رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

عايز يدمر حياتي زي ما دمرها حسن أنا كنت فاكره إني نسيت كل ذكرى عيشتها مع حسن يا جنات

خرجت بقية الكلمات منها في ثقل ولم تشعر بعدها إلا بصوت جنات وكأنه يأتيها من بعيد 

....

احتدت عينين سليم وقد وقف كاظم متأهبا يدور بعينيه بينهم يزجز شقيقه بقوة حتى يغادر فالأمور تتعقد وكلاهما يلقي على الأخر بالاټهامات

اوعى تفتكر إني خاېف منك ومراتي هعرف اوصلها كويس

ازدادت نظرات سليم قتامة واللكمة التي اراد أن يلكمه بها منذ وقت .. ها هو وقتها أتى

ترنح أمير للخلف تحت نظرات كاظم المصډومة من فعلت سليم يقف بينهم بعدما تعلقت عيناه بشقيقه يرى الډماء تسيل من أنفه

الرجوله اخدتك اوي لما اتكلمت عن طليقتك..

اندفع سليم نحوه وقد أثار حفيظته ولكن كاظم وقف كحائل بينهم

ام بنت يا حيوان سيرتها متجيش على لسانك

انا مش زيك راجل بتاع ستات.. بعد ما ازهق ادور على واحده أصغر ترجعلي شبابي

جحظت عينين كاظم من شدة ذهوله وهو يرى حاله فوق الاريكة بعدما اطاح به سليم بعيدا عنه يلتقط أمير من ملابسه يطرحه ضړبا والأخر هذه المرة يدافع عن حاله غير عابئ بما سينتهي به شجارهم

توقفت جنات تلتقط أنفاسها تنظر لما يدور داخل الغرفة وسرعان ما كانت تتسع عيناها في صدمة وهى ترى المنفضة تطير بالهواء لتنصدم بجبهة كاظم بعدما دفع بها أمير قاصدا من هدفه سليم. 

.... 

احتلت الصدمة ملامح السيدة سعاد وهى تحملق بذلك الشاب وهو يركض للخارج يهندم من قميصه ويهمهم بحديث تمنت لو سمعته لتعرف سبب أصواتهم التي تعالت فجأة ثم فراره

اطرقت رأسها نحو الطبق الذي تحمله وبه بعض قطع الكعك فلم يعد لهذا الشاب نصيب من تذوق كعكتها الشهية

خسارة ملحقش يدوق عمايل ايديا..

تمتمت بها السيدة سعاد بعدما عادت تصوب عيناها نحو قطع كعكتها واستطردت في حيرة متسائلة

يا ترى ليه صوتهم كان عالي.. شكلك يا سعاد كبرتي وعجزتي زي ما جميل بيقول ومبقتيش تسمعي كويس..

داده سعاد

انتفضت السيدة سعاد من مكانها على صوته وهى تراه يتقدم منها بأوداجة منتفخة وحواجب معقودة الذعر تملك منها تنظر إلى نظراته التي صوبها نحو قطع الكعك

في حاجة يا بني حصلت

عيناه تعلقت بما تحمله السيدة سعاد وقد أصابه القليل من الشك في معرفة السيدة سعاد بهذا الشاب

بسمة حكتلك إيه عنه

ضاقت عينين السيدة سعاد في حيرة أشد

حكتلي عن مين 

بصوت جهور هتف اسمه لا يستوعب حتى هذه اللحظة إنه عاش شئ كهذا

بشمهندس محمود

بشمهندس محمود رددت السيدة سعاد الاسم تحاول تذكر صاحبه

بشمهندس محمود هو أنا اه فاكره بشمهندس حسام أصله جيه امبارح يسأل عنها ونسيت ابلغك يا بني يا سعاد افتكري ومتلغبطيش الاسامي ببعضها

حسام هو كمان في حسام..

تراجعت السيدة سعاد للخلف بعدما كاد الطبق يسقط منها

كام واحد هيظهر من معجبين الهانم وأنا معرفش

ارتسم الذعر فوق ملامح السيدة سعاد وسرعان ما كانت ملامحها تسترخي تحكي له عنه بسجية

يا بني بشمهندس حسام.. مديرها في شغلها وميادة هانم هى اللي بعتته يسأل عنها قولتله إنها تعبانه شويه ونايمة والراجل شرب قهوته ومشي بس شكله عينه من ميادة هانم..أنا أه كبرت وعجزت لكن نظرتي مبتخيبش

ابتعد جسار عنها حتى لا ټخونه الكلمات ويخرج حديث بذئ منه دار

 

حول نفسه ينظر نحو الدرج.. إنه يقاوم ذلك الشعور الذي يدفعه للصعود إليها

بشمهندس محمود مدرس بسمه في المعهد..

سكنت ملامح وجهه وقد تهللت اسارير السيدة سعاد بعدما تذكرت أخيرا هذا الرجل

مش قولتلك يا بني عينه من بسمة شوف عشان غابت عن حصصها أسبوعين جيه يسأل عنها ومستحملش غيابها

تجمدت السيدة سعاد في وقفتها تراه وهو يصعد الدرج بخطوات عجولة دون أن يهتم ببقية حديثها

.....

توقف مكانه ساكن الحركة

يزفر أنفاسه رويدا رويدا بعدما فتح باب الغرفة

انخمدت تلك النيران المشټعلة داخله فعن أي وعيد يتوعده لها.. وهو من كان يخبرها أن حياتها الخاصة ملك لها وأن زواجهم ما هو إلا فترة مؤقتة

هل اهتم يوما أن ينظر في اصبعها الخالي من خاتم الزواج هل فكر أن يعرف بماذا تخبر الناس عن حياتها بسمه الفتاة أم بسمة الزوجة المؤقتة في حياة رجل يرفضها في عالمه 

هل جاء اليوم ليبحث عن حقه فيها وأين كان حقها هى 

اطبق فوق جفنيه لعلا يمنح عقله السلام من ذلك الصراع الذي صار يعيشه بعدما زالت الغشاوة عن عينيه وقلبه 

استدارت إليه بعدما انتبهت على وجوده بالغرفة وعادت تنظر للمرآة تكمل تمشيط شعرها الرطب بفتور

أصوات أنفاسه الهادرة اخترقت أذنيها ولكنها ظلت مثله واقفة مكانها تمشط شعرها فى شرود. 

فتح جفنيه بعدما هدأت عاصفة أفكاره وقد التقطت عيناه حركتها نحوه بخطوات تحمل الفتور اقترب منها وهو يرى عدم قدرتها على تمشيط خصلاتها المجعدة ..

خليني اسرحهولك يا بسمه..

لم ينتظر منها أن تمنحه قبولها بل بادر بأخذ المشط منها.. وببطئ اخذ يحرك المشط الذي تشابك مع خصلاتها

عيناها تعلقت بأنعكاس صورته وقد ازداد قربه منها حتى يتمكن من تمشيط خصلاتها

شعري وحش

خرجت الكلمات منها بالصعوبة تغمض عيناها تتذكر سخرية فتحي الدائمة عن شعرها المجعد

توقف يده عن عملها ينظر إلى عينيها المغلقتين وضغطها بقوة على طرفي شفتيها حتى تمنع ارتعاشهم

مين قالك إن شعرك وحش يا بسمه بالعكس شعرك جميل وطويل..أنت جميله يا بسمة بجمال خاص بيك لوحدك 

احتضن كفه خصلات من شعرها يرفعهم نحو أنفه يستنشق رائحة الغسول المنبعثة منه

صوت فتحي بدء صداها يتلاشى عنها بعدما اخترق صوت اخر أذنيها صوت دافئ انتشلها من صراعها مع لمسات حانية هى في حلمها الجميل مع ذلك الرجل الذي نسجه عقله لها 

فتحت عيناها لترى صورة الرجل الذي اقترب منها لتتجمد عيناها وهى تراه واقف أمامها

أصابه الجمود من شدة الصدمة وهو يراها تنتفض مبتعدة عنه وكأنها فاقت للتو من تلك الغيبوبة التي يأخذها إليها عقلها

عاد الخۏف يحتل عيناها تنظر حوله تبحث عن طيف هذا الرجل

هو راح فين

بنبرة متعلثمة مهزوزة خرج الحديث من شفتيها تدور بعينيها هنا وهناك

 كان شبهك صوته زي صوتك لكن مكنش أنت

إنها عادت تتحدث تتحدث بكلمات أډمت قلبه..

مافيش غيرنا في الأوضة يا بسمة..

اقترب منها فاخذت تتراجع مبتعده عنه وقد علقت عيناها بالمشط الذي قبض عليه بيده المچروحه

ازدرد لعابه في مرارة فعيناها النابضتين بالحياة انطفئ بريقهم..

أنا خذلتك زيهم لكن ڠصب عني أنت ډخلتي حياتي في الوقت الغلط.. كنت بنتقم فيكي من نفسي ومن جيهان.. جيهان اللي دفعها رسلان في حياتي عشان يرجع ملك ليه.. جيهان كانت شبه مراتي يا بسمه حاولت اعيش معاها اللي كان نفسي أعيشه مع ريماس.. كل حاجه في حياتي خسرتها لكن المرادي مش هخسر تاني يا بسمه.. انا فعلا غبي لأني فاكر ديما عقلي هو اللي صح في اختياراته..

جسار ابن عبدالرحمن الراجي لازم يختار كل حاجه مميزة يدخل الشرطة عشان يفضل اسم العيلة ديما مرموق ويبقى زي باقي أفراد العيله اختياره للزوجة لازم يكون مميز ما هو مش أي حد هو جسار الراجي..عقلي رفضك يا بسمة رفضك في كل مرة كان قلبي بيحركني ليكي.. قلبي شايفك البنت الشريفه بنت كبرت قبل أوانها

تم نسخ الرابط