رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
عليها وقد علقتها ملك في رقبته كلما حادثته واخبرته مرارا عن المعاناه التي عاشتها بسمة
.....
أغلقت حاسوبها الشخصي بعدما انتهت ساعات عملها حركت ظهرها للخلف قليلا حتى تشعر ببعض الإسترخاء.. فقد بات كل شئ مرهق لها ولكن هذا ما اختارته أن تهلك نفسها في العمل حتى تنسى ما عاشته وما تعيشه عائلتها.
المنزل أصبح كئيب والدها أصبح في قلق دائم بسبب إحتمالية عزله من منصبه كوزير و والدتها مازالت لا تتحدث.. وانعزلت عن الجميع وقد وجدت في عزلتها راحة لها.
رسلان و ملك قرروا البعد عنهم ولا تستطيع لومهم على قرارهم فقد عانوا كثيرا
عادت لوضيعتها السابقة ټدفن رأسها بين راحتي كفيها قبل أن تنهض ف أمامها طريق طويل من الاسكندريه إلى القاهره وقد اعتادت عليه بعدما أعطاها صديقها هذا العرض لتعمل معه فلا بأس أن تأتي ثلاثة أيام بالأسبوع لا غير فعملهم لا يحتاج للوجود الدائم فالحاسوب هو وحده رفيقهم في عملهم.
بضعة طرقات اخرجتها من شرودها لترفع رأسها تنظر نحو الوافد ولم يكن إلا حسام رفيقها منذ أن كانوا زملاء بالجامعه وأصبح الأن رئيسها بالعمل
قولت اجي بنفسي اقولك الخبر اللي واثق إنه هيفرحك.. التطبيق عجب الشركة جدا وبدأت بالفعل تشغله على أجهزتها
التمعت عينين ميادة بسعادة ونهضت من فوق مقعدها
إنضمامك لينا يا ميادة عمل فرق قوي معانا
ازدادت سعادتها وهي تستمع لمديحه فالبعض يشعر بالحنق لاعطائها مميزات لم يحصلوا عليها
بالعكس يا حسام وجودي معاكم رجعني تاني لشغفي وحبي للبرمجة ده غير طبعا إرشادتك ونصايحك ليا
نصايح مين يا بشمهندسه إحنا اللي بنتعلم منك.. وبنستغل خبرتك ودراستك
خطفت ابتسامتها الخجوله فؤاده كما كانت ټخطفها من قبل وهم مجرد زملاء بالجامعه
وعشان شراء التطبيق والنجاح اللي إنضاف لشركتنا.. انا عازم الفريق كله وطبعا أنت على رأسهم.. العزومة معمولة على شرفك
ارادت الأعتراض لكنه لم يمنحها الفرصه
مقدرش اعتذر من القوم اللي مستنين بره دول بيستنوا أي لحظه زي ديه مادام العزومة على حسابي
شعرت ميادة بالحرج فقد تم ترتيب كل شئ وتحمس الجميع اماءت برأسها فما عليها إلا الموافقه حتى تندمج مع زملائها بالخارج
هكلمهم في البيت أبلغهم إني هتأخر
حرك رأسه متفهما واستدار بجسده مغادرا لكنه توقف مكانه متذكرا ذلك الطلب الذي طلبته منه من قبل
أنت كنت طلبتي مني شغل لقريبه ليكي عايشه هنا أنا محتاج حد يساعد مدام نوال في الأمور الإدارية
.....
جمع بعض الأوراق الهامة معطيا أوامره لنائبه أن يتولى أمور العمل ومراسلته أول بأول كالعادة
بشمهندس أمير هيرجع من سفرية الصين على مصر كل حاجه تحت إدارتك يا فادي
حرك الواقف رأسه كما حركت سكرتيرته رأسها بعدما ألقى عليها بعض أوامره
تحرك لجراج المبنى الذي تحتل فيه شركته طابقين يشعر بالضيق لأتخذه هذا القرار ولكن عليه العودة بعد رحيل خديجة وقد عرف من مصادره إنها سافرت بعد رحلة شقيقه
وكأنها كنت متخذه قرارها من قبل.
ديما طيشك أنا اللي متحمله يا أمير واحد زي سليم النجار هيقبل بيك إزاي وهيصدقك إنك بتحب عمته
صعد سيارته يتمتم عباراته حانقا هو حتى هذه اللحظة حينا يفكر في الأمر يصعب عليه تخيل تلك العلاقة التي جمعت بين شقيقه وأمرأه كخديجة النجار حتى لو كانت علاقه شرعيه موثقة بعقد زواج.
ارتفع رنين هاتفه ينظر لرقم المتصل وعلى ما يبدوا أن جنات تجهزت وتنتظره
أنا جهزت يا كاظم أنا حضرت اسماء كل الأماكن اللي عايزه أشوفها
جنات تظن إنه سيصطحبها لنزهة ترفيهية لم تمهله فرصه للتوضيح فأخذت تخبره عن الأماكن التي تريد رؤيتها
اعمل حسابك هنقضي اليوم كله بره وتبسطني وتبطل تكشير انسى إنك كاظم النعماني
جنات ممكن تسكتي شويه وتخليني اتكلم
لا سيبني أنا أتكلم أنا مبتكلمش طول اليوم مع حد وفتون بقت مشغوله عني واحمس إظاهر البنت اللي معجب بيها شاغله وقته.. أنا عماله احذره واقوله ابعد عنها.. ديه عمها حازم صاحب سليم وشريكه في مؤسسة المحاماه
قصت له عن حكاية أحمس مع الفتاة التي اجتذبته أنظاره ذلك اليوم الذي أتت فيه المؤسسه ورأها في مكتب السيد حازم وعلم بعد ذلك إنه عمها.
زفر أنفاسه بأرهاق لا يصدق أن معاشرة النساء هذه نتائجها.
تركها تحكي له عن تلك التفاصيل التي لا علاقه له بها.. حتى توقف أمام البناية الراقية التي يقطنون فيها وترجل من سيارته.
جنات كانت مندمجة بشدة في ثرثرتها حتى توقفت أخيرا عن الحديث تزفر أنفاسها بتعب تسأله
كاظم أنت ساكت ليه مترديش عليا ليه وتقولي إن رأي صح ولازم احمس يقتنع برأي بدل ما يحبها ويتجرح
ابعدت الهاتف عنها بعدما ظنت أن تكون المكالمة قد أغلقت ولكن الخط كان مفتوح ولكن أين هو لما لا يجيب عليها
خلصتي كل حاجه نفسك تقوليها يا جنات ولا نقعد نكمل حكاية احمس وصاحبته الجديده
أجفلها صوته فانتفضت مفزوعه تلتف إليه حانقة من فزعه الدائم لها
أنا لو جاتلي ساكته قلبيه هيكون بسببك انا عارفه إنك عايز ټموتني يا كاظم وترتاح مني
وبعدما انتهت الثرثرة في حديث لم يكن من شأنه سماعه.. أنفجرت بالبكاء
جنات أنا حقيقي مبقتش فاهمك أنت لو قصده ترجعيني اكره الستات من تاني مش هتعملي كده وهتكوني ديه معاناتي بتاعت كل يوم
أنا صعبانه عليا نفسي أوي
تجهمت ملامحه يفرك عنقه بقوة وضجر فلا وقت لديه فعليه الذهاب بها إلى طبيبتها أولا ثم يتجهزوا لرحلة العودة حيث كل المشاكل التي عليه حلها مع سليم النجار عندما يصبح أمر زواج شقيقه وعمته علنيا
صعبانه عليك نفسك ليه يا حببتي
قربها منه يضمها إليه يهدئها كما يهدء الصغار
مش عارفه
ازدادت ملامحه تجهما ينظر إليها بغيظ
كاظم أنت غيرت ريحة البرفان
ازداد غيظه فهي تغير حديثهم من نقطه لنقطه تجعله يصل إلى أقصى ذروة من الڠضب ثم يعود ويهدء ويبرر لها سبب أفعالها
جنات من النساء اللاتي الأفضل لهن إشغالهم بشئ لكن تجعلها متفرغة تصبح بهذا المزاج الذي بدء يفقده صوابه فهو ليس لديه قدرة لتحمل تقلبات النساء ولولا محاولته لتحسين علاقتهم ورغبته في إبقائها جواره لن يتحمل تلك التقلبات
أنا بقيت احط البرفان في العربيهاعمل أكتر من كده إيه
لا ديه ريحتها جميله اوي
اقتربت منه تشمه كالقطه فارتفع حاجبه في ذهول.. فمنذ لحظات كانت تبكي
كاظم
همهمت وهي تضم نفسها إليه فتنهد بحيرة من هذا الجنون الذي أصبح يغلف حياتهم
كاظم لأول مره ميكونش فاهم حاجه
اجتذبته من عنقه فازدادت دهشته تشب فوق أطراف أصابع قدميها
هو أنت ليه مبتقولش ليا كلام حلو مش المفروض إحنا في فترة أنت بتحاول تصالحني وتراضيني وأنا أتدلل عليك
لم يتحمل كل هذا الجنون ورغما عنه أنفجر ضاحكا
لما نرجع من عند الدكتوره هبقى أصالحك في الكام الساعه الفاضين قبل ميعاد الطيارة
ابتعدت عنه بعدما الجمها ما يخبرها به
إحنا رجعين مصر
.....
أسرعت السيدة سعاد نحوه فور أن دلف من باب المنزل
كده كنت عايز تبات كام يوم هنا من غير ما حد ينضفلك البيت
قربها منه يقبل رأسها فهذه المرأة افنت