رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
فستظل خالته بنفس سوءها وانانيتها
ارادت أن تطمئن عليها قبل أن تبدء بترتيب ملابسها في حقيبة سفرها بعد أن رفضت أن تفعل لها الخادمة الأمر شعرت بالخجل من حالها لو كانت هي من اصابتها بالعين بعدما رأت أهتمامه بها
فتون هو انا عيني وحشه ولا إيه ده انا عماله اقول لنفسي يا سلام لو اقابل راجل زي سليم النجار رغم إني في الأول مكنتش بطيقه...
واردفت حانقة من حالها
لأنها السبب فيما حدث.. فكثيرا ما نبهت أحمس على نظراته التي ټخونه نحو فتون التي لم تعد جارته الضعيفه التي يجب عليه حمايتها والإعتناء بها بطريقة ملفته
أنا قولتلك قولي الله اكبر في عيني.. طلعت عيني وحشه
لم تتحمل فتون حديثها الذي اجبرها على الضحك
ايوة كده اضحكي اللي انتوا بقيتوا فيه ده يا فتون حاجه عاديه في الجواز.. مع الوقت هتلاقي نفسك لا انتي عارفه ليه بتتخانقي ولا هو عارف السبب ..
كأنك خبرة يا جنات
ارتسم الألم فوق ملامح جنات ولكن سرعان ما تمالكت تأثرها
فتون سليم بيحبك وديه حقيقه كل يوم بتأكد منها.. فحافظي عليه وحاولي تتكلمي معاه بلاش كل معلومه بتاخديها تطبيقها عشان تظهري ليه بصورة الست الناضجة وفي نفس الوقت حاولي تتجاوزي صورة الخدامه اللي لو فضلتي حطاها في دماغك هتفضلي شايفه نفسك قليلة.. شوفي نفسك عالية يا فتون
وبتعقل أصبح مختلف لدي جنات فهي لا تريد لها أن تفشل زيجتها الثانية وتعيش طيلة عمرها بأحلام خائبة
اقفى قدام المراية وشوفي فتون الجديدة.. فتون اللي قدرت تتجاوز كل شئ وتدخل كلية الحقوق.. فتون اللي قدرت ټخطف قلب راجل زي سليم النجار.. فتون اللي كلها تلت سنين وتتخرج من الجامعه وتدخل المحكمه تدافع عن الناس..
اقتربت فتون من مرآتها تنظر لهيئتها.. شعر معقود بترتيب ملامح متوردة رغم تورم عيناها من البكاء.. جسد بدء ينضج وليست تلك الصورة التي مهما هربت منها مازالت مرسخة في عقلها
صورة الخادمة ذات الضفائر والجلباب البسيط
جوزك بيغير عليك يا فتون.. وأي راجل بيحب مراته هيغير عليها حتى لو كان أحمس بالنسبه ليك مجرد اخ وأصغر منك
هتفت بها جنات بعدما استجمعت قواها وابتلعت المرارة التي استوطنتها تعطيها الجواب على سؤالها الذي سألته لها في بداية مكالمتهم لما كاظم لا ينظر لاحمس كما ينظر له سليم
تراجع كاظم بخطواته عن غرفتها بعدما أستمع لحديثها بالكامل
دلف غرفته واقترب من فراشه يجلس فوقه بعدما ثقلت أنفاسه بشعور غريب عليه..
ليه بدأت تتحرك أنت كنت مت من زمان.. مت مع القسۏة
لم يمنحه قلبه الجواب فالراحه باتت بعيده عنه منذ أن دخلت حياته إنه بدء يهزم.. يهزم في طريق الحب الذي يعرف نهايته السقوط دون رجعه
وفي خضم معركته مع مشاعره كانت تندفع داخل الغرفه تهتف به بملامح جامدة أجادة رسمها
أعمل حسابك اول ما تخلص الرحله ونرجع مصر هرجع شقتي علي طول و ورقة الطلاق توصلني.. لا إلا المحاكم هتكون بينا
والذهول وحده ما كان يرتسم فوق ملامحها وهي تراه يضحك بقوة وكأنها تخبره بمزحه
فاقت من ذهولها واقتربت منه حانقة وقد ارتسم التهكم فوق شفتيها
بيتهيألي مقولتش نكته عشان تضحك بالطريقة ديه
توقف عن الضحك وهو يراها تطالعه بمقت.. تهز ساقيها مستاءه تنتظر جوابه وإقراره بالموافقة على حديثها
وسرعان ما كانت تشهق صاړخه بعدما أجفلها وجذب ذراعها نحوه
مش عارف قولتها ليك قبل كده ولا لاء..
كاظم النعماني مبياخدش أوامره من حد
حاولت دفعه مجددا ولكنه كان مصر على نيل ما يريده هذه اللحظه ا حتى يشعر بذلك الشعور الذي كان يشعره معها.. عندما كانت راغبه مستمتعه بين ذراعيه
دفعته عنها بكل قوتها .. ترمقه بازدراء أصابه ولكنه تجاوزه ينظر إليها مستمتعا
ياريت تكوني جاهزة بعد ساعه عشان ميعاد الرحلة
خرجت شهيرة من المطعم بملامح حانقة لا تستوعب حتى الأن كيف لابن السائق الذي كان والده مستخدم لديهم.. أصبح من المستثمرين وقد عاد للوطن ليستثمر فيه
اوعي تكون اتضايقت من أسلوب شهيرة يا ماهر باشا
طالعه الجالس بعدما اشاح نظراته الجامدة التي كانت عالقة بها وهي تغادر شهيرة الأسيوطي المرأة الجميلة التي ورثت جمود المشاعر والكبر وقله الذوق من عائلتها
مافيش مشكله يا حامد باشا خلينا نرجع لكلامنا
ابتسم حامد فمازال باشا كما هو ولكنه نسي إنه منذ لحظات كان ينعته أيضا بنفس اللقب وقد تساوت الرؤوس
توقفت شهيرة أمام سيارتها بعدما تعالا رنين هاتفها.. زفرت أنفاسها بحنق وهو تري رقم دينا وبتأفف كانت تجيبها
خير يا دينا وياريت لو معندكيش حاجه تفيد تقفلي.. لأني مزاج مش تمام
ابتسمت دينا تنظر لذلك الذي كان يشاركها الفراش منذ ساعات..
بدل ما تباركيلي على خطوبتي
امتقعت ملامح شهيرة فما الجديد الذي تعيشه هذه المرأة إلا الزواج والطلاق
أنا فكرت في حاجة ټحرق ډمها زي ما هي حارقه دمك..
وبوداعه اردفت بعد أن وجدت شهيرة تترك لها أذنيها وتسمعها خاصة بعدما صمتت
متهونيش عليا يا شهيرة تفضلي في كفة الست المهزومه وسيرتك على كل لسان في النادي والحفلات
مين اللي بيتكلم عني قوليلي مين يا دينا وبلاش شغل التلميح ده
دول كتير يا شهيرة بس محدش يقدر يتكلم قدامك
اطبقت شهيرة فوق هاتفها پغضب تلعنهم جميعا وتلعنها معهم
خليني اقولك ټحرقي ډمها إزاي وتخلي الكل يعرف إنها لسا خدامه عند سليم..
يتبع..
بقلم سهام صادق
الفصل الخمسون
_ بقلم سهام صادق
اقتربت شهيرة من باب الحجرة التي وقفت أمامها منذ ساعات تستمع لصراخه عليها وضعفها أمامه.. ف مثيلاتها هكذا ينحنون ويضعون أنفسهن تحت الأقدام حتى يعيشون في ثراء أتاهم بعد جوع بل و كان حلما بعيدا
هي مؤمنة بالتوافق الفكري والاجتماعي.. ولا تتنبأ لهذه الزيجة إلا بالفشل.. وسليم كعادته مهما أعطى وأظهر من نبله هي متأكده تماما إنه سيضجر منها حينا يرى أمرأة أخرى مختلفة
وضحكة مستهزءة خرجت من شفتيها.. فهي لم تعد تفهم شخصية الرجل الذي توغل داخلها وجعلها لا ترى رجلا غيره
والضحكة اتبعتها مرارة اقټحمت حلقها بعلقمها فسليم حتى اليوم لم يظهر ندمه من هذه الزيجة ولم تتمكن أي امرأة من جذبه إنه بات مخلصا ملتزما متفاني في عمله كعادته.. فقد كان رجلا مختلفا في فترة زيجتهم.. الفترة التي ركضت هي وراء طموحاتها بشراسة حتى تنال رئاسة الشركة من شقيقها بعد ۏفاة والدهما
وحقيقة موجعة ها هي تضربها في مقټل سليم صار مؤخرا يوكل عنه نائبه المخلص كامل في الكثير من رحلات العمل وإذا فكرت بالأمر.. ستجد الغيرة والحقد ټقتلها بل قټلتها منذ زمن
حاولت قدر استطاعتها السيطرة على تلك المشاعر السلبية التي اخترقتها وقد توغلت فكرة دينا التي تراها كيد نساء عقلها رغم إنها لم تروقها في البداية
وبخطوات هادئة تقدمت مع إبتسامة هادئة رسمتها فوق شفتيها حتى تجيد الدور
ثواني وقفتها تجمع أفكارها المبعثرة تزفر أنفاسها تنفض عباءة الكبرياء عنها.. فحتى لو كان الطلب الذي ستطلبه منها مکيدة إلا إنه بالنسبة لها إهانة
انتبهت فتون على الطرقات وقد كانت جالسه تذاكر دروسها
ادخلي يا داده ألفت
انفتح الباب وببطئ كانت