رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

تأخرت في اعداده تضعه في منتصف المائدة فتعلقت عيني راشد بها ينظر لها بنظرات لم تخفي عن ذلك الجالس يترصد حركتها 

 شكرا يافتون.. روحي المطبخ لو احتاجت حاجه انا هاجي اخدها منك

انصرفت كما أمرها بعدما استشعرت غضبه في نبرته

 خدامه صغيره.. لا وكمان مش عايزني اشوفها..ده انا حتى صاحبك 

 راشد 

 بس البنت جميله حاجه كده عايزه... 

وبتر كلماته عندما ضړب سليم فوق المائدة 

 مش هتبطل اللي انت فيه 

 ماله اللي انا فيه.. انا بوصف جمالها 

 راشد

اتسعت عيني راشد من ڠضب صديقه العجيب ينظر اليه 

 اوعي تقولي انك على علاقه بيها.. لا لا مصدقش انت طول عمرك سكتك دوغري جواز شرعي وفتره وكل واحد منكم من طريق.. غير انك ملكش ف الرمرمه زي حالاتي 

احتقن وجه سليم وقد التقط راشد تلك النيران المتوهجه في عينيه 

 خلاص.. خلاص هكمل اكلي وانا ساكت 

وعاد ينغمس في التهام الطعام ولسوء حظها خرجت إليهم مره اخرى بطبق الحلوى حتى تشرف سيدها أمام ضيفه 

تجمدت ملامح سليم وهو يري صديقه كيف يدرس تفاصيلها بعينيه.. انه رجلا ويعرف كيف ينظر الرجال وخاصه راشد صديقه 

نهض من فوق مقعده يتبعها وقد ازداد حنقه منها.. انتفضت مفزوعه على صوته وسقط الطبق منها 

 انا مش قولتلك متخرجيش من المطبخ

هتفت بتعلثم تخفض عيناها نحو الطبق المكسور 

 انا... 

 لو عجباكي نظراته قوليلي... هو اكتر من مرحب 

انفرجت شفتيها لا تفهم شئ من حديثه ولكنه كان حانق بشده.. لا يريدها ان تلوث في هذا العالم.. دقق النظر في الزر المقطوع من قميصها وقد ظهر ماخلفه متذكرا نظرات صديقه 

 وياتري ده اتقطع وانتي متعمداه ولا بالصدفه

سقطت عيناها نحو قميصها فأتسعت عيناها صډمه

 انا.. انا

غادر المطبخ بعدما لم تجد ما تخبره به...وضعت كفها علي ذلك الجزء المثقوب تنظر نحو خطواته

وجد صديقه كما تركه جالس فوق مقعده يتناول من طبق الحلوى

 لا الخدامه ديه هايله ياسليم.. انا مستعد ادفعلها مرتب ضعف ما بتدفع ليها..مش عايز اسمع ردك انت... انا عايز اسمع ردها هي 

قالها وكأنه واثق في جوابها... وقد لمعت عيناه بالمكر فمن سيكون اكثر منه خبرة في أمور النساء وخاصة الخادمات.

يتبع..

بقلم سهام صادق

الفصل الثالث عشر

_ بقلم سهام صادق

والقاعدة التي كان يسير عليها راشد لم تكن خافية عنه..إنه يدرك تماما نواياه .. وهل يغفل الرجال عن طبائع كل منهم

 شكلك ياسليم مستخسرها فيا .. ده أنا صاحبك حتى .

 راشد .. أنا فاهمك كويس بلاش نلف وندور على بعض... فتون مرات حسن السواق يعني من رجالتي وأنت عارف أقصد إيه ..

انتفخت أوداجه ڠضبا فراشد يذكره بوالده ويعيد إليه ذكريات ظن أنه قد نسيها مع الزمن ..

 وبلاش تبقى زباله قوي .

رمقه راشد متمهلا إلى أن اڼفجر ضاحكا ينهض من مقعده 

 مش عارف ليه حاسس إن الخدامة دي مميزة.

طالعه سليم پغضب ناهضا هو الآخر يمد إليه يده مصافحا

 نورت يا راشد .

 ماشي ياسليم أطردني. . بس أوعي الخدامة توقعك لأحسن أنا عارفهم أسمع نصيحة صاحبك .

سار أمامه وضحكاته تعلو وكأنه لا يصدق أنه اليوم استطاع أن ينال شرف رؤية غضبه..

رمقه بنظرات قاتمة ولحظها العسر كانت تقف أمامه تسأله 

 هو صاحبك مشي يا بيه 

شملها بنظرة جعلت جسدها يرتجف وقد أصابها الذعر. تجاهلها وكأنه لم يسمع شيئا متجها لغرفة مكتبه 

طالعت الباب الذي أغلقه خلفه مندهشة من تجاهله لها وقد ظنت أنه سيمدحها على الطعام وسرعان ما تلاشت دهشتها تتذكر حديثه القاسې معها تنظر نحو قميصها .

 الظاهر إن البيه لسه زعلان مني .. بس أنا مكنتش واخده بالي وأهو خفيت القطع . 

لم تلمه على قسۏة كلماته التي لا تعرف لها سببا إنما لامت حالها... رب عملها بطل والأبطال دائما فرسان والفرسان لا تخطئ 

وبين رجل قاس ورجل لا يعاملها إلا شفقة كانت هي الضائعة .

زفرت أنفاسها وأتجهت نحو المائدة تجمع ما عليها ومازالت في شرودها .

. . . . . . . . . . . . 

التخبط وحده ما كان يعيشه وهو يسير في حجرة مكتبه ذهابا وإيابا...المشهد عاد مقتحما عقله وصوت والدته يدوي في أذنيه وهي تسحبه نحو تلك الغرفة 

 تعالى شوف أبوك المحترم بيخوني .. أنا صافي هانم بنت الحسب والنسب أبوك بيخوني مع الخدامة .

طفل في الرابعة عشر يرى والده في أحضان الخادمة..المشهد يعاد أمامه بأدق تفاصيله ..لقد ظل لأيام يستوعب ما رآه .. الخادمة تركض أمامهم تداري جسدها بالغطاء ووالده يهرول لارتداء ملابسه .

وأمه تقف على أعتاب الحجرة تصرخ وتهدد وهو يقف ينظر نحو الفراش المبعثر .

 فنون مفتونة بيك ويمكن كمان تكون حبتك .. فتون لازم تمشي من هنا يابيه . 

والحقيقة التي تغافل عنها تعاطفا ذكره بها راشد اليوم . دماء الحقارة تسري داخل أوردته حتى لو أجاد رسم صورة الرجل العطوف.. هناك جينات داخله تحركه وزيجاته العديدة لم تكن إلا ليتفادى شهواته ولكن فتون ستكون سهلة المنال ونظرته كرجل تخبره بذلك . 

وعند تلك النقطة كان يفتح باب الغرفة متجها إليها 

توقف مكانه عندما التقطت عيناه جسدها وهي منحنية تمسح أرضية المطبخ .. أغمض عينيه بقوة ثم أشاحهما بعيدا 

 فتون تعاليلي مكتبي 

انتفضت مڤزوعة على أثر صوته تعتدل في وقفتها 

 حاضر يابيه .. أعملك قهوتك

ألتف بجسده مغادرا يعطيها الإجابة بنبرة مقتضبة 

 لأ .

طالعت خطواته تستشعر الخۏف من نبرته الصارمة 

لقد غادر الضيف منذ ساعة وانفرد هو في غرفة مكتبه 

 هو البيه هيعوزني في إيه ! ده حتى مرضيش أعمله القهوة . شكله لسه زعلان منك يا فتون .

ارتسم البؤس على ملامحها مجددا وعادت تؤنب حالها فلم تكن تقصد أن تخالف أوامره أو تظهر أمام ضيفه إلا لتشرفه في تقديم الضيافة .

أخذ عقلها يدور دون هوادة بين تفاصيل اليوم ..تقارن حديثه معها في الصباح وتعامله معها منذ وصول ضيفه .

أدركت للتو أنها أطالت في شرودها. . فأسرعت نحو محرمة المطبخ تمسح يديها تفكر في صنع القهوة له وقد تناست أنه منذ دقائق كان يرفض تناولها

دلفت حجرة مكتبه تتجه نحوه بخطوات مرتبكة فعينيه كانت لا تحيد عنها وكأنه كان ينتظرها

 أنا مطلبتش قهوة

طالعت فنجان القهوة وقد انتبهت لحماقتها .. الټفت بجسدها حتى تعيدها للمطبخ 

 حطيها مدام اتعملت 

عادت تنظر إليه تبحث عن تلك النظرة التي تطمئنها ولكنها لم تجد شيئا إلا ذلك الجمود الذي يخاطبها به .

وضعت الفنجان أمامه تطرق بعينيها أرضا تحاول أن تتحكم في دقات قلبها النابضة 

 قولتلي إنك عايزني يابيه 

رفعت عينيها عندما طال صمته... فاتسعت حدقتاها وهي ترى ذلك المظروف الذي يمده إليها 

 إيه ده يابيه !

 مكأفاة نهاية خدمتك هنا يافتون . 

ابتلعت لعابها وقد جف حلقها من الصدمة تنظر إليه لا تستوعب حديثه .

 نهاية خدمتي هو أنا عملت حاجة تزعلك ياسليم بيه 

 مش لازم تكوني عملت حاجة يافتون .

 لا أنا أكيد عملت حاجة زعلتك مني ..أنت كنت مبسوط مني امبارح والنهارده الصبح . 

وأردفت تبحث عن سبب وعيناها تدور هنا وهناك .

 طيب الأكل

تم نسخ الرابط