رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

إن بسمه هي العروسة!

أوجعه بكاء صغيرته وتجنبها النظر إليه أبنته تعاقبه على مغادرة والدتها المنزل رغم إن لحظة مغادرتها كانت صامته متقبله رحيلها وقد وعدتها ستأخذها معها حينا تجد منزلا بعيدا عن القصر الذي لا تحبه بسبب خۏفها من الۏحش والۏحش لم يكن إلا خالها حامد الذي يرعبها بنظراته

 خديجة حببتي كده مش عايزه تكلمي بابي مش أنا ومامي اتفقنا إن كل ما يوحشك حد فينا تيجي تقوليلنا علطول وإحنا هنعمل كل اللي أنت عايزاها

 أنا عايزاكم أنتوا الأتنين يا بابي

والصغيرة تضعه في موقف صعب تطالبه بأحقيتها بالعيش بين والديها

 ما أنت هتعيشي معانا إحنا الاتنين شويه مع بابي وشويه مع مامي وكل واحد فينا هيكون حبه لبرنسيس خديجة مضاعف

تعالت شهقات الصغيرة تنفي برأسها رفضها لحديثه فارتجف قلبه حزنا عليها

 وليه مش نعيش كلنا سوا

 عشان مينفعش يا حببتي أنا وماما إنفصالنا عن بعض وبقينا أصدقاء والأصدقاء مش بيعيشوا في بيت واحد

ازاحت الصغيرة كفيها عن عينيها واستدارت بجسدها إليه

 وأشمعنا فتون عايشه معانا

ترقبت الصغيرة جوابه فارتسمت ابتسامة صغيرة فوق شفتيه ينظر إليها يحاول إنتقاء الكلمات حتى تفهمه

 عشان فتون مراتي ومكانها معايا في بيتي

 خلي مامي كمان مراتك وتعيش معانا

حاصرته صغيرته بنفس الدائرة تنظر إليه بأمل أن يمنحها القرار الذي تريده أن تعود والدتها ثانية لحياتها

 مامي حلوه يا بابي وديما بتخدني في حضنها وتحكيلي حكايات حلوه

وخزه قلبه من عباراتها أبنته تخبره عن التغير الذي حدث لوالدتها

شهيرة أخيرا منحتها رعايتها وحنانها وحينا وجدت صغيرته ما أرادت الشعور به مع والدتها غادرت حياتها وعليها التفهم إنها ستعيش بينهم متنقلة

إحتواها بين ذراعيه يمسح برفق فوق خصلاتها

 أنا عارف إن مامي حلوه يا حببتي ومش معنى إني أنفصلت عن مامي إنها وحشه لكن ساعات الحياة بين الناس بتقف عند نقطه معينه عشان يقدروا يسيبوا في بعض بصمة حلوه ويفضلوا أصدقاء

وبرفق أبعدها عنه يتأمل ملامحها يمسح الدموع التي علقت بأهدابها

 مش مامي قالتلك إننا هنكون أصدقاء

 الأصدقاء ممكن يعيشوا مع بعض يا بابي

صغيرته مستمرة في حصاره وما عليه إلا الجواب بما يقنعها 

أعادها لحضنه فحضنته بقوة متشبثة به تخشى فراقه هو الأخر

 بكره يا حببتي لما تكبري هتفهمي كل حاجة لكن اللي عايزك تتأكدي منه إن انا ومامي هنفضل ديما معاكي وحواليكي ومافيش حد فينا هيتخلى عنك لأننا بنحبك أوي أوي

والحروف يضغط عليها حتى يؤكد لها حبه. صمتت الصغيرة وكأنها تقبلت جوابه الأخير بعدما أخبرها بحبهم 

 بابي أنا عايزه أنام في حضنك نام معايا يا بابي في سريري

وسرعان ما كانت تبتعد عنه تنظر لفراشها الصغير الذي سيسعهم بالكاد

 متخافش يا بابي هيكفينا زي زمان أنا مكبرتش غير شويه صغيرين وأنت كمان كبرت شويه صغيرين

أنفجر ضاحكا يضمها إليه مجددا فصغيرته تخبره أن وزنه زاد قليلا

 هعتبر نفسي إني بكبر فعلا زيك مش وزني زاد

 هتنام

 

جانبي يا بابي

أصابها الحزن وهي ترى صمته قد طال تشعر بلمسات يديه فوق شعرها وظهرها

 إيه رأيك ننام في السرير بتاعي أنا

 لا فتون بتنام جانبك فيه

ابتعدت عنه متذمرة فاتسعت ابتسامته على فعلتها يحاول إقناعها 

 فتون پتخاف تنام لوحدها يا ديدا مش حرام نسيبها لوحدها

زمت صغيرته شفتيها متذمرة تعقد ساعديها أمامها تخبره بطريقتها إنها رافضة لإقتراحه

 فتون يا ديدا عملتلك تورتة عيد ميلادك وعملت الحاجات الحلوه اللي كل ناس أكلتها وعجبتهم

وصغيرته سريعة الرد تشبهه تماما

 ما أنا قولتلها شكرا مع مامي وبوستها من خدها

 شوفي إحنا بنضيع وقت في الكلام وبابي عايز ينام

حاول إقصار الحديث فهو أكثر الناس دراية بطبيعة صغيرته فكلما أقنعها كلما زاد تشبثها بقرارها

وحتى يثبت لها أن النعاس بالفعل داعب جفنيه أسرع في وضع كفه فوق فمه يمنع تثاؤبه 

تثاءبت صغيرته مثله تنظر إليها تنتظر منه أن يغفو جانبها 

 وأنا كمان عايزه أنام وكل ما هنام بدري كل ما هنكبر بسرعة

جاهد في تمالك ضحكاته بصعوبة حتى لا يشعرها بإستهزاءه بحديثها وبخفه أخذ يداعب خديها مستمعتا بقوة تلك المشاعر التي يعيشها مع أميرته الصغيرة

 يلا يا أميرتي على سريرنا الكبير

وصغيرته هذه المرة لم تجادل بل القت جسدها الصغير بين ذراعيه حتى يحملها

 بابي هيفسحك فسحة حلوة ويجبلك حاجات حلوة كتير

ولولا النعاس الذي أثقل جفنيها لكانت ارهقته أستفسارا عن نزهتهم ولكتها اكتفت بسؤاله

 هيكون فيها فيل يا بابي

 مش عارف إيه حبك في الفيلة يا خديجة لكن هيكون فيها سفينة كبيرة

ومع حديثه عن كبر وصغر الأشياء كانت يديها الصغيرتين تحدد بهما الحجم

وضعها فوق الفراش برفق ينظر نحو فتون التي غفت وعلى ما يبدو إنها كانت تنتظره

 خلينا منعملش صوت عشان فتون نايمه

ولكن على أثر همسه كانت تفتح عينيها تنظر نحوهم مبتسمه للصغيرة

لم تبادلها الصغيرة الابتسامة بل انكمشت متشبثه بوالدها. أصابها اليأس من صعوبة تقبل الصغيرة لها مرة أخرى

 بصوا بقى عشان متتخانقوش مين هينام جانبي أنا هنام في الوسط وكل واحده فيكم تاخد الطرف اللي يعجبها

نفذ ما قاله وتسطح في الوسط بالفعل ولكن ما جعله ينفجر ضاحكا وهو يرى سرعتهما في أخذ أماكنهم جواره

 بقيت محاصر انا كده لكن تصدقوا حصار ممتع نايم وسط اتنين بيتنافسوا على الجمال

اتسعت ابتسامة الصغيرة كما اتسعت ابتسامة فتون مجيبة على مديحه وهي تنظر نحو عينين الصغيرة

 لكن ديدا أحلى مني ولو عملوا مسابقة ملكات جمال هي اللي هتكسب وتاخد التاج

 ديدا هتلبس تاج الملكات صح يا بابي

وصوتهم كان يخرج معا يخبروها بأنها بالفعل جميلة كالأميرات

غفت الصغيرة أخيرا بعدما نعمت بنظرات والدها صوبها 

بخفة أدار رأسه نحو صغيرته الأخرى وقد ازداد تشبثها به ټدفن رأسها في عنقه مستمعه

 سليم أنت بتحبني زي ما بتحب خديجة

أدهشه سؤالها وقد سألته بجدية بل وانتظرت سماع جوابه. 

داعب خدها بأنامله يحدق في عينيها المكحلتين مستفهما بمزاح

افهم من سؤالك إنك غيرانه ومحتاجة أحبك شوية

وكظته بخفة في ذراعه فاهتز جسده قليلا ليشعر بحركة صغيرته فاسرع في مداعبة شعرها حتى تعود لغفوتها

 وتفتكري هعرف احبك وأنا في الحصار ده وكل واحده فيكم نايمه على دراع

 أنا عايزه حقي زي خديجة اتكلم معايا زي ما بتتكلم معاها

انفلتت ضحكته رغما عنه فعن أي حديث تريده هذه الليلة

لم تمهله لحظة ليتسأل فاسرعت تخبره عن محوى الحديث 

 العب في شعري زي ما بتعلب في شعر خديجة واسألني عن أحلامي

داعبت شفتيه ابتسامة خفيفة يركز عيناه نحو تفاصيل ملامحها الشهية

 طلباتك بسيطة خالص يا فتون هانم

ظنته يسخر منها ولكن وجدته بالفعل ينصت إليها منتظر سماعها 

 قوليلي يا حببتي نفسك في إيه

تسأل وأنتظر أن يسمع عن أحلامها التي بات يعرفها. 

تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتيها قبل أن تسبح مع أحلامها

 نفسي في حاجات كتير أوي يا سليم نفسي اتعلم العوم نفسي ألبس فستان قصير مجرد ما الف بي يدور معايا فستان قصير منفوش

واحلامها الصغيرة اخذتها نحو طفولتها وصفت له تفاصيل الثوب وهو يستمع لها مبتسما لوصفها زوجته تريد فساتين وتنانير جميعهم ذو قصة

تم نسخ الرابط