رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
أمامه
شقيقه لا يتغير أبدا مازال يرى نفسه الولد المدلل الذي يستيقظ كل صباح لا يفكر إلا في تجديد سيارته ورفقة فتاة حسناء والعيش وكأن المال يوجد من عدم
مهما حاولت اخليك راجل واعتمد عليك بتثبتلي إنك تربية منال هانم
حاول الاتصال به لمرات عدة ولكن هاتفه كان مغلقا فعن أي عمل يخبره إنه مواظب عليه وهو منذ أتى لا يراه بالشركة
الاستاذ مافيش أي نجاح بيقدر يعمله غير الجري ورا الستات
هكذا أخذ يحادث كاظم حاله ناهضا من فوق مقعده حانقا من كل شئ دون تحديد
اقترب من شرفة مكتبه يطالع الطريق الهادئ يضغط فوق كفيه حتى يطرد أي شعور يخترقه
نظراتها داعبت مخليته صډمتها في رؤية باقة الأزهار التي اشتراها لها شقيقه أسفل قدميها وحديثها معه هذا الصباح بعدما أخبرها بضرورة تجهيز حالها مساء لعشاء عليها حضوره معه
كل مره بتأكد أد إيه أنا أستحق كل حاجة عيشتها معاك شوفت عقاپ الطمع إيه إن مشاعرك كل يوم تنطفي واحلامك ټموت قدام عينك
ترددت صدى عبارتها داخل عقله ينفث أنفاسه يزم شفتيه بقوة ماقتا تلك المشاعر التي تخترقه فمنذ متى و هو يهتم لامر أحد أو حديث أحد عنه
اخذ رنين هاتفه يصدح فاقترب من طاولة مكتبه ينظر للمتصل الذي لم يكن إلا جلال صديقه
يا راجل ده أنت قلبك اسود أوي من ساعه اليوم إياه وأنت زعلان مني
احتقنت ملامح كاظم عندما ذكره بهذا اليوم وحديثه أمام ضيوفه عن زيجته التي لا يعتبرها زيجة ذلك اليوم الذي كان فيصل في علاقته مع جنات اليوم الذي سمعت فيه إھانتها ومدى الحقارة التي وصفها بها لصديقه عنها
زوجة للفراش لا أكثر تعطيه الشعور الذي يريده ثم بعدها يغفو جوارها يتركها في صراعها مع ذاتها وهو ينام متلذذا إنه ينال ما يريده منها دون أحقية وامتيازات لها في حياته
قولتلك يا جلال الموضوع خلاص خلص
هحاول أصدق يا صاحبي إنك سامحتني رغم إنك عارفني غشيم في كلامي
زفر جلال أنفاسه يتذكر لقائه مع السيدة منال واتبع حديثه
على فكرة كنت لسا في ضيافه منال هانم
تجمدت ملامح كاظم ينتظر أن يكمل حديثه
بقالها مده بتلف وتدور معايا عشان تعرف أمتى هتطلق مراتك منال هانم خاېفه لتفضل متجوزها ويكونلك وريث
اطبق كاظم جفنيه بعدما ضغط فوق كفه الأيسر بقوة
لكن متخافش أنا ريحتهالك خالص قولتلها إنك هتطلقها بعد ما ترجع من السفر وهتخرج من حياتك من غير ولا مليم
تعالت زفزات جلال حانقا من زحمة الطريق واستطرد حانقا
يا ساتر عليها ست طماعه عايزه تطمن إن الفلوس مش هتطلع بره وأن أبنها هياخد كل حاجة من بعدك انا المرادي بقولهالك يا كاظم بعد ما طلق مراتك اتجوز بنت كامل باشا منها تقهر منال هانم ومنها تجيب وريث ليك
ومين قالك إني هطلق جنات يا جلال
ديه اتجوزتك طمع يا كاظم
جلال
صاح بها كاظم غاضبا
مراتي خط أحمر يا جلال
أنت حبيتها يا كاظم
انتظر جلال أن يسمع جوابه لكن كاظم كعادته لا يعترف بشئ
أنا عارفك يا كاظم مش هتعترف بسهوله بس خد بالك يا صاحبي الستات ملهمش أمان
.........
تعالا صياح رسلان بالمنزل يبحث عن والدتها لا يستوعب حتى هذه اللحظة ما الذي كانت تخطط له حينا أخرجت خالته من المشفى وجلبتها للعيش معهم
كاميليا هانم
خرج والده من غرفة مكتبه بعدما فزعه الصوت وخشى أن يكون قد حدث شئ
مالك يا دكتور بتزعق ليه ولا كأنك مش في بيت محترم
هبطت كاميليا الدرج بعدما استيقظت من غفوتها القصيرة وقد أصابها الفزع أيضا
مالك يا رسلان في إيهأختك او اخوك حصلهم حاجة انت يا حبيبي فيك حاجة
اقتربت منه كاميليا في لهفة فاشاح وجهه عنها جمدتها فعلته تنظر إليه مدهوشة
خرجتي أختك من المصحة ليه إيه اللي بتسعوا ليه من تاني عايزه تخربي حياتي ليه فهميني ليه
ضاقت عينين عز الدين يحاول إستعاب ما يسمعه ينظر نحوهما وقد تراجعت كاميليا للخلف مصدومه مما تسمع
أنا يا رسلان ده أنا مبقتش عايزه غير سعادتك وسعادة ولادك
سعادتي وأختك عايشه معايا طيب قوليلي إزاي اوعي تفتكري إني قادر انسى اللي عملتوا زمان لو ملك طيبة وسامحتكم أنا لا يا أمي
اغمضت كاميليا عيناها وقد اخترقت الكلمات فؤادها
وطي صوتك وفهمني إيه اللي حصل متنساش إنك واقف قدام أمك و أبوك
اقترب منه عزالدين وقد تجهمت ملامحه فما الذي يتحدث عنه ابنه
أمي أمي
عمرها ما فرق معاها سعادتي
أنا يا رسلان ده أنت أغلى ولادي
هتفتها كاميليا بمرارة بعدما تحركت من أمامه وهوت بجسدها فوق أقرب أريكة
قولت كلمني أنا وفهمني إيه سبب ثورتك علينا
اغمض رسلان عيناه ينظر نحو والدته يسرد لوالده حالة خالته النفسية التي لا تسمح بخروجها من المشفى
ليه يا أمي..
كنت عايزه اتولي إدارة الجمعيه قولي ازاي هتولي إدارة جمعيه عن حقوق الإنسان وأنا اختي رمياها في مصحة.. السړطان انتشر في جسمها وعلاجها بقى صعب أيامها بقت معدوده امنيتها الوحيدة تعيش اللي فاضل من عمرها جنب أحفادها من أمتى كان قلبك قاسې يا رسلان
والدته تسأله لما أصبح قاسې لما لا يغفر وينسى الماضي
بلاش يا أمي اتكلم خليني ساكت
سقطت دموع كاميليا فانسحب عزالدين نحو غرفة مكتبه فعن أي حديث سيتحدث وهو شارك معهم في إبعاد ملك عن حياة أبنه
إستدار رسلان بجسده مغادرا لتتعلق عيناه بعينين ناهد التي وقفت أعلى الدرج تستمع كعادتها لما يدور حولها في صمت تضم كفيها ببعضهما بقوة
.........
توقف كاظم بسيارته بعد صراع طويل مع حاله أمام محل الأزهار الذي بحث عنه حتى يجد أقرب موقع إليه
طال مكوثه في السيارة يطالع صاحبة المحل وهي ترتب إحدى الباقات وتختار ورودها بعناية لذلك الواقف
زفر أنفاسه ثم ترجل من سيارته فلا بأس أن يعتذر عما فعله ويفعل كما فعل شقيقه.
........
غادرت فتون صالون التجميل لا تصدق إنها فعلتها وأحدثت بعض التغير في هيئتها التمعت عيناها تتخيل ردة فعل سليم عندما يتحدث معها ليلا صوت وصورة.
استدارت بجسدها تلقي بنظرة أخيرة نحو صالون التجميل ثم اتجهت نحو السيارة تستقلها فقد تأخرت في عودتها.
التمعت عينين مسعد وهو يحدق بالمكان بعدما غادرت يعض فوق شفتيه
كبرتي واتدورتي يا فتون لا والفلوس عملت منك هانم كمان
.........
دلفت فتون غرفتها تلقي بحقيبتها فوق الفراش ثم أسرعت بفك حجابها واقتربت من المرآة لترى ملامحها مجددا.
التمعت عيناها في إنبهار لا تصدق إن مجرد قصت شعر وصبغ بضعة خصلات منه يغير من شكلها ويجعلها فاتنة
اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ تحرك يديها بين خصلات شعرها تنظر لحالها بسعادة
يا ترى سليم هيكون مبسوط وهيلاحظ ده ولا هيكون زي ما بسمع إن الرجاله مش بتلاحظ حاجة
وقفت تتسأل تستنكر حيرتها
هو أنا ليه واقفة بسأل نفسي وأنا ممكن اتصل بي وأكلمه ياريت يرد عليا او يبعت رساله مش معقول كل ده مخلصش شغل
التقطت هاتفها تهتف عبارتها متذمرة حدقت بالهاتف وقد صدح رنينه قبل أن تضغط على زر الاتصال