رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

يابنتي.. مدرس اد الدنيا وراضي بظروفك وميعرفش عننا حاجة بعد ما حسن الله ينتقم منه فضحنا في البلد وخلانا نطفش منها 

 اوعي تقوليلي إن الست عبلة لسا برضوه شايفه إن طلاقك عار وأنك عمرك ما هتلاقي اللي يرضي بيكي 

 أنا تعبت يا جنات .. 

واردفت تنظر لتلك التي تطالعها بنظرات تحمل الدفئ

 هو انا ليه مينفعش اعيش زي اللي ف سني.. ليه كبرت قبل الأوان 

 مافيش حاجة أسمها كبرت قبل الآوان يا فتون.. إحنا اللي بنكبر ونعجز نفسنا 

واتسعت ابتسامتها تنظر إليها بأمل 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

 خلصتي الثانويه العامه اللي كنتي بتحلمي بيها وهتدخلي كلية الحقوق زي ما اتمنيتي.. والدك رغم متعقداته إلا إنه بقى واقف في ضهرك وعايز يشوفك زي ما بتتمني.. الجمعية هتساعدك في مشروع المطعم يعني كل حاجة كنتي عايزه تحقيقها بتحققيها يافتون 

واستطردت بحديثها مازحة 

 إلا لو كنتي انتي غاويه نكد 

ورغما عنها كانت تضحك وتنسى أوجاعها تنسى الأعوام التي مضت من عمرها.. تنسى تلك الليله بتفاصيلها 

 يلا ننام بقى عندي مقابله شغل بكره

 إن شاء الله هتتقبلي محدش يضيع منه حد زيك 

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

اتسعت ابتسامة جنات ترفع من هندام منامتها تهتف بمزاح 

 طبعا محدش يلاقي مني اتنين 

استيقظ من سباته يلهث أنفاسه ينظر حوله ويمسح حبات العرق فوق جبينه.. هدأت أنفاسه رويدا حتى بدء عقله يعود لواقعه.. مازالت ذكرى الحاډث في أحلامه ذلك الحاډث الذي نجا منه بأعجوبة أخبره بها الأطباء.. لقد كتب له الله حياة جديدة.. حياة كانت كالفرصة إليه 

نهض من فوق الفراش متجها نحو دورة المياة يتوضأ وخرج بعدها ينشف وجهه يستعد للصلاة.. أنهى صلاته ينظر نحو صغيرته الواقفة تمسح دموعها وتحمل دميتها الصغيره تهتف اسمه 

 بابي... حلم وحش يا بابي أنا عايزه انام معاك 

واندفعت نحوه ترتمي بين ذراعيه بعدما فتح لها مكانها وحدها .. إنها الهبة الأخري من الله... خديجة الصغيرة صغيرته التي لم يعلم بوجودها إلا بعد ولادتها وبعد حادثته .. يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله يوم لا ينسي ولا ينساه عندما دلفت إليه شهيرة تحملها بين ذراعيها تنظر إليه و إلى تلك التى هي قطعة منه 

بابي كفايه نوم 

ضحك رغما عنه وهو يدغدغها 

 بابي يلا ننام.. بابي كفايه نوم.. بابي مش عارفه يعمل ايه من ديدا هانم 

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

 ديدا حلوه بابي زي ديدا 

لثم وجنتيها المنتفختين يتذكر خديجة الكبرى عمته والتي تشبهها أبنته وكأنها نسخة مصغرة منها 

 طبعا يا حبيبت بابي.. 

ونظر إليها متسائلا بعدما اخذت تداعب لحيته بأناملها الصغيره 

 فين الداده بتاعتك

طرقات على باب حجرته جعلته ينظر نحو الطارق ثم دلوف مربية صغيرته التى جاءت ركضا تبحث عن الصغيره 

 كده يا خديجه سيباني أدور عليكي وانتي عند البيه 

 مافيش مشكله يا مدام ألفت خدي نفسك براحه 

وداعب خدي أبنته التى اخدت تنظر إليه ببراءة 

 حبيبت بابا مش عارف طالعه شقية لمين 

اتسعت ابتسامة السيدة ألفت وهي تنظر إليه.. لا تصدق أن هذا هو رب عملها القديم لقد عادت إلى خدمته بعدما لم تعد تتحمل العيش مع أبنها وزوجته عادت لتربي أبنته ورغم كبر سنها إلا إنها كانت الوحيدة التي أستأمنها على صغيرته .. 

سليم النجار اب حنون وزوج رائع ولكن لا تعرف أن تضع لزواجه مسمى.. فشهيرة أبعد من أن تكون زوجة وأم هي سيدة أعمال بارعة ليس إلا 

 خليهم يجهزوا الفطار يا داده.. 

ونظر نحو أبنته محذرا 

 ديدا متتعبيش دادة ألفت.. عايز اخرج من الحمام وانزل الاقيكي على الفطار ومسرحه شعرك ولابسه هدوم نضيفه 

والصغيرة كانت تستمع بإنصات توافق على أوامره.. تتجه نحو مربيتها بعدما هندمت منامتها الصغيرة وأعطت كفها لمربيتها وكأنها

 

لا تبلغ من العمر ثلاث سنوات وبضعة أشهر 

صباحه كان مبهج وهو يهبط الدرج بعد نصف ساعه يتحدث في هاتفه وعيناه على صغيرته التى تركت مربيتها وطعامها الذي تناثر بقاياه حول فمها قبل أن تمسحه لها مربيتها..ابتسم وهو يكمل مكالمته ورفعها إليه..

أنهى مكالمته ينظر إليها ويلتقط المحرمة الورقية من السيدة ألفت التي طالعته بقلة حيلة يمسح لها شفتيها 

 مش قولنا لما نكون بناكل منسبش أكلنا لغير لما نشبع 

 ديدا شبعت الحمدلله.. بس هتاكل تاني معاك 

ضحك كما ضحكت السيدة ألفت.. اتجه بها نحو المائدة فاسرعت الخادمة في وضع فنجان قهوته أمامه وهو منشغل في وضع المحرمة فوق ثوبها وملئ طبقها لتنعم صغيرته بفطور اخر معه 

 حمدلله على السلامه يا هانم 

صدح صوت الخادمة بالترحيب بسيدتها التى القت نحوها سترتها 

 حبيبي وحشتني 

لثمت خده وانحنت نحو صغيرتها تلثم خدها وتخبرها عن شوقها لها 

 حمدلله على السلامه يا شهيرة 

القى كلماته وهو يغادر.. لتقف تطالع أثره بجبين مقطب وسرعان ما عادت ملامحها لوضعها تزفر أنفاسها.. فما الجديد في علاقتهما إلا التباعد والفتور 

 نجهز فطارك يا هانم 

رمقتها شهيرة بعدما وقفت بخطواتها أمام الدرج 

 المفروض تكوني فوق بتجهزيلي الحمام.. مش واقفه لسا بترغي 

أسرعت الخادمه أمامها وأكملت هي خطواتها غير عابئة بنظرات صغيرتها العالقة بها.. فوقفت السيدة ألفت تطالع الصغيرة متنهدة بحزن.. فسيدة المنزل لا تهتم إلا بنجاح شركات والدها وإثبات تفوقها على شقيقها عزت والتنافس بينهم بمن يستحق تولي إدراة الشركات 

.............

خطواتها نحو حلمها كانت تقترب وهي تنظر نحو اللافته المعلقة عليها اسم كليه الحقوق جامعه القاهره 

الطالبه فتون هكذا أصبح اسمها ولم تعد تلك الخادمة ولم تعد تلك التي شوهها حسن من الداخل ولم تعد تلك الحمقاء الصغيرة التي ترى الرجال من الخارج أبطال خرافية

انتهى اليوم الأول الذي كانت ترهبه.. لم تندمج مع أحدا ف مازالت تشعر بالغربة وسط الناس... تشعر من أعينهم وكأنهم يعرفون قصتها 

عادت للشقة التى تعيش بها مع جنات تضم كشكولها تزيل حذائها وترخي من حجابها وقبل أن تفكر بما تعده لهما من الغداء كان رنين هاتفها يعلو برقم والدها الذي فور أن هتفت باسمه جاءها رده 

 حلوه الجامعه يا فتون.. هتبقى اكبر محاميه ف البلد وتاخدي حقوق الناس من الظالمة 

حديثه البسيط الحالم معها اطربها.. ولكن سرعان ما عادت الخيبة ترتسم فوق ملامحها 

 بدل ما تقنعها يا خويا تتجوز بتشجعها على العلام.. هتاخد ايه منه بس 

بس يا وليه بطلي ندب خليني اعرف اكلم البت... ها يا بشمحاميه 

اطربها ذلك اللقب الذي نداها به والدها... فاغمضت عينيها تستشعره داخلها لعله يزيح ذلك النقص الذي تدمغه بها والدتها بأنها لم تعد فتاة كباقي الفتيات 

 اختك رحمه بتقولك إنها كلها تلت سنين وتجيلك الجامعه... بتقولك هتذاكر كويس 

ازالت تلك الدمعة التى انسابت على وجنتها تستمع لحديث شقيقتها عبر الهاتف والذي يخبرها به والدها 

 بابا متشلش هم دروس رحمه... أنا شغلي ماشي كويس هنا والجمعية بتساعدني 

 ربنا يبارك فيهم يا بنتي ويستر طريقهم

تم نسخ الرابط