رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
بكلامك ده يا جسار... إن أنا السبب في ضياع الصفقتين من ايدينا
اشاح عينيه بعيدا عنها يلتقط سېجارة ويدسها بين شفتيه حانقا من نظرتها للأمر كأتهام
ملك أنا مش بتهمك وانتي عارفه كده كويس... أنا بفكر معاكي... محدش بيطلع على أوراق الصفقه غيري وغيرك والمستشار القانوني استاذ عبدالرحيم وإحنا عارفينه كويس من أيام والدي الله يرحمه... اكيد في حد بيسرب المعلومات من عندك
تجهم وجهها تنظر نحوه وقد احتلت الصدمه كيانها
بتلف وتدور وتتهمني يا جسار مهما حاولت تغير في الكلام... مافيش تفسير غير إن الخيانه من عندي أنا
القى عقب سيجارته أرضا يضغط عليه بحذاءه ويلتقط أخرى يشعلها بقداحته التي أخذت تعانده
يييه يا ملك أنتي بقيتي حقيقي صعبه كل حاجه بتفسريها غلط... مش معقول كده.. أنا غلطان أني بتكلم معاكي واناقشك
انسابت دموعها تنظر نحوه وهو يغادر مكتبه.. فما الذي تغير بينهم... لقد وعدها سيكون أوفى رجل بحياتها.. سيكون عائلتها وعكازها كما كانت هي يوما
ازدادت دموعها إنهمارا على خديها وهي تتذكر كيف مضت السنوات التي جمعتهم اكثر من ثلاث أعوام كل منهم واجه خوفه كل منهم رفض الأخر ثم تقبله... هو عاد له بصره وهي عادت لها حياتها
أرجوك يا جسار متتغيرش زيهم
............
طالع الملف الذي أمامه.. كل شئ أراد أن يعرفه عنها أصبح بين يديه.. تلك الفتاة التي انتشلتها من على الطريق منذ تلك الليلة عندما صډمتها بسيارتها.. مقر سكن والديها الأن ومكان إقامتها مع تلك الفتاه التي أصبحت تعمل الأن في شركته.. المطعم المستأجر من أملاكه... إلتحاقها بكلية الحقوق...
وزفر أنفاسه متنهدا وصورتها تعود لټقتحم عقله.. اشتاق إليها اشتاق لصغيرته المبهورة به كبطل جميل.. اشتاق لنظرة عينيها اشتاق لأشياء لم يكن يظن إنه سيشتاق لها..
ظن إنها نزوة ومجرد شهوة تقوده ولكن رغم مرور الوقت إلا إنه مازال يشعر بنفس ذلك الإحساس الذي كان يشعره معها..شعور لا يعرف له وصف.
صدح رنين هاتفه فانتشله من حالته تلك... نظر نحو رقم المتصل ساخرا.. فأخيرا تذكرته خديجة بعد يومين
اسفه يا سليم.. المشروع الجديد واخد كل وقتي...
وابتلعت باقية حديثها تستمع لسؤاله
أنتي اللي منعتي أي معلومه توصلي عنها.. مش كده يا خديجة
صمتت دون أن تعطيه إجابة واغمضت عينيها تستمع إلى صراخه وإتهامه .. تشير لمديرة مكتبها بالإنصراف وټلعن حظها إنها من جعلته يذهب للجمعيه لتكريم السيدات اللاتي ساعدتهم الجمعية ونجحوا في تخطوا ازماتهم
كنتي عارفه مكانها.. مش كده يا خديجة.. كنتي بتمنعي أي معلومه اعرف اوصلها بيها.. خليتي أهلها يسيبوا بلادهم وكل ده ليه ردي عليا
خرج صوتها أخيرا بعدما إستعادة رابطة جأشها تزفر أنفاسها متمهله
عشانها يا سليم.. عملت كده عشانها.. شوف دلوقتي فتون بقت إيه
وهل بقيت فتون كما هي.. واردفت حديثها
عندك فتون جديدة مش الخدامة اللي حاولت تغتصبها عشان صدقت شوية كلام من جوزها اللي كنت عارف ومتأكد إنه زباله
وهل أخطأت في شئ خديجة.. الحقيقه تظهر مع الزمن وهذا ما علمه.. حسن اضله وهو اضاعها
شكلي هبدء احاول أصدق إنك فعلا حبيتها يا سليم.. لكن اوعي تنسى في شهيرة وفي بنتك!!
..................
ابتسم بمهنية يطالع المړيض الراقد على فراش المشفى
لا النهاردة أنت تمام خالص.. واقدر ابلغك إنك خلاص تقدر ترجع مصر
تهللت اسارير الرجل كما كان حال زوجته التي ترافقه
بجد يا دكتور
انبسطت ملامح رسلان أكثر.. فهو مع تلك العائلة عادت له مشاعر كادت أن تضحمل
بجد يا مدام... اهم حاجه بلاش تزعليه
قبضت المرأة على كف زوجه بقوة
عمري ما اقدر ازعله ده شريك عمري وابو ولادي
قلبه خفق وهو يري كيف أضاءت عينين الرجل بحديث زوجته.. تعالا رنين هاتف الزوجة فانسحبت معتذره تخبره أن أحد ابناءهم يتصل
رمق الرجل زوجته وعاد يسترخي بجسده على الفراش مبتسما
لو تعرف يا دكتور حكايتنا هتستعجب
أراد الرجل الحديث خاصة وهو يري شخصا من موطنه و طبيبه الخلوق الماهر كما أخبرته زوجته
أنا ونهال ولاد خاله... حبتها من وإحنا أطفال صغيرين... لكن للأسف أخويا حبها وكان لازم اضحي... اخويا الصغير اللي مربيه كبر وحب وعايز يتجوز... كان اسعد يوم في حياتي وهو بيقولي عايز اتجوز ولقيت شريكة حياتي
واغمض عينيه والزمن يعود به لذلك اليوم
فرحتي ضاعت وبقي أتعس يوم في حياتي لما قالي مين هي اللي عايزني اخطبهاله ... سافرت بعيد وحاولت اكمل حياتي لكن مقدرتش.. اتجوزت وطلقت...بقيت اشتغل زي الآله
تعلقت عينين رسلان به بعدما قبض فوق التقرير الطبي الذي مازال يمسكه بين يديه يتذكر حكايته... صمت الرجل ولكن قلب رسلان لم يصمت.. القلب يريد أن يعرف كيف اصبحوا الآن معا
عايز تعرف ازاي بقينا لبعض... القدر يا دكتور... محدش بيحارب المكتوب... نصيبنا نفترق في البداية... هي تتجوز وأنا اتجوز... هي كانت نعمة الزوجه لأخويا رغم إنها محبتهوش واتقبلت طريقها معاه.. وأنا كملت حياتي ووصلت لطموحي
وبعدين
ابتسم الرجل وهو يرى تفاعل رسلان معه.. وكيف نسي نفسه في غرفة مريضه
أخويا ماټ... حصلتله حاډثه.. اوعي تفتكر أني سعيت عشان أتجوزها بالعكس أنا مقدرتش أفكر فيها تاني ك ست عايز امتلكها بعد ما اتجوزت أخويا.. لكن كل حاجه كانت مترتبه.. تدبير ربك.. نهال صغيره واترملت ولسا
شابه وكانت حامل ف ابن اخويا... اخواتها بعد ما ولدت وعدت سنه حاولوا يجوزوها وراجل كل يوم بيتقدم.. لحد ما واحد من أخواتها قالي بطريقه تهكمية ما تتجوزها انت وتربى ابن أخوك واه من لحمك و دمك بدل ما أنت معترض أوي على جواز حد من رجالة العيله منها ولا ستات بره بقوا عجبينك..
ولمعت عينيه وهو يتذكر تلك اللحظه التي أصبحت فيها زوجته
بقالنا عشرين سنه متجوزين... وبقي عندنا 4 ولادك.. تلت ولاد وبنت
ربيت ابن اخوك
اعتدل الرجل في رقدته مبتسم بفخر
حضرت الظابط عمر ده ابني البكري... وسند اخواته وأمه من بعد ربنا وبعدي
وانقطع الحديث مع دلوف إحدى الممرضات تخبره بضروره وجوده في مكتبه
عاد لمتابعة مرضاه وها هو اليوم ينقضي وحديث الرجل عالق في أذنيه وسؤال واحد كان يسأله لنفسه اليوم
أنت بتعاند مين يا رسلان..
قطع أفكاره رنين هاتفه ينظر لرقم المتصل متعجبا فوالده لا يتصل به إلا إذا كان هناك أمرا متعجلا
لازم تنزل مصر بسرعه... ابنك تعبان يا حضرت الجراح العظيم... ابنك محتاج عمليه قلب مفتوح
.............
منذ أسبوع يأتي لهنا... يأتي ليطالعها في مطعمها الصغير من خلف زجاج سيارته... يطالع إحباطها ويأسها من قلة الزبائن ومحاولتها هي وصديقتها في أن تجعل وجهت المطعم جذب للزبائن
أراد الخروج من سيارته ولكن كلما تحركت يده نحو الباب تراجع وتمالك مشاعره.. فتون لن تتقبله في عالمها بتلك السهوله عليه أن يخطط ويفكر كيف يعيدها لحياته ثانية
تعالا رنين هاتفه فهتف بالمتصل متسائلا
عملت اللي قولتلك عليه
ايوه يا فندم... كل مدراء فروعنا وحفلاتنا هيتم التعاقد مع المطعم... غير معارفنا يا فندم
والنتيجة التي أخبره بها رجله كان يراها بعينيه من بعيد... صديقتها ټحتضنها بسعاده وهي تهلل بيديها
اتسعت ابتسامته وخفق قلبه يتمتم لحاله دون وعي
المرادي هتدخلي