رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
عالم أخر إنها أصبحت مثقلة بالهموم والخيبات والمخاۏف
ولم يجد بالفعل إلا ليقبلها لعلها تصمت يحاول قدر أستطاعته تثبيتها ليتمكن من تقبيلها وعدم رؤية صغيرته لقبلته المختلفة عن خاصتها
........
اغضبه أنها بالفعل شرعت في ترتيب غرفته دون أن تطالب مجددا بامتيازاتها بحياته وحقها في نيل مكانتها
ازداد ضيقه وهو يراها تنحني نحو الفراش لتزيل شرشفه وتبدله بشرشف أخر
بسمه
توقفت عما تفعله تطالع نظراته الجامدة لا تفهم سببها
أنا مطلبتش إنك تنضفي الأوضة
طالعته متعجبة فهذا ما اخبرتها به السيدة سعاد أن غرفته ليست مرتبة
لكن دادة سعاد
أنا طلبت تجبيلي الأعشاب بنفسك لكن تنضيف أوضتي المفروض في واحده هتكون مسئوله عن تنضيف البيت
طالعت خطواته القريبة منها ثم عيناه العالقة بها
مافيش مشكله أقوم بالدور لحد ما يكون في بديل
عادت لما تفعله غير مهتمه بمعرفة السبب الذي استدعاها من أجله
هنسافر يومين للأسف شركائي لما عرفوا إننا مروحناش شهر عسل قرروا يعزمونا يومين في مزرعتهم في الفيوم ومعرفتش أرفض بعد إلحاحهم
طالت نظراتها هذه نحو وسادة الفراش فعن أي رفقة يطالبها بها وعن أي شركاء
محتاجين نقعد نتكلم شويه عشان تعرفي هتتعملي إزاي قدامهم
.........
إنها تشعر بحالة من التخدير في سائر جسدها بل إنها تشعر بنوع عجيب وجديد عليها من الإسترخاء
مازالت أنفاسه الساخنة تلفح عنقها تشعر بشعور أرادت قټله داخلها ولكن الشعور كان أقوى من سيطرة عقلها عليها
كاظم أعطاها لأول مرة شعور بأنها أمرأة حقيقية و زوجة له وليست مجرد رفيقة فراش اخذها لسحابة أخرى ظنتها معدمة في الحياة الزوجية التي ارادت مغادرتها بضمير مرتاح دون التجربة ثانية
لمساته كانت حنونه همسه لكلمات محبه دافئة نطقه لاسمها ثم تلك الضمة التي ضمھا بها إليه يسألها
هل عاملها برفق أم فقد السيطرة على حاله لشدة توقه إليها
فارت القهوة كما فارت من قبل فشعرت بضيق من حالها فكأنها عروس تعيد ذكريات ليلتها الماضية فهي بالفعل حمقاء
أعادت صنع القهوة له مرة أخرى وتلك المرة كانت تقاوم ما يعيده عليها قلبها من لقطات ليلة أمس المخجلة
فوقي يا جنات كاظم مش هيحبك بالسهولة ديه انتوا مبيربطش بينكم غير علاقة جسدية وعمر العلاقة الجسدية ما توصل للحب ده أعتياد هو قدم ليك اللي شايفك عايزاه
وهل تناست أمر الطفل الذي تربط وجوده بالليلة الأخيرة التي نالها فيها بمنتهى الۏحشية
عاد كرهها لذاتها يندلع داخلها فاسرعت في صب القهوة إليه حتى تدلف غرفتها وتنفرد بحالها لتستعيد توازنها
وضعت له القهوة في عجالة فضاقت عيناه في دهشة بعدما ازاح عيناه عن حاسوبه الشخصي
جنات
توقفت مكانها تخشى أن تلتف صوبه فتعود ضعيفة
عايز اخد رأيك في المشروع الجديد مش أنت كنت شغاله في شركة سياحية قبل شغلك عند سليم النجار
استدارت نحوه فهل بالفعل يريد إستشارتها في عمله
رأها تنظر إليه في فضول فقاوم تلك الابتسامة التي داعبت شفتيه
مش معقول مش هستفاد من ذكائك
طالعته في شك فاجتذبها من ذراعها حتى يريها خطة مشروعه
طالعت ما يعرضه لها على حاسوبهفأخذت عيناها تلمع في شوق لعملها
اندمجت معه تخبره بوجهة نظرها بالبداية ظنته لا يأخذ حديثها على محمل الجد ولكن تلك النظرة التي رأته يطالعها بها أدركت أنه بالفعل ينصت إليها
مكنتش فاكر إنك شاطرة اوي كده
التمعت عيناها بسعادة وهي تستمع لعبارات مدحه
أنا كنت بشتغل في مجال السياحة لفترة طويله من ساعة ما اتخرجت
لو عرضت عليكي تشتغلي معايا هتوافقي يا جنات
ضاقت عيناها وهي تسمع عرضه فهل عرضه سيكون قائم حتى بعد أن ينفصلوا
لكن إحنا هننفصل
بعد ما نرجع مصر
رغم الضيق الذي ارتسم في عينيه إلا إنه تحكم في إخفاءه فعن أي طلاق تتحدث بعد ما صار بينهم ليلة أمس وبعدما أكتشف حملها ورغبتها في إستمرارها باخفاء الأمر عليه
تجاهل أي ضيق يحتله منها مقتربا منها فلم يعد يفصلهما شيئا سوى أنفاسهم
إحنا بنتكلم في عرض الشغل يا جنات مش في حياتنا الشخصية
بتوتر ازدردت لعابها فلم تعد إلا أنفاسهم فاصل بينهم بل وصارت شديدة الالتصاق به
يعني عرض الشغل قائم حتى لو اتطلقنا
مش بقول إننا بنتكلم في عرض شغل يا جنات
أنت مقرب كده ليه
طالع القرب الذي بينهم فهي لم تعد إلا جالسة فوق ساقيه يأسرها بذراعيه مستمتعا بنظراتها الهاربة منه ومقاومتها الواهنة
هو إحنا كده مقربين يا جنات
طالعت الوضع الذي أصبحت به تحاول دفعه عنها حتى تفر إلى غرفتها
أنت بتلعب بيا يا كاظم
داعبت ابتسامة ماكرة شفتيه هي تراه يتلاعب وهو يرى حاله يعيش تلك اللحظات التي أصبحت تداعب مخيلته معها هي وحدها من جعلته يحب ما لم يرى حاله سيفعله يوما
هو إحنا كده بنلعب يا جنات لو ديه لعبه فهي لعبة جميلة
ارادت أن تتحدث ولكنه كان الأسرع في إثبات لها جمال لعبته وشعور أخر كانت تدركه معه اليوم
ضاعت مقاومتها كما ضاعت في ليلة أمس وهو كان يغرق معها في طريق اللاعودة فلم يعد قادرا على الإبتعاد عنها ولولا خوفه على طفله لكان اثبت لها حتى أشرق الصباح بأنه بالفعل لم يرتوي منها.
.......
تهاوى بجسده فوق الأريكة خلفه وقد اختفى كل شئ من حوله من هول الصدمة أصواتهم حوله كانت تتعالا في تساؤل
ناهد والولد حصلهم حاجة يا رسلان
خرج صوت كاميليا بصعوبة بعدما سقط كأس الماء وحبة الدواء من يديها
أنفاسه بدأت تنسحب رويدا يستمع لأصواتهم وكأنها أتية من بعيد
رد عليا يا رسلان
اقتربت منه ملك وقد خانتها ساقيها فسقطت قرب قدميه تطالعه في رجاء أن يجيبها
اوعى تقولها يا رسلان اوعى توجع قلبي
تظن أنك وحدك من تتلقفك الأمواج العاتية ولكن حينا تلقي عيناك بنظرة خاطفة نحو من حولك ستجد أن الجميع مثلك يصارعون الحياة وأنفسهم بضراوة.
داعبت نسمات من الهواء خديها رغم حرارة الجو وقد احتضنت الشمس كل ما حولها بحرارتها.
كعادتها باتت مؤخرا تستيقظ في الرابعة فجرا تصلي فرضها ترتل بخشوع وردها اليومي وتظل مستيقظة حتى يشرق الصباح بنوره ثم تقف في وقفتها التي اعتادت عليها منذ أن أتوا لهذا المنزل الذي اشتراه رسلان بعيدا عن صخب المدينة.
اختارت العزلة وأختار هو أن يمنحها ما اختارته وأرادته وقد عادت إلى وحدتها وألامها وقد أبى كلاهما مفارقتها.
صوت الطيور بدء يتعالا من حولها وقد اختفت تلك الزقزقات اللطيفة التي تداعب أذنيها في الصباح الباكر حتى تلك النسمات الباردة بعض الشئ غادرتها البرودة.
ليت الضجيج وذلك اليوم يغادر ذاكرتها اغمضت عيناها وهي تشم رائحته وقد اقترب منها بخطوات هادئة
هتأخر النهاردة في المستشفى
أخبرها بعبارته الروتينية فاستدارت بجسدها إليه ودلفت من الشرفة تنظر إليه دون حديث.
إنها تحتاجه كما يحتاجها ولكن كل منهما عزل نفسه عن الأخر منذ ما حدث.
محتاجه حاجة
وبحركة من رأسها كانت تخبره إنها ليست بحاجة لشئ بل ما تحتاجه هو الراحة وعدم الشعور بالذنب لقد اخلفت وعدها لشقيقتها ولم تحافظ على أحد صغيريها
احتضنتها ذراعيه يمنحها ويمنح حاله بعض السلام شعرت بقبلته فوق رأسها ثم ابتعده عنها يسمح هذه المرة لكفيه أن يداعبا خديها بتعلثم هتفت وهي