصبها يوما وجعلها تعيش سنوات من عمرها في مرارة ترمم فيها حالها
انتفضت عنه وهي تلهث أنفاسها لا تصدق إنه جعلها تنجرف معه في غرفة مكتبها.. لتنهض من جواره وهي تغلق أزرار قميصها بعجالة
أمير إحنا في المكتب
وفيها إيه يا خديجة أنت مراتي
الټفت إليه بعدما استمعت لعبارته التي نطقها بهدوء
مراتك في السر يا أمير.. علاقتنا مش لازم حد يعرف بيها
وبهدوء أشد كان يخبرها وهو يقترب منها مجددا
ومين قال إن علاقتنا هتفضل في السر
لتتجمد ملامحها وقبل أن تسأله عن معنى حديثه والشئ الذي يسعى إليه.. كانت سكرتيرتها تدلف غرفة المكتب بعد طرقة واحده طرقت بها فوق الباب
لتقع عيناها نحو رئيستها وذلك الشريك الذي يقف قربها..
.........
زفرت أنفاسها ضجرا وهي تطرق الأرض بحذائها ومن مكالمة لأخرى كان ينهيها كان ضجرها يزداد حتى نهضت من فوق الأريكة التي تجلس عليها في غرفة مكتبه بالطابق السفلى
مش معقول هفضل قاعده في البيت عشان ساعدتك موجود ومينفعش اخرج طول ما الباشا قاعد
طالعها بنصف عين ثم عاد نحو أوراقه متمتما
تقدري تقومي تعملي اي حاجة في البيت.. أو ممكن نطلع اوضتنا
احتدت عيناها بعدما استمعت لعبارته الأخيرة واقتربت منه تلطم فوق سطح مكتبه بقوة وهي تميل بجسدها صوبه
بتحلم أني ارجع لصورة الست اللي أنت عايزاها..
ترك أوراقه ومال هو الأخر فوق سطح مكتبه
تعرفي اكتر حاجة بقيت بستمتع بيها التحدي اللي بشوفه في عينك... وانا راجل مبحبش اللعب مع الخصم الضعيف..
اللعبه خلصت وانت انتصرت عايز إيه تاني نفسي افهم
وبابتسامة عابثه كان يمنحها نفس الجواب
عايزك لحد ما أنا اللي اقول دورك أنتهي من حياتي يا جنات
أنت إيه بالظبط.. مش عارفه اوصفك بأي لقب.. مريض ولا متملك ولا عديم القلب.. صحيح تربية جودة النعماني هيطلع إيه
جنات
صړخ بها قبل أن ينتفض من فوق مقعده فانتفضت هي الأخري مبتعده تتراجع للخلف وهي