رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
كانت عكازه.. عامين إستمر فيهم زواجهم كانت خير رفيقة له ولكن زوجة حقيقة لم تكن.. رغم إنه كان ينسجم بعض الشئ معها ولكنها لم تسمح ويا للحسرة إنه مازالت تحب ذلك الذي تزوج شقيقتها وانجب منها رسلان الرجل الذي قبله عاشت مکسورة الفؤاد وبعده أصبحت حطام أنثى..
الرجال فحياتها يبحثون عن راحتهم... يقدمون لها القربان ثم يتركونها في المنتصف او في الحقيقه هي الخائبة لا تفعل كما يفعلون الأخريات
أنتي لسا واقفه يا ملك..
هتف اسمها فاقتربت منه تسأله
انت كويس يا جسار.. امبارح مكنش فيك حاجه
طالع جيهان ينظر نحوها بحب يهتف مازحا
يا سيتي جيهان النهاردة عدت عليا عشان نخرج نفطر سوا.. لقتني بعطس كام عطسه عملتلي حكاية
كده يا جسار.. انت مش شايف نفسك تعبان..
تذمرت حانقة وتركت الطبق من يدها غاضبه ولكن سرعان ما التقط يدها يلثم راحة كفها
حببتي شكرا إنك معايا... حقيقي يا جيجي وجودك غير حياتي
ويا لها من حسرة وهي تنظر نحوهما
هاتي يا ملك الورق امضي لأن شكل جيجي هتفضل معطلانا كتير
قالها بمزاح فابتسمت جيهان بنصر.. ها هي تظهر بصورة المرأة التي يرغبها الرجال كأمثال جسار.. مرأة محبه لطيفة مرحه تبحث عن راحته
وادي الورق يا ستي.. في حاجه تانيه محتاجه توقيعي
لململت الأوراق تنفي برأسها
انت كويس دلوقتي يا جسار.. مش محتاج مني حاجة
انا موجودة معاه
هتفت جيهان عبارتها تضم نفسها نحوه بقلة حياء.. فلم تعد عينيه تتعلق ب ملك كما كان يفعل من قبل إنما عينيه كانت مع تلك التي لفت خيوط لعبتها بإحكام
انسحبت من أمامهم بعدما شعرت أن وجودها ليس مرحب به
ملك هانم.. ملك هانم
في حاجة يا فهيمة
أطرقت الخادمة عينيها
أنتي والبيه مش هترجعوا لبعض يا هانم
واستطردت في حديثها تخبرها عن مخاوفها
الست ديه قلبي مش مريحني ليها يا هانم.. ديه استغفر الله العظيم بقت اغلب الوقت مع البيه حتى أوضة نومه بقت تدخلها وحضرتك اكيد فاهمه يا هانم
..............
طالعت السيدة سحر سعادتها وهي تجول بعينيها بينها وبين عقد الإيجار
يعني من بكره اقدر افتح المطعم...
اماءت السيدة سحر برأسها سعيدة لسعادتها
ايوه يا فتون.. ده عقد إيجار المطعم.. طبعا الجمعيه متكفله بكل حاجة لحد ما تقفي على رجلك..
سعادتها اليوم لا توصف وهي تحلم بغد افضل لها ولاشقائها دون الحاجة لأحد
بكره في حفله الجمعية عملاها يا فتون... الحفله ديه مهمه .. رجال أعمال وصحافه ناس كتير هتكون موجوده وهيكون في تكريم ليكم منهم
حفله
تسألت برهبة... فالتقطت السيدة سحر رهبتها من رجفة نبرتها فنهضت عن مقعدها تقترب منها تطمئنها
الحفله ديه عشان تثبتوا ان كل ست تقدر تقوم وتواجه من تاني.. وإن حياتها من غير الراجل ممكن تكمل.. حكاية كل ست فيكم يا فتون هتكون دافع لكل ست مظلومه
.........
تعلقت عينيها بشقيقتها بعدما وقفت جوارها طبيبتها تصف لها حالتها
مدام ناهد بقت رافضه أى تحسن.. لدرجة إنها بقت تشوف واحده من الممرضات في صورة بنتها
تنهيدة طويلة مثقلة خرجت من شفتي كاميليا... فانصرفت الطبيبة وظلت كاميليا كما هي تطالع شقيقتها
تحركت نحوها لا تعرف أتبكي عليها أم تبكي على ابنة شقيقتها التي توفت في رعيان شبابها وتركت طفلان أم تبكي على رسلان الذي يرفض العودة للبلاد
بتعملي في نفسك كده ليه يا ناهد...
كلما جاءت لزيارتها كان نفس السؤال الذي تسأله لها ولكن لا إجابه كانت تحصل عليها ولكن اليوم
رسلان فين
هتفت بها ناهد بعينين شاردتين فارتسم الحزن على وجه كاميليا وتنهدت بحسره
رسلان في إنجلترا... بقاله سنتين هناك
عايزه رسلان يا كاميليا
طالعتها كاميليا دون أن تستوعب طلبها..وسرعان ما وجدتها تنكمش على حالها تردد بصوت هامس
عايزه رسلان... ملك
..........
تعلقت عينيها بالمقاعد المصطفه والاستعدادت التي تمت في تلك القاعة المخصصة لندوات الجميعة.. تقدمت نحو رفقاءها اللاتي جمعهن هذا المكان.. حيتها السيدة سحر بإماءة من رأسها بسبب إنشغالها مع البعض... تمنت تلك اللحظة لو كانت جنات معها تشاركها تكريم اليوم
زفرت أنفاسها ببطء تستمع إلى حديث البعض من ثرثرة..
عدد الوافدين اخذ يتضاعف... فتعلقت عينيها بتلك الطاوله الموضوعه فوق المنصة التي اكتمل عدد جالسيها إلا مقعد واحد منتظر صاحبه
الأصوات بدأت تتعالا بالثرثرة اكثر فأكثر.. تشعر بتوتر شديد لا تعرف سببه ولكن كما اخبرتها السيدة سحر وجنات إنها مثال للفخر والتحدي
عادت تزفر أنفاسها مجددا ببطء
ممكن رجلك عشان اعرف اعدي
ابتسمت وهي تزيح ساقيها من أجل أن تسمح لتلك السيدة بالمرور
انتبهت على سقوط حقيبة يدها فانحنت تلتقطها وتضعها على ساقيها
تعالا تصفيق الحضور فرفعت عينيها نحو المنصة ويديها تتحرك كي تصفق مثلهم فعلى ما يبدو أن الندوة ستبدء وقد جاء الضيف المتبقي
خلينا نرحب يا حضرات بأستاذ سليم النجار.. اكبر داعم
ومساهم في الجمعية
..
الظلام تلك البرودة التي تحتل قدميها صرير السيارة وفتاه تجلس جوارها تهتف بها راجية بأنها لم تقصد
تتوسلها أن تفتح عينيها
ارجوك افتحي عينك... مكنش قصدي والله.. مكنش قصدي
وعندما فتحت عينيها كانت تلك الشابه الجميلة شاحبة الوجه تناسب دموعها على خديها
والماضي عاد لينسحب فلم يعد مكانه الآن... التصفيق يتعالا بعدما انتهت مديرة الجمعية من إلقاء خطابها
سليم بيه ممكن تقول كلمتك يا فندم
عيناها كانت جامدتين خاوية من الحياة.. والصوت يتردد داخل أذنيها
اوعي تفتكري إنى رحمتك عشان صعبتي عليا...أنا رحمتك عشان قرفان... سليم النجار ملهوش في الخدامين
التصفيق يتعالا مجددا بصخب والأصوات جوارها يتهامس أصحابها بخفوت بالإنبهار والمدح
بيقولوا إنه متجوز... يا بختها مراته.. الفلوس والعز فعلا بيخلوا الناس ولا نجوم السينما
كل ست فيكم فخر لأي ست بتتحدي ظروفها... إنتم أثبتوا لينا ولغيرنا إن لولا الظروف كنتوا هتوصلوا لكن كنتوا محتاجين الفرصه.. مافيش ست ناقصه عن غيرها
التصفيق يتعالا بقوة وإنبهار الجالسين يزداد
بقى حتت خدامه تضحك عليا..
وهكذا كان النقيض!
حاولت النهوض عن مقعدها ولكن قدميها لم تسعفها.. رغم بشاعة ما عاشته مع حسن إلا أن تلك الليلة ظلت مرسخة داخلها فقد سقط الإقناع واكتشفت الحقيقة
ف رب عملها لم يكن بطلا
شكرا سيد سليم على كلمتك.. وشكرا على دعم مؤسسة النجار لينا
توالي ضيوف الشرف كلمتهم... وهي تشاهد وتسمع تريد الإنسحاب ولكن جسدها يأبى الحركة.. حان وقت التكريم و وقت الهروب فقد فاق عقلها أخيرا من غفوته
نهضت عن مقعدها وتخطت أقدام الجالسات يمينها.. لكن توقفت مكانها وإحداهن تقبض على ذراعها
أنتي رايحه فين يا فتون.. ده أحنا هنتكرم.. اقعدي جانبي اقعدي
اجلستها عنوة تحتضن ذراعها تخبرها عن مشروع مشغلها الذي تكفلت به الجمعية وكم هي سعيدة
واسم وراء اسم كانت تهتف به السيدة سحر...
اخذت دقات قلبها تتسارع تنظر نحو المنصة ثم تدور بعينيها نحو باب الخروج
تعالت الأصوات مجددا ومن حظها قد أنسحب سليم.. اغمضت عينيها وقد عادت دقات قلبها لمعدلها الطبيعي
فتون عبدالحميد
نهضت عن مقعدها تسرع في خطواتها تخبر حالها إنها ستلتقط شهادة تكريمها وتلك الهدية الرمزية وسترحل على الفور
اتسعت ابتسامة السيدة سحر تنظر لنقطة ما خلفها وقد توقفت يدها عن إعطائها شهادة تكريمها
لا أنتي بالذات