رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

تعلم إنها تكذب عليها اقتربت منها وقد ظنتها بسمة ستتناول منها وعاء الطبخ ولكن السيدة سعاد غمرتها بين ذراعيها

 بكره الدنيا تضحكلك يا بنت واوعى تزعلي مني لما عملتك وحش كان ڠصب عني.. أنا ست طول عمري في المطبخ معرفش حاجة عن اللي بقى بيحصل في الدينا

 أنا مش وحشه والله يا داده طول عمري بعافر مع الدينا..نفسي ارتاح بقى

سقطت دموع السيدة سعاد وقد زاد ندمها كلما تذكرت إنها للحظات ظنتها مخادعة ابتعدت عنها بسمة بعدما استمعت لرنين جرس المنزل فاسرعت في أزالت دموعها العالقة بأهدابها

 هروح اشوف مين بيرن الجرس

 لا يا بنت خليكي أنت بدل ما تطلع الحرباية اللي اسمها جيهان.. عارفه لو كانت هي

والتمعت عينين السيدة سعاد بشړ تنظر نحو حذائها المنزلي الثقيل الذي ترتديه

 هعرفها مين هي سعاد

ابتسمت بسمه وهي تري السيدة سعاد تغادر المطبخ وقد تعالا صوتها بالوعيد..

هدء قلبها وعاد لسكينته فكلها أيام وسيفي عنتر بعرضه ويتزوجها وستكون له زوجة وفية مخلصة وستحاول نسيان تلك الصورة التي شكلتها عنه وعندما أخترق ذهنها ما فعله معها تلك الليلة..ارتجف قلبها وهي تتخيل حياتها القادمة إنها تقنع حالها بحياة تعلم نهايتها ومصيرها بها حتى إنها تشعر بالنفور منه بسبب صورته القديمه التي أصبحت مستوطنه عقلها

 لا لا يا بسمه فوقي.. عنتر هو الحل الوحيد قدامك.. مين هيقبل بيك ده مصيرك يا بسمه.. اللي زيك مينفعش يحلم

 بسمة شوفتي البيه جابلك إيه هديه والله البيه قلبه طيب بس هو للأسف عصبي زيادة

هتفت بها السيدة سعاد فور دلوفها المطبخ تنظر نحو العلبة التي وضحت هوية ما بداخلها بعدما أخرجتها من تغليفتها

 تعالي يا بسمة شوفي عمك مسعد السواق قالي إن الباشا اشتراه وطلب منه يروح يستلمه

طالعت بسمة الهاتف الحديث بعدما اخرجته السيدة سعاد بالكامل ورغما عنها كانت عيناها تتعلق بالهاتف

 جسار بيه قلبه طيب خدي يا بنت افتحي وفرجيني عليه

مدت السيدة سعاد يدها به ولكن يدها ظلت عالقة في الهواء.. تنظر نحو ملامح بسمة ونظراتها العالقة بالهاتف.. شجعتها السيدة سعاد بعينيها لتأخذه ولكن سرعان ما اشاحت عيناها تقبض فوق قماش ثوبها وتبتلع غصتها بمرارة

 أنا مش محتاجه حاجة من حد ولا محتاجه حد يحس بتأنيب الضمير ناحيتي هو كتر خيره ساعدني بعد ما فرضت نفسي عليه والحمدلله قريب هريحه مني وأمشي

تلاشت سعادة السيدة سعاد بالهاتف ووضعته جانبا واقتربت منها تمسح فوق ظهرها في صمت

 قوليله يا داده يمشي موضوع عنتر أنا راضيه بعنتر 

وضع رأسه فوق سطح المكتب بعدما قڈف كل ما عليه أرضا يزفر أنفاسه بقوة فقد افقدته هذه المرأة صوابه المرأة التي تزوجها لأنه رأي فيها صوره زوجته الراحله

 لو مكنتيش سبتيني وموتى كان زمانا عايشين في سعادة..اتخدعت فيها وشوفتها فيك يا ريماس..

اطبق فوق جفنيه بقوة يشعر بالندم لأنه أضاع ملك من يديه دون أن يحاول جذبها إليه رغم إنها كانت زوجته إلا أن مشاعره كرجل كانت ضعيفة نحوها لم يراها بتلك النظرة التي ينظر بها الرجال حينا يريدون النساء.. ويا للعجب جيهان من تمكنت من تحريك المياة الراكده داخله.. حركت غريزته كرجل وجعلته يلهث خلفها حتى ينالها ولن ينكر إنها بالفعل كانت تمنحه ما يريده ولكنه يكره الخېانة يكره أن يستغفله أحدا

تعالا رنين هاتفه فالتقطه ينظر نحو المتصل.. وقد كان لهاتفه نصيبا من إفراغ شحنة غضبه.. 

القاه بقوة نحو الجدار ينظر إليه بعدما سقطت قطعه منثورة على الأرض وقد توقف عن الرنين يتمتم باسم من كان سبب في تلك الفوضى بحياته وقد اختتمت بذلة لسانه عن زيجة يكاد عقله ينفجر من شدة التفكير

يتسأل داخله كيف نطقها

هل نهايته ستكون مع أمرأة ك بسمة من أصول متدنية لا عائله لها كانت نموذج لحملته عن دعم شركته للفتيات اللاتي يعانون من حياة الفقر وقسۏة الأهل

 عنتر..

توقفت السيارة أمام المشفى التي تم حجز بها أخيها الصغير حتى تتم عمليته طالعته وهو يضع هاتفه فوق اذنه يهاتف صديقه الطبيب الذي سيقوم بإجراء عملية أخيها

تسارعت دقات قلبها وقد اختفت راحتها ثانية وهي تسمعه يسأله إذا حجز له لدي طبيبة نسائية بارعة في تخصصها

 ايوة يا سيدي مستعجل وعايز طفل تاني

تمتم عبارته بابتسامة واسعة وقد علقت عيناه بها ثم التقط يدها الباردة.. يشعر بالغرابة من برودتها وذلك الشحوب الذي أصاب ملامحها فور أن أخبرها صباحا إنه حجز لها موعد لدي طبيبة نسائية فلم يعد يطيق صبرا لرؤية طفلا له منها

 اه عايز اربطها بيا لتهرب مني.. بقيت سخيف يا دكتور

تعالت ضحكات رسلان وهو يستمع لجواب صديقه

 يا بني مراتك لسا بتدرس وصغيرة فتأخر الحمل في مصلحتكم

أستمع سليم لعبارة صديقه هو يعلم أن التأخير في مصلحتها. وسيكون الأمر مرهق عليها بسبب دراستها ولكنه يتوق لحمل طفلا منها مد كفه حتى يلامس وجنتها وكان حالها كحال كفها باردة كالثلج

 حببتي مالك بردانه كده ليه 

 جيه الزمن اللي عيشت وسمعت فيه سليم النجار بيتعامل مع النساء برقة

تمتم بها رسلان الذي علقت عيناه بملك التي دلفت الغرفة للتو تحمل فنجان قهوته

 بقيت رايق يا دكتور رحلة أسوان تأثيرها واضح

 اه على رحلة أسوان وجمالها

هتف بها بحنين نحو الأيام القديمة التي جمعته مع عائلة

 

رسلان عائله كان يعجبه فيهم ترابطهم.. ولكن خلف هذا الترابط كان هناك ماضي مدفون أحرق كل شئ بعدما عادت الدفاتر تفتح من جديد

نظرت إليه فتون مستفهمه عن حديثه الذي كان مفعم بالحرارة مع هذة المرأة الجميلة التي لم تنساها يوما منذ أن رأتها بالمزرعة عندما كانت زوجة السائق وذهبت للمزرعة للخدمة إلى حفل الزفاف الذي ذهبت إليه وكانت العروس

 أنت نسيتي ملك يا حببتي

 لا منستهاش بس كلامك غريب.. كأنها كانت مسافره ورجعت

ابتسم وهو يلتف بجسده يلتقط رابطة النفاخات التي اتي بها للصغير وبضعة العاب تسليه وتسعده

 حكاية طويلة يا فتون

ثم ترجل من سيارته فترجلت بعده وقد عاد القلق يدب داخل اوصالها من فكرة عرض حالتها على طبيبة مختصة

سارت جواره تراه وهو يومئ برأسه لبعض الأطباء الذين طالعوه بابتسامة مرحبه

دلفت قبله غرفة الصغير الذي علقت عيناه بالبلاين التي بيده ثم الألعاب التي كان يحملها سليم

 فتون

انتبهت السيدة عبلة على صياح

تم نسخ الرابط