رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
الحيلة وبختها قليل
تمتمت بها السيدة سعاد وهي تفرك يديها قبل أن تتمالك خۏفها من غضبه وتدلف غرفة مكتبه تترجاه أن يعفو عنها فهي لم تفهم شيئا من حديثه عن هذا الرجل الذي تريد الذهاب إليه
وجدته واقف أمام الشرفة يطالع الحديقة يزفر أنفاسه بزفرات مسموعه
يا بني أنت لومتني لما ظنيت فيها السوء البت غلبانه واغلب من الغلب ولا بتروح في حته ولا بتكلم حد.. ديه يا حبة عيني عايزه تشيل همها وعبأها من عليك فحبت تعمل مشروع من علي التليفون تقدم وصفات عن الطبخ
حاولت تذكر اسم التطبيق ولكن عقلها لم يسعفها لتدلك جبهتها لعلها تتذكر متمتمه
كانت جايه تستأذنك تسمح ليها تنفذ مشروعها في المطبخ .. وكانت يا حبة عيني محرجة منك.. وأنا اللي شجعتها قولتلها جسار بيه قلبه طيب
واردفت متحسرة دون أن تنتبه لالتفافه نحوها وتقدمه منها
بس انا الغلطانه.. شيفاك مضايق.. ليه افتح معاك الموضوع
توقفت عن الكلام وهي تراه يغادر الغرفة دون حديث وكأنه لا يهتم بحديثها ولكن الأمل قد عاد إليها وهي تراه يستمع للحارس الذي وقف قبالته بأنفاس لاهثة يخبره عن سيرها في الطريق وحيدة بحالة مزرية.
شعر بالتهكم من حاله وحالها وهو يسمعها تخبره بأن لقائتهم لابد أن تقل هذه الأيام حتى لا ينتبه أحدا على علاقتهما.
كانت منذ لحظات غارقة معه في بحر اللذة .. ولكن وقت ان انتهى لقائهم فوق الفراش الذي أصبح وحده هو طريق قربهم وتعريها من مظهر تلك المرأة التي دفنت نفسها داخلها
ابتعد عنها وقد جمده طلبها يدس سيجارته بين شفتيه حانقا من تلك القواعد التي تضعها في علاقتهما
جوازنا ومش عايزه تعلني عنه وسكت وقولت مش مهم دلوقتي.. لحد ما نمهد الموضوع .. و دلوقتي تقوليلي بلاش نتقابل الفترة ديه.. طبعا خديجة هانم النجار مظهرها مهم قدام الناس
أمير حاول تفهمني
اقتربت منه وقد بات القلق يعرف طريقه نحو حياتها
جوازنا غلط يا أمير وأنت عارف ده كويس
احتدت عيناه فعن اي خطأ تتحدث عنه.. وهي التي وحدها من اتأخد طريق الحلال معها ولكنه كان يعلم أول اسباب هذا الخطأ فور أن اطرقت رأسها أرضا وكأنها تشعر بالخزي من حديثها
الناس هتشاور وتقول اتجوزت مجرد عيل بالنسبه ليها ديه مش سنه ولا اتنين ولا تلاته.. ده عمر
وهل يخجل هو من ذكر ذلك الفارق بينهم فلو خجلت لن يخجل هو.. فهو من سعى وركض خلفها ليتزوجها.. اجتذبها نحوه يخرصها پجنون مشاعره.. يخبرها بتوقه الشديد إليها إنه لا يرى فارق العمر بينهم عائق
قرارنا كان غلط غلط
هتفت بضعف بعدما عاد وأثبت لها إنها بحاجة إليه.. بحاجة لتلك المشاعر التي يقدمها لها
ابن اخوكي اتجوز شهيرة الأسيوطي وفرق بينهم عمر برضوه وخلف منها مافيش حاجة بتكون غلط يا خديجة ما دام في الحلال.. أنت اللي عايزة تشوفي علاقتنا غلط
المجتمع والناس
عمر ما حد فرق معايا.. طول عمري بعمل اللي أنا عايزه
وبثقل كانت تخرج الكلمات من بين شفتيها
إحنا مجرد نزوة في حياة بعض يا أمير أفهم بقى
تركها تهذي بكلمات عدة جعلها تتنبأ مستقبلهما وعن نهاية علاقتهما أصاب الجمود ملامحه فهو لا يراها نزوة ولو كان ظن في البداية هذا الأمر لكن بعدما عرف هوية مشاعره نحوها..تأكد أن زواجهم ابعد عن أن يكون نزوة
لو ده تصورك عن علاقتنا فأنا مش شايفك نزوة يا خديجة..
افهم بقى أنت ليه عايز تصعب الموضوع.. أحنا لازم ننفصل.. أنا مش هنفع اكمل في علاقة نهايتها فشل
تركها وكأنه لم يستمع لحديثها التقط سترته وسار نحو الخارج..فقد اعتاد على تقلباتها وهو رجلا صبورا للغاية.
انسابت دموعها وهي تمسح فوق فرو القطة التي أخذت تحوم حولها.. فالقطه على ما يبدو جائعة ولكنها لا تملك شيئا تعطيه لها..
معيش حاجة ادهالك لا عندي مكان اخدك فيه ولا معايا اكل ادهولك.. أنا زيك بالظبط رموني صحاب البيت لأن مكاني هو الشارع
خرج مواء القطه وانكمشت بجسدها قربها وقد فهمت سبب اقترابها منها فلم تكن تريد طعام بل أرادت الدفئ
أنا كمان زيك بردانه ومش عارفه هروح فين ولا اعمل إيه
وپخوف أخذت تلتف حولها فقدت أشتدت الظلمة في المكان وعم السكون الذي يبث الخۏف وارتفعت أصوات الرياح ولم يعد يسير أحدا بالطريق
استندت على السياج التي تحيط أحد المنازل التي يبدو أن اصحابها لا يسكنون بها.. واغمضت عيناها تحلم بدفئ الفراش ويد والدها تمسح فوق ظهرها يطمئنها أن كل شئ سيكون بخير
توقفت سيارة عنتر الذي قرر أن
يمر من هذا الطريق الليلة وكأن شئ داخله حركه لهنا.. بعدما غادر المشفي بوجه مكدوم متوعدا لجسار.. حدق دون تصديق بذلك الجسد الذي يعرف تماما صاحبته.. غير مصدقا أن حدسه قد صدق وألقى بها السيد المغرور بعدما ضغط على أكثر الأمور التي يهتم بها.. سمعته
علقت عيناه بها ولأول مرة منذ تلك الليلة التي توفت فيها والدته.. يشعر بتلك الرجفة وذلك الشعور.. إنه الذنب
الذنب الذي أسره لسنوات بسبب ۏفاة والدته.. يوم أن لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما استمعت لخبر اعتقاله لعام بعد أن طعن أحد زملائه بسبب مشاجره.
اغمض عينيه والذنب يخترق كيانه فقد طردها ذلك الأرعن في منتصف الليل..
ارتفعت وتيرة أنفاسه .. مقررا داخل نفسه إنه سيحميها حتى من نفسه
ولكنه عاد لمقعده يقبض فوق عجلة القيادة بقوة وعيناه عالقة بترقب بجسار الذي وقف بسيارته قربها
اركبي يا بسمه
ولكن الصمت وحده ما كان يتلقاه منها ضمت القطه بشدة إليها تشيح عيناها بعيدا عنه.. وصدى صوته وهو يلقي بها خارجا دون ذنب اقترفته يتردد داخلها
قولت اركبي
احتقنت ملامحها وهي تراه يقبض فوق ذراعها فاحتدت عينين عنتر بشدة وهو يطالع المشهد.. ولكنه أراد الانتظار حتى يعلم هل ستعود معه ام سيكون لها قرارا أخر
ابعد ايدك عني
تعالا صړاخها وهي تدفع يده عنها تسير مبتعده ولكنه وقف ېصرخ بها
هتروحي فين قوليلي هتروحي فين.. لو عايزه تروحيله أنا هوديكي ليه
توقفت مكانها فقد عاد لنفس هذيانه.. يخبرها بنفس الكلمات.. فهل يتهمها بشرفها بعدما طردها.. لم تشعر بحالها إلا وهي تندفع صوبه تدفعه بكل قوتها
إلا شرفي اوعاك تفكر إني ضعيفه.. الحوجة هي اللي اجبرتني اعيش عند واحد زيك
تمالك توازنه من أثر دفعتها التي لم يكن يتوقعها.. وبقوة عادت إليه تدفعه مجددا تغرز اظافرها في وجهه
أنا عندي الشارع اهون من أني اعيش تاني عند واحد زيك واحد ميعرفش يعني إيه رحمه..
وبصعوبة حاول تفادي هجماتها يقبض فوق كفيها ويكمم فمها بعدما رأي أحدى الشرفات تفتح..
ألقاها داخل سيارته وقد تجمدت عينين عنتر بالمشهد وقبل أن يستوعب فعلته كان يتحرك بسيارته مبتعدا بها عن المنطقة
عرفت يديها طريقها نحو كل أنش بوجهه فقسوته ولدت داخلها كل مشاعر الڠضب نحوه.. بعدما كانت تحب أن تظهر له بمظهر الفتاه الضعيفة التي بحاجة لحمايته ولكنها كانت حمقاء فلم تجني إلا الذل والهوان
وقف العربيه ديه بدل ما اصړخ واقول أنك خطڤني
ابعدي ايدك يا مجنونه هنعمل حاډثه
لم