رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
عليك كان عندي عشاء عمل مهم ومعرفتش انسحب غير بصعوبة
اتكأوا سويا على مقدمة السيارة وقد اتخذوا لحظات من الصمت كل منهم سابحا في أفكاره
كاميليا هانم محتاجه وجودك جانبها يا رسلان
بحاول أعمل اللي عليا يا سليم وازورها يوميا لكن أعيش هنا تاني مبقاش ينفع أنا مرتاح في مكاني الجديد
أنت عجبك حالك كده أنت بتسافر يوميا أربع ساعات
ده اريح ليا وليهم يا سليم شكل عزالدين باشا وصاك إنك تكلمني
تنهد سليم زافرا أنفاسه يمد يده نحو سترته حتى يخرج سيجارته نافثا هذه المرة أنفاسه المعبئة بالدخان
البعد مش حل يا رسلان هما محتاجينك زي ما أنت محتاجهم أنا عارف إن كاميليا هانم غلطتها متتنسيش لكن الزمن بيداوي
اخترقته الكلمات ينظر إليه بنظرة مستخفة فمن الذي يحادثه اليوم هل سليم الذي لا يغفر لأحدا بسهولة
أنت لحد دلوقتي مش قادر تسامح أهلك يا سليم بتطلب مني أنا اسامح
تصلبت ملامح سليم يطبق فوق سيجارته بين شفتيه يحدق ب رسلان الذي لم يحيد عيناه عن مطالعة ما أمامه من عتمة
سكت ليه يا سليم عرفت بقى إن الأشعارات اللي حفظنها وكلام العقل والواجب في أوقات مبنقدرش نتقبلهم رغم إننا عارفين إن هو الصح
سحق سليم سيجارته أسفل قدمه يخرج سېجارة أخرى يدسها بين شفتيه
متقارنش أهلي مع أهلك يا رسلان لان المقارنة مش عادلة صدقني هما آه غلطوا زي أي أهل ممكن يغطوا لكن في المقابل قدموا كتير من التضحيات مستعدين يتخلوا عن عمرهم عشان يشوفوا سعادة ولادهم ويعتذروا منهم إنهم اختارولهم تعاستهم بدل سعادتهم لكن أهلي أنا مكنوش عارفين يعني إيه تضحية أنا رباني جدي والخدم يا رسلان
وبتهكم مرير أردف
و أتربيت في بيتكم شويه وسط أهلك ومع اخواتك
طالعه رسلان بندم فهو اكثر من عاش مع سليم طفولته ومراهقته قبل أن تفرقهم السنوات ويبحث كل منهم عن أحلامه
أنا بتكلم معاك النهاردة عن السماح وأنا عارف إنك محتاج وقت عشان تقدر تنسى وده اللي بلغت بي عزالدين بيه
سليم معقول هتكون أخدت على كلامي
اسرع رسلان في جذب ذراعه ينظر إليه أسفا على ما قاله
تفتكر أنا ممكن أزعل منك يا دكتور خلينا نمشي لأني واعد فتون أرجع البيت بدري وأه عدينا منتصف الليل غير أنت لسا قدام طريق طويل
خد ملك واعملوا عمره يا رسلان اكيد هتلاقوا الراحه هناك لسا عندكم فرصه في نعمة تانية متضيعهاش من ايدك من قنوطك.. أنا اللي هقولك ده يا رسلان
منذ مدة لم ټخونه شفتيه ويبتسم هكذا رغم المرارة التي يتجرعها كلما وقعت عيناه على صغيره وعليها
الزمن بيغيرك للأحسن يا سليم لكن أنا للأسف عمال أتغير لنسخة مني أنا معرفهاش
ابتسم سليم على ذلك المديح الذي خرج في إستهزاء من صديقه
طول عمرك شايفني صديق سوء بس مافيش مره عرفت اخدك لطريق السوء لحد ما توبت
وسرعان ما كانت تطرء ذاكرته تلك الفتاة التي تخلص منها بصعوبة في ذلك العشاء وعلى ما يبدو أن مديرها مشدد الوصايا عليها بأن تقترب منه وتغويه ولكنها للأسف تلاعبت مع الشخص الخطا شخص يفهم النساء من نظرة واحدة
الشركة اللي داخله معايا في المشروع الجديد عندهم سكرتيرة مش عارف احدد أنهى دوله اللي عملت خلط مع دولتنا وجابت الإنتاج ده ما الإنتاج ده مش معقول هيكون إنتاج مصري
اتسعت عينين رسلان ذهولا فمنذ لحظات كان يمتدحه
وطبعا أنت بتحب الجمال وبتضعف قدامه يا ابن النجار
تعالت ضحكات سليم بعدما أستمع لتلك العبارة التي لم يقولها له رسلان منذ زمن
بحب الجمال اه وبقدره لكن مبضعفش غير قدام فتون
صعد كل منهم سيارته يلوح له سليم بيده قبل أن يتحرك
خليك شجاع النهاردة واحكي لفتون عن خارقة الجمال يا ابن النجار
تعالت ضحكات سليم مجددا بعدما استمع لعبارة رسلان وانطلق بسيارته يسابقه
بتحدي أسرع سليم بالقيادة حتى أصبحت السيارتين تسير كل منها جوار الأخرى
تفتكر إني هخاف أحكيلها
ضحك رسلان أخيرا وقد تبدل مزاجه هذه الليلة وأصبح الطريق أمامهم ك ساحة سباق
هستنا أعرف نتيجة الإعتراف
.......
دلف للمنزل ومازال عقله يشغله برؤيته لخديجة النجار حتى هذه اللحظة لا يصدق أن العلاقة بينها وبين شقيقه وصلت لهذا الأمر
لقد ظن شقيقه هو من يسعى إليها لأنه يعلم تماما نزواته مع النساء وبالتأكيد هذا القرب كان مخطط له من قبل إنه ابن منال وجودة النعماني فماذا سينتظر منه
شعر بأن عقله سيتوقف من شدة التفكير فلو شقيقه عابث بجدارة فخديجة النجار لم يرى بحياته أمرأة قوية مثلها لقد لهث الكثير خلفها منتظرين منها نظرة رضى
حاسس إن
عقلي هيقف ياريتني كنت طلعت وراها وشوفت بنفسي لا لا كده احسن.. لازم أواجه الاستاذ لوحده أنا دلوقتي فهمت سبب تعطيل الشغل
مسح فوق وجهه لعله يفكر في كيفية إنهاء تلك العلاقة قبل أن ينفضح الأمر وتعلم به الصحافة
كاظم
خرج من شروده على صوت جنات الناعس وقد علقت عيناها بذلك الكيس الذي به ما تشتهيه
أنت جبتلي البرقوق
واسرعت في التقاط الكيس تلتهم أول حبة دون أن تهتم بغسله
أنت بتعملي إيه استني اغسله ليكي مش معقول صاحيه لحد دلوقتي مستنيه البرقوق لا و أول حاجة جريتي عليها
تمتم عبارته الأخيرة حانقا واردف
بدل ما تسألي عن سبب تأخيري
كان يهتف عباراته متذمرا وهو يغسل لها حبات البرقوق وقد التقطت الطبق منه فور أن أنهى غسله
طالعها مدهوشا من هيئتها وهي تلتهم واحدة وراء الأخرى متلذذه بالطعم
أنت بتبصلي كده ليه
ارتفع حاجبي كاظم في دهشة فهل تسأله لماذا ينظر إليها هكذا
بصراحة مصډوم
بيتهيألي إن الكلمه ديه فيها إهانة ليا
إهانه ! أنا شايف إننا تجاوزنا الموضوع ده يا حببتي الأفضل إني اسيبك مع طبق البرقوق اللي بسببه بقالي أربع ساعات بلف عليه عشان نفسك فيه
خرج حانقا من المطبخ تنظر إليه مسبلة الجفون لا تصدق إن تأخيره كان لهذا السبب
يعني أروح اصالحه ولا أعمل إيه خلاص هروح اصالحه ضميري بدء يوجعني غير إني مش هعرف أنام غير في حضنه
وسرعان ما كانت تحدق في بطنها التي ظهرت ببروز صغير لا يكاد يرى
أنت السبب في ضعفي ده معاه بقيت أحب ريحته وحضنه
واردفت حانقة من حالها
عندهم حق اللي قال علينا إحنا مش عارفين عايزين إيه
حملت طبقها تمقت ضعفها وتراجعها عن أي قرار اتأخدته في هجره.
وجدته يتسطح فوق الفراش عاري الصدر فالتهمته بعينيها كعادتها هذه الأيام ورغم إنه كان لا يحب إحراجها حينا تفضحها عيناها إلا إنه اليوم قرر إحراجها عقاپ لها
للأسف أنا النهاردة مش هقدر ألبي الدعوة اللي شيفها في عينك
واقترب منها بعدما رأى إتساع حدقتيها وقد ضبطها في جرمها
أصل عقلي مشغول في حاجه مهمه وعايز أنام
مسح فوق خدها يلتقط باليد الأخرى واحده من حبات البرقوق الذي التهمت أغلبه ولم يبقى منه إلا القليل.
تجمد كل شئ حولها تنظر ليدها التي لطمت خده دون قصد منها لا تستوعب كيف فعلت هذا فهي تعلم