رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
بعد ما جسار بيه يساعدك إن يبقى ليكي بيت تعيشي فيه أو واحد ابن حلال يتجوزك..
انفلتت شهقة قوية من السيدة سعاد تقطع ثرثرتها تتراجع للخلف بعدما انتبهت على قربها من درجات الدرج
مش تاخدي بالك يا داده
حاولت السيدة سعاد التقاط أنفاسها وهى تنظر إليه وعلى ما يبدو إنه تخلص من هذا الضيف الثقيل والضيف ليس إلا فتحي
الحمدلله يا بني ربنا ستر...أنا مش عارفه هبطل أمتى العاده ديه وابطل اتكلم مع نفسي اه يا راسي... الصداع هيموتني خلاص من التفكير
لبرهة صمتت السيدة سعاد..تبحث عن سؤال تنال منه حتى لو جواب بسيط يريحها
يا بني.. بسمه فيها حاجه غريبه ديه پتخاف أقرب منها
القت السيدة سعاد بحديثها تنظر إلى ملامحه التي صارت جامده وقد قتمت عيناه
الدكتوره زمانها على وصول اول ما توصل طلعيها على اوضتها
هى بسمه عيانه بمرض خطېر..
لطمت السيدة سعاد صدرها وقد عادت تحليلاتها تغزو عقلها
أنا قلبي حاسس في حاجه فيها هي ديه دكتوره إيه يا بني
فرك جسار فروة رأسه فهو خير من يعلم خصال السيدة سعاد إذا تحدثت لن تصمت
داده سعاد
انتبهت السيدة سعاد على ضجره فهو يقف أمامها لا يستطيع غلق عيناه من شدة إرهاقه وهى مستمرة في استجوابه
حاضر يا بني
.....
دلفت فتون الغرفة تلهث أنفاسها لا تصدق أن وقت الحفله لم يبقى عليه سوى ثلاث ساعات
الله يسامحك يا جنات اليوم ضاع مع خطتك
وسرعان ما تلاشى تذمرها عنها تحتل شفتيها ابتسامة واسعة تتذكر ما فعلوا ثلاثتهم
مغامرة لم تعيشها من قبل
تخضبت وجنتاها فهذه الليله عليها إحتجاز سليم بغرفة الفندق وعليها جعله ألا يفكر بمهاتفة المنزل
اه على خطتك يا جنات.. عايزاهم يتصالحوا و..
وسرعان ما كانت تقضم شفتيها في خجل تنفض رأسها وقد عاد بعض الخۏف ينتابها
السيدة ألفت معها بالأمر حتى الخدم ولكن حارس الأمن هو عائقهم
الموضوع كبر كده ليه.. لو هى بس ترضى تخرج من البيت كانت سهلت علينا الحكاية
فتون أنت بتكلمي نفسك
تسألت بها خديجة تتعجب من الذعر الذي أصابها حينا رأتها
شكل الفقرة اللي هتقدميها واخده عقلك
فقرة وهى من ستقدمها نيابة عن الجمعية التي تمثلها كيف تناست هذا الأمر من مجرد ساعات تحولت فيها لأحد أفراد العصاپات
الله يسامحك يا جنات
بتقولي حاجه يا فتون
ضاقت عينين خديجة في حيرة وسرعان ما كانت تتذكر سبب مجيئها لغرفتها
وريني اختارتي فستان إيه للحفله خليني اساعدك عشان تكوني النهاردة نجمه الحفله
نجمه مره واحده ده أنا تقريبا هكون اقل واحده فيهم...
واقعد اسبوع هتكون سيرتي على لسان كل فرد من معارفكم
انفلتت شفتي خديجة بضحكة ناعمة ثم دفعتها برفق من أمامها
كفاية قلت ثقه في نفسك قولتلك خليكي ديما شايفه نفسك عالية
وعلى سيرة العلو كانت تحك جبهتها تنظر إليها تتمنى أن تحصل على الجواب الذي تتمناه
هو أنا لازم ألبس كعب عالي
أنفلتت ضحكه صاخبة من شفتي خديجة هذه المرة ابن شقيقها لديه بالفعل طفلتين
لازم يا فتون فين الفستان ولا سليم معملش حسابه اوعي تقوليلي إنك مهتمتيش بالموضوع مش معقول يا فتون متكونيش زي اغلب الستات..
لا لا سليم اشترالي واحد جديد
أخرجت الثوب تعرضه لها تنتظر تعليقها عليه
سليم هو اللي اختاره ولا أنت
هو أنا بروح افضل اقيس وبس
نطقتها متذمرة لقد اخدت النسخة المتحفظة من سليم النجار بعدما انتهى عصره القديم من رجل منفتح لا يركز فيما ترتديه نسائه
الفستان محتشم جدا و راقي ابن اخويا بقى متحفظ
ثم استطردت في حديثها ولم تعد تستعجب تغير سليم مع زوجته الصغيرة تلك التي لم تتجاوز اعوامها الثالث والعشرون ربيعا
تعرفي يا فتون سليم مكنش كده مع أي ست كان متجوزها او مرافقها كان ديما يحب يكون حديث الكل وأد إيه هو محظوظ بالجمال اللي معاه
ما هو ابن أخوكي لا الشمال أو يمين.. لكن معندهوش وسط
ارتسمت الدهشة فوق ملامح خديجة وسرعان ما كانت تضحك مرغمة على هيئتها تنظر لها بعدما تحركت يدها نحو شفتيها تكمم فمها
صوتي كان عالي مش كده
وأنت سمعتي قولت إيه
اعتبريني مسمعتش يا فتون وكفايه كلام الوقت بيضيع
.......
علقت عيناه بالطبيبة وهى تهبط الدرج ملامحها لم تجعله يتنبأ بشئ رغم مكوثها لديها لساعة كاملة وبضعة دقائق
طمنيني يا دكتوره
عدلت الطبيبة من نظارتها تنظر نحو غرفة مكتبه التي دلفتها معه قبل صعودها لأعلى
خلينا نتكلم في غرفة المكتب
زفر أنفاسه بنفاذ صبر مشيرا إليه بالتحرك ينظر إليها بعدما وضعت حقيبتها الطبيه جانبا
خرجت زفرته بقوة أشد فلم يعد يتحمل هذا الصمت وهو جاهل لما حدث مع زوجته في ذلك المسكن
زوجته لقد بات يعترف أن بسمه زوجته وليست زيجة متهورة أتخذها دون عقل ومنطق
جسار بيه حالة المدام مقدرش احكم عليها من أول جلسه.. المدام محتاجه جلسات أسبوعية
دكتوره هاله أنا عايز افهم حالة مراتي الأول
عادت تعدل من وضع نظارتها الطبيه تركز عيناها نحو ما خطته بقلمها
هى منطقتش غير ببعض الكلمات وزي ما فهمت وتوقعت
نهض عن مقعده في صډمه ينظر نحوها بنظرات قاتمة.. فعن أي تحرش تتحدث وهى كانت.....
لبرهة وقف عقله وسرعان ما كان يستنتج الأمر الأمر الذي بات المعظم يعلمه ويؤيده البعض
قصدك
زي ما فهمت يا جسار بيه مراتك متحملتش صدمة تانيه خصوصا بعد الليله اللي تمت بينكم علاقة وتركها للبيت بيتهيألي أنتوا الاتنين بقيتوا محتاجين تسجلوا جلساتكم سوا.. رغم إني شايفه إن حضرتك مش محتاج جلسات.. أنت عارف كويس عايز إيه
لكنك بتكابر لأنك للأسف راجل ديما بتعتمد على خيارات العقل زوجتك الأولى كانت جميله من نفسك طبقتك الإجتماعيه حتى الزيجة الأخيرة كانت لأنها برضوه جميله شبيها لزوجتك لكن زوجتك الحالية اختلفت عنهم في كل المقاييس
رغم انتباه عقله لكل حرف تنطقه إلا أن عقله توقف عند نقطه واحده يتخيل بشاعة ما عاشته وصډمتها في واقع يعلم تماما إنها لا تعرف عنه شئ
هتقدر تتجاوز اللي حصل معاها يا دكتوره
حاولت أن تنتقي الطبيبه كلماتها بعناية كما اعتادت
أكيد هتتجاوز لكن الموضوع محتاج وقت قبل ما نبدء الجلسات النفسيه... هي محتاجه تروح لأكتر مكان بترتاح فيه أو أكتر حد ممكن تتكلم معاه
ملك
والاسم خرج من شفتيه دون تفكير ملك الوحيدة التي تحتاجها بسمه رغم الخيبة التي سيراها في عينيها بعدما تعرف إنها أصبحت زوجته حقا وقد خان الوعد الذي وعده
لها
......
التمعت عينين فتون في دهشة ممزوجة بالسعادة وهى ترى هيئتها النهائية في إطلاله بسيطة ومحتشمه
كده أنت جهزتي يا فتون زمان سليم بيجهز.. يلا بقى غادري الاوضه بتاعتي عايزه ارتاح
تمتمتها خديجة في مزاح تنظر إليها بعدما استدارت نحوها ومازالت الدهشة مرتسمة فوق ملامحها
أنا بقيت شبهكم هانم
ما أنت هانم فعلا يا فتون مش عارفه ليه لسا لحد دلوقتي بتبعدي نفسك عن الصوره
كل حاجه ليها عمر إفتراضي
رغم خفوت العبارة إلا أن خديجة التقطتها مدت لها يدها حتى تقترب منها فلم تعد تستطيع الوقوف كثيرا
مافيش حاجه بتنتهي