رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
العيش يا ملك
ورفعت عينيها نحوها بقوة
بس أنا مسكتش فرجت عليه المصنع كله وفي الاخر اتطردت بس اتطردت بشرفي
واردفت بعدما رفعت يديها تدعي عليه
منه لله صبحي الكلب عامل زي الكلب السعران ما بيصدق يلاقي واحده ينهش فيها هو أنا وحشه يا ملك
طالعتها ملك بعدما لم تفهم سؤالها فاستطردت متنهده
لما صړخت وفضحته قالي كويس إني بصتلك تعرفي يا ملك أنا نفسي حد يبصلي بصه حلوه بصة الراجل للست أنتي فهماني
في الصباح وفي الموعد المحدد الذي اتفقوا عليه وقفت بسمه خلف إحدى السيارات تنتظر قدوم ملك فلمحتها أتيه من بعيد فتنهدت براحة واعتدلت في وقفتها حتى تراها
اقتربت منها ملك بعدما أزالت نظارتها عن عينيها ترمقها بنظرات فاحصة
لا مش معقول أنتي كنتي مخبية الجمال ده كله فين يا بسمة
هندمت بسمة ملابسها التي اعطتها لها ليلة أمس تقلب شفتيها لاسفل بعبوس مصطنع
هو المثل بتاع لبس البوصة تبقى عروسة انطبق عليا ولإية
انفرجت شفتي ملك بضحكة صاخبة سرعان ما انتبهت لحالها فوضعت يدها على فمها
ھموت من كتر ما بضحك ليل نهار منك
واجتذبت ذراعها نحوها بعدما الټفت بعينيها حولهما خشية
مش قصدي حاجة بس حقيقي أنتي جميلة أوي النهاردة شوفتي كان مجرد إهتمام بالشكل بس
واردفت متسائله
فتحي شافك وأنتى خارجه
لوت بسمة شفتيها إستنكارا
فتحي ده بيصحي الضهر مش فالح غير إنه عامل فيها راجل عليا وليل نهار ضړب وهو قاعد في البيت وأنا أنزل اتبهدل عشان أجيب فلوس
ودمعت عيناها رغما عنها وهي تتذكر صعوبة الإهانات التي كانت تتلقاها في المصنع من أجل لقمة العيش
وياريت عاجب
ضمتها ملك نحوها تمسح عنها دموعها
محل العطور اللي هتشتغلي فيه محل راقي وفي مكان نضيف ومتقلقيش صاحبته معرفه قديمة وأنا موصياها عليكي
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي بسمة وسرعان ما كانت تعبر عن سعادتها باحتضانها بقوة دون إهتمام لتلك الأعين المتلصصه حولهم
أنا بحبك أوي يا ملك
وكما اتفقت وحددت معه الوقت والمكان أتت وضعت فوق خصلاتها حجاب صغيرا طالعت هيئتها في مرآة السيارة وزفرت أنفاسها بضيق
مش عارفه طلعتيلي منين يا محمود كنت فكراك مت وارتحت منك
وتناولت تلك الحقيبة التي وضعت بها المال وترجلت من السيارة بعدما اغلقت إضاءتها
التفتت حولها قلق وقبل ان ترفع هاتفها تدق عليه كان صوته يأتيها من خلفها
جيبتي الفلوس
رمقته بمقت وألقت نحوه الحقيبة
ياريت مشوفش وشك تاني
صدحت ضحكته بقوة بعدما فتح الحقيبة
الفلوس اهي اخدتها ياريت تبعد عن حياتي
رفع عينيه عن المال محدقا بها پحقد
بنتك ماټت ماټت عشان مكنتش عارف اجيبلها الدوا
قالها بغصة وپحرقة استوطنت قلبه منذ سنوات خمس سنوات مروا ولم ينسى يوما تلك المرارة
القى المال عليها فتراجعت للخلف لا تستوعب فعلته
مال الدنيا
عمره ما هيعوضني عن بنتي ولا مستقبلي اللي ضاع بسببك
صمتت جيهان لثواني تنظر إليه وللمال
ومدام مش عايز فلوس جايبني ليه هنا
عشان أعرف حقيقتك يا هانم!
الټفت خلفها وقد ارتسمت الصدمة فوق ملامحها تنظر نحو الواقف على مقربة منهما
جسار!
دلفت الشقة بعد يوم طويل ومرهق تجمدت في وقفتها وهي تستمع لذلك الضجيج القادم من المطبخ سارت بخطوات بطيئة فبدء الأمر يتضح لها إنها أصوات ضحكات وهناك ضحكة طفولية تسمعها وقفت على أعتاب المطبخ فتعلقت عينيها بتلك الصغيرة التي تأكل طعامها بنهم وأمامها جهاز لوحي تشاهد عليه فيلمها المفضل من الرسوم المتحركة
رفعت الصغيرة عينيها عندما شعرت بوجود شخص ما رمقتها الصغيره في صمت
خديجة مالك سكتي ليه يا حببتي اجبلك العصير بتاعك
الټفت السيدة ألفت نحو الصغيره وقد فهمت سبب صمت الصغيرة
فتون
بخفوت خرج صوت فتون وقد اقتربت منهما
مدام ألفت
ابتسمت ألفت بسعادة وقد أدركت فداحة الخطأ الذي اقترفته للتو من نطقها لاسمها مجرد
أسفه ياهانم
ولكن إقتراب فتون منها ثم إحتضانها لها جعلها لا تصدق فعلتها
ضمتها السيدة ألفت بقوة وقد دمعت عيناها ابتعدت عنها فتون فمسحت السيدة ألفت دموعها تشير نحو الصغيرة التي أخذت تطالعهما بترقب
ديه خديجة بنت سليم بيه!
الفصل الثاني والثلاثون
_بقلم سهام صادق
علقت عيناها بها طويلا دون سبب والصغيرة كانت مثلها تنظر إليها وتنتظر أن تعرف هوية تلك التي تقف تطالعها بفضول ظنت السيدة ألفت للحظات أن فتون لم تتقبل الصغيرة
وشيئا فشئ كانت السيدة ألفت تلتقط أنفاسها وملامحها تنبسط بل وتتسع إبتسامتها وهي ترى المبادرة من الصغيرة التي تركت مقعدها وهندمت ثوبها كسيدة إستقراطية وليست طفله لم تبلغ بعد أربعة سنوات
أنا ديدا سليم رأفت النجار
مدت الصغيرة يدها إليها ببراءة تنظر نحو فتون التي سرعان ما كانت تنحني نحوها وتمد يدها هي الأخرى إليها
وأنا فتون
فتون إية
سألتها الصغيرة كما أعتادت أن تسأل حينا تخبر أحدا باسمها كاملا ضحكت السيدة ألفت فالټفت الصغيرة نحوها حتى ترى لما مربيتها قد ضحكت
خديجة فتون مرات بابا وتعتبر ماما الجديدة مش بابا قالك تسمعي كلامها
عادت عينين الصغيرة تتسلط نحوها فابتسمت فتون تجيب على سؤالها وقد وقعت بالفعل في حب الصغيرة
اسمي فتون عبدالحميد اجاوب على أي سؤال تاني
ثم اردفت مازحه وهي تلتقط منها قبلة من فوق وجنتها الشهية
أي سؤال من خديجة هانم أنا هجاوب علطول
طالعتها الصغيرة بضيق فلم تتقبل مزحتها ببساطة ورفعت كفها الصغير تمسح قبلتها وعادت نحو مقعدها تجلس عليه
اڼصدمت ملامح فتون من تصرفها كحال السيدة ألفت بعدما ظنت أن الصغيرة تقبلت فتون ببساطة
خديجة مش عيب كده
عقدت الصغيرة ساعديها أمام صدرها تطالع مربيتها بعبوس
أنا عايزة أكلم بابي
إحنا لسا مكلمينه من شوية يا حببتي
لا أنا عايزة اكلم بابي دلوقتي
بكت الصغيرة فانحنت السيدة ألفت نحوها تحاول تهدأتها ولكنها استمرت في البكاء تراجعت فتون للخلف قليلا وقد ألمها نفور الصغيرة منها وخاصة عندما مسحت قبلتها وها هي تبكي دون توقف كادت أن تغادر
المطبخ وتنسحب ولكنها عادت تنظر نحو الصغيرة واقتربت منها
تعرفي إنك جميلة اوي زي خديجة هانم
كفت الصغيرة عن البكاء عندما استمعت لاسم خديجة العمة
ديدا الكبيرة حلوه زي ديدا الصغيرة
هتفت الصغيرة عبارتها بأعين باكية وطالعتها وكأنها تنتظر سماع المزيد عن عائلتها لتتأكد أن التي تتحدث معها ليست غريبة عنهم ابتعدت عنهم السيدة ألفت فأخذت فتون تخبرها عن مزرعة الجد عظيم وعن الفرسه سكرة
كانت الصغيرة مندمجة بشدة رغم إنها لم تذهب إلى تلك المزرعة إلا مرة واحدة منذ أشهر وذاكرتها الصغيرة لا تتذكر إلا مجرد مقتطفات بسيطة
ديدا الصغيرة مشفتش جدو عظيم بس بابا بيقول إنه كان هيحبني اوي لو كان شافني
ورفعت كفيها الصغيرين عاليا كما علمها والدها حينا تدعو لأحد
ربنا يرحمه هو عند ربنا
تلاقت عينين السيدة ألفت بفتون التي أخذت تحملق بالصغيرة
احضرلك العشا يا بنتي
واردفت متسائله بعدما أطرقت عينيها أرضا
لو عايزانى اقولك يا هانم زي ما كنت بقول لشهيرة هانم
لاء أنا مش هانم يا مدام ألفت أنتي نسيتي أنا كنت إيه زمان فتون مرات السواق الخدامة
رفعت السيدة ألفت عيناها نحوها فابتلعت غصتها وهي تراها كيف تدور بعينيها في المكان وكأنها تتذكر السنوات الماضية نعم المكان قد اختلف ولكن الذكريات ظلت عالقة
تثاوبت الصغيرة بعدما اخذ النعاس يحتل جفنيها فاغلقتهما
ولكنها ظلت تردد
احكيلي حدودة يا دادة
التقطت السيدة ألفت يدها حتى تنهضها عن مقعدها
ما أنتي عارفه إني مبعرفش احكي حواديت يا خديجة زينب هي اللي بتعرف تحكي