رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

أفعاله القديمه هو مثله تماما إذا أعجبته فتاه يركض خلفها حتى ينالها

 بيحاسبني على الماضي وهو إيه ملاك..

 أمير.. سليم النجار بيتجوزهم حتى لو في السر لكن أنت...

خلاص يا كاظم كفاية تأنيب فيا اه ربنا انتقم مني.. أنا دلوقتي عاجز أني أكون مع الست اللي بحبها.. لو كنت حبيت جنات بجد كنت فهمت أحساسي 

استمر كاظم في التحديق بهاتفه يزفر أنفاسه يأمل أن يصدق شقيقه في وعده وألا يأتي البلاد إلا بعدما يتمكن من الحديث مع خديجة النجار بنفسه 

 كاظم

أتاه صوتها فهاهى زوجته العزيزة التي لا يحكمها شئ قد أتت.

اقتربت منه بخطوات بطيئة تأن من الألم الذي لا تعرف له موضع

 أنت كنت بتكلم أمير خلي ينزل خديجة في المستشفى.. لازم يكون جانبها في وقت زي ده

حاولت إخراج كلماتها بترتيب حتى لا تخطئ وتفصح عن حمل خديجة فقط عليها أن تخبره إنها بالمشفى وسبب مكوثها لا تعرفه فليبحث هو عن السبب بعلاقاته.

استمر تحديقها به وقد ضاقت عيناها في حيره لما يقف هكذا دون أن يلتف نحوها أو يتحدث

 أنت واقف زي الجماد كده ليه يا كاظم

وسرعان ما كانت ترتسم أبتسامة بلهاء فوق شفتيها تخبره عن معاناتها في طفولتها في تلك اللعبة التي تمثل التماثيل وعلى الرابح أن يظل لأخر اللعبة كالتمثال حتى يكون الفائز

 وقفتك ديه فكرتني بلعبة كنا بنلعبها وإحنا صغيرين كنت ديما بطلع أول واحده من اللعبه.. عمري ما كسبت

سرحت في ذكريات طفولتها فلم تشعر بحركته ومتى أصبحت عيناه الجامدتين عالقة بعينيها

 حمدلله على السلامه يا هانم.. ما كنتي قضيتي باقي اليوم بره البيت..

سقط حذائها من يديها وقد خلعته عند ترجلها من سيارة الأجرة بعدما أزداد ألم قدميها

 تصدق كنت بفكر في كده.. انا مصدقت رجعت مصر.. حاسه إن كل الشوارع وحشاني

تجهمت ملامحه وكأنه كان يحتجزها في الصحراء

 أنت بتتعمدي تخرجي أسوء ما عندي يا جنات

اماءت برأسها تضحك داخلها وهي ترى الڠضب مرتسم فوق ملامحه ولكنه يجاهد في السيطرة على غضبه

 جنات

صړخ بها يجتذبها إليها بقوة إنها تزيد غضبه بصراحتها.. فكيف لها أن تتعمد أفعالها معه

 جنات أنا معنديش حد عزيز.. مش معنى إني بقيت مستحمل تقلباتك وبراضيكي وعايز حياتنا تنجح يبقى خلاص تفتكري هكون لعبه في أيدك تقدري تتحكمي فيها.. أنا كاظم النعماني 

تجمدت في وقفتها رغم وقع الكلمات عليها تنظر إليه بعتاب 

انتظر حديثها ومناطحتها بعدما اخرج ما قبع داخله من ڠضب تستحقه.

استدارت بجسدها تجر قدميها بصعوبة

 أنا خلصت كلامي لسا صوتك مش طالع عشان عارفه نفسك غلطانه

تعالا صياحه فاكملت خطواتها تعلم إنها مخطئها ولكنه هو من جعلها تعود لشخصيتها القديمة قوية لا يهمها إذا فارقها أحد

 جنات 

قبض فوق ذراعها يديرها نحوه زافرا أنفاسه بقوة هى لا تتعمد الخلافات فقط بل تتعمد تجاهله

 مش بتكلم معاكي..

ولكن بقية الحديث توقف على طرفي شفتيه وهو يرى ترقرق الدموع في مقلتيها

 أنت تجاهلتني أول ما وصلنا.. فضلت أرن عليك وأنت مبتردش

ارادت الحديث ولكن الكلمات علقت في حلقها وهي تراه يتحسس خديها برفق

 وطبعا قولتي تردي ده ليا.. وزي ما تجاهلتك تتجاهليني

رغما عنه كانت تشق ابتسامة خاطفة شفتيه وهو يراها تحرك رأسها تأكيدا على حديثه

 لكن ديه مش هتكون حياة يا جنات المفروض إننا بنصلح علاقتنا

انكمشت ملامحها وهي تستمع له حتى ضاقت عيناه وهو يرى الألم مرتسم فوق ملامحها

 طبعا تعبانه .. بعد مغامراتك طول اليوم ورحلة سفر طويله.. عايزه تكوني عامله إزاي.. ارحميني يا جنات وياريت مسمعش صوتك

هو لم يعطيها فرصة للحديث حتى يسمع لها صوت انحنى يحملها برفق ويتحدث بهدوء بعدما كان الڠضب يحركه.. فهذا الرجل يحيرها

يخبرها أنه ليس لديه عزيز ولا تنتظر منه المزيد من الصبر وهاهو يحملها ويسير بها نحو الدرج ورغم معاتبته إلا أن

 

عتابه أصبح لينا

توقف كاظم منتصف الدرج يستمع لصوت صديقه جلال وهو يسأل الخادمة عن مكان وجوده وقد كان الجواب واضحا أمام عينيه 

صديقه صار في الطريق الذي لا عودة منه.

وضعها كاظم أخيرا فوق الفراش في غرفته الخاصة التي كان لا يسمح لها بالدلوف إليها من قبل

 كاظم ديه اوضتك أنت

استاءت ملامحه فعن أي غرف تتحدث هذه الحمقاء..

 معلش تعالي على نفسك واعتبريها أوضتنا إحنا الاتنين

وسرعان ما كانت تسمع همهمته داعيا الله بالمزيد من الصبر 

ابتعد عنها ف جلال ينتظره بالأسفل

 تعرف إني كسبت الرهان مع احمس قولتله كاظم هيغضب شويه لكنه هيكون حنين

 لما عرف إني فضلت بره البيت عنادا فيك

 صراحتك تجلط يا حببتي

توقفت عن الحديث وقد الجمتها عبارته التي هتف بها

 القوة والعند حبالهم قصيرة يا جنات

غادر الغرفة وتركها في حيرة مع كلماته كاظم يتهاون ولكنها تعلم تهاونه هذا حتى يستمر زواجهم. 

ظلت تتقلب فوق الفراش وقد غادر النوم جفنيها رغم إرهاقها

دلف كاظم الغرفة بملامح مرهقة يتذكر تعليق جلال الذي ينبع من كرهه على جنس حواء بأكمله

 عشت وشوفت ابن النعماني شايل ست.. ومش أي ست ست كانت طمعانه في فلوسه وفرضت نفسها عليه.. 

وقبل أن يستمر جلال في سخافته كان يبتلع بقية كلماته فكرهه الشديد لطليقته يرغمه أن يرى جميعهن ليسوا إلا عاھرات ولكن أن تخدع أمرأة كاظم النعماني وتجعله يسقط في نفس ما سقط فيه يوما فهذا ما لا يستوعبه عقله كاظم اقسم ألا يخضع لجنس حواء

طالعته وهو يلتقط ثيابه بعدما ازال عنه قميصه يقطب جبينه بقوة

 أنت لسا صاحيه

تمتم بها بعدما انتبه على وجودها مستيقظه

 مستنياك تحكيلي عملت إيه مع أمير

ضاقت عيناه وهو يستمع لها عن سبب استيقاظها

 وتفتكري أنا من النوع ده من الرجاله

حركت رأسها تزفر أنفاسها بضيق.. فكاظم لا يرى الفراش إلا لغرض واحد وكلما قل الحديث بينهم كان الأمر أكثر نفعا لكلاهما

 نامي يا جنات بيتهيألي إنك تعبانه

اتجه نحو المرحاض دون كلمة أخرى هى بالفعل متعبة ولكنها لن تغفو إلا عندما يخبرها بما حدث وكيف سيحل المشكله 

وهاهى تنتظره أن يتحدث ولكنه يعطيها ظهره

 عشان تعرفي كويس تردي ليا تجاهلي يا جنات

 أنت بتعاقبني يا كاظم

 جنات أنا تعبان ولازم أكون في الشركة من بدري

اغمض عينيه يستمع لتنهيداتها القوية تطالع ظهره في مقت

 كاظم أنا عايزه ارجع إيطاليا

فتح عيناه يستدير إليها فمن التي تتحدث عن العودة لإيطاليا

 انت هنا رجعت لنسختك القديمة

ارتسمت الحيرة فوق ملامحه وسرعان ما كان يجدها تدفعه فوق الوسادة تحاصره بجسدها

 هتحل مشكلة أمير وخديجة النجار إزاي وتفتكر ممكن بسبب الخلافات ديه سليم يبعد فتون عني أعمل حسابك أنا مش هخسر فتون عشانك..

 أنا شايفه إنك عندك طاقه مفرطة يا حببتي.. تفتكري ممكن نضيعها في إيه

سؤال لم ينتظر له جواب فالجواب أصبح في قيد التنفيذ

........

الصغيرة تخبره إنها اشتاقت إليه واشتاقت للعمة خديجة وهو يبرر لها

وقفت فتون أمامه تنتظر أن ينهي المكالمة حتى يذهبوا للمشفى يجلبون العمة

 بكره يا حببتي هاجي أخدك عشان تشوفي ديدا الكبيرة

تعالا حماس الصغيرة فطالعتها شهيرة بنظرة دافئة التقطها الجالس قبالتها

 كفاية يا ديدا كلام بابي مش

تم نسخ الرابط