رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

شهيرة بشدة فكيف لرجل كسليم يتزوج فتاة كانت تعمل لديه بل وكانت زوجة سائقه ابتلعت فتون غصتها وهي ترى كاميليا كيف تصافحها 

هروح اشوف ضيوفي يا سليم وأنت ارجوك اعمل حاجة في مصېبة صاحبك ديه وأفصل الناس ديه عن القاعه قبل ما ضيوفنا يمشوا 

اشتدت قبضة فتون فوق ذراع سليم الذي وقف يرمق السيدة كاميليا بجمود تهتف بتوسل 

ارجوك خليني اروح 

تلاشي سليم جمودة وارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتيه 

عايزة تروحي وأنت أجمل ست في الحفله النهاردة 

ورفع كفها يقبله لتغمض عينيها وهي تجد فلاش الكاميرا يتسلط عليهم كان متعمدا أن يفعل ذلك فغمز للمصور يشكره على فعلته التي أتت بوقتها 

افتحي عينك يا فتون 

وضمھا إليه بقوة وصغيرته متعلقه بعنقه 

أنت كامله في عيني على فكرة 

رفرف قلبها بقوة وهي تسمع همسه واصبحت ضربات قلبها تدق كالطبول ترفع عينيها إليه لا تستوعب إنه يحادثها هكذا بل ويقبل يدها أمام الملئ المحيط دون أن يخجل منها 

سليم بيه سليم بيه سيادة الوزير مضايق على اللي عمله رسلان بيه 

فاق سليم من سحر تلك اللحظة ونظرتها الممتنة التي طالعته بها وقد أعطته أملا 

ترك صغيرته أرضا ووضع كفها في يد فتون يشير نحو إحدى الطاولات 

فتون خدي ديدا واقعدوا

 

على الطربيزة اللي هناك لحد ما اتكلم مع استاذ عزمي 

ابتعد مدير الفندق فاتبعه هو الاخر بعدما اطمئن عليهما 

هنعمل إيه يا سليم بيه رسلان بيه من كام ساعه غير كل الترتيب وخلانا نقبل كل الضيوف في القاعه الكبيره من غير فصل وسيادة الوزير مضايق من اللي حصل 

ولكن سليم قطع حديثه يهتف حاسما الأمر 

اعمل زي ما رسلان أمر 

التمعت عيناها وهي ترى ضخامة الحفل بل و أوفي أيضا بوعده لأهل الحارة وأستقبلهم بالعرس دون حرج علقت عيناه بها كلما تحركوا خطوتين وسط الموسيقي الهادئة والإنارة الخاڤتة المنبثقة حولهم 

وعندما جالت عيناه عليها كانت عيناها هي الأخرى تتعلق به شعر ببرودة أطرافها بين يديه فاشدت يده فوق يدها يقربها إليه أكثر هامسا

عيشي يا ملك كل لحظة حلوه عايزك تفرحي يا ملك

وهل كانت تنتظر تلك الكلمة منه إنها بالفعل كانت ستعيشها 

تعالا التصفير كما تعالت الموسيقى لتبدء رقصتهم المتناغمة مع خطواتهم ومشاعرهم 

سرحت مع الماضي وهي تتذكر حالها عندما كانت تلتصق به كالعلقة عندما كانت تعشق الحديث عنه مع ميادة عندما سافر إلى لندن ليكمل دراسته ويعود لهم طبيب ذو اسم لامع 

أخذها الحنين لذكريات جمعها الحب واللهفة ولكن الغصة استحكمت حلقها فتعلقت عينيها ب جسار الذي وقف سعيدا برؤيتها عروس فهز رأسه إليها كأنه يخبرها أن حكايتهم لم تكن إلا محطه عبر كل منهما خلالها ليتجاوز محنته 

بحبك يا ملك 

همس بها رسلان وفي لحظة خاطفة كان يوثق كلمته وهو يدور بها وسط الجميع 

لمعت عينين كاميليا بدموع الفرح وهي ترى سعادته وقد تناست تلك اللحظة حنقها من فعلة رسلان وحضور اهل الحارة الزفاف ضمھا عزالدين إليه كما ضمھا ولده البكر الذي جاء لحضور زفاف شقيقه هو وزوجته من تلك البلد الاوربيه التي يعمل بها سفيرا 

أشارت أحدي السيدات نحو الطاوله التي جلست عليها

فتون وقد استجابة في طلب الصغيرة بوقوفها فوق الطاولة كي ترقص عليها بنشاط مفرط 

مش ديه بنت شهيرة الأسيوطي 

حدقت السيدة الأخرى بالصغيرة تدقق النظر فيها 

هي فعلا اومال فين شهيرة ومين البنت اللي معاها ديه 

وسرعان ما كانت تشهق السيدة وتضع يدها فوق فمها وهي تجد سليم يقترب من الطاوله ويحمل صغيرته ويضم فتون نحوه متجها بهما نحو العروسين 

مش معقول يكون الكلام اللي سمعناه صح وطلق شهيرة عشان البنت ديه 

طالعت السيدة الأمر بوجة ممتقع تنظر حولها 

شكلنا هنشوف ونسمع كلام كتير الايام ديه خصوصا بعد الفرح الغريب اللي حاضرينه 

صافحت فتون العروس وهي تتذكر ملامحها الجميلة وقد خشت أن تعاملها بأزدراء إذا تذكرت إنها تلك الخادمة الصغيرة التي كانت تخدمهم في بيت المزرعه ولكن ملك ادهشتها حينا عانقتها تبارك لها هي الأخرى عن زواجها ب سليم 

تعلقت عينين سليم بملامح فتون التي استرخت وهي ترى بساطة ملك في التعامل معها دون فعل ېجرحها 

جلست بسمة في ذلك الصف المخصص لأهل حارتها تطالع تلك اللقطات الجميلة تتمني يوما أن ترتدي ثوب زفاف وتجد من يرضى بها 

وزفرة طويلة محملة بالألم كانت تخرج من بين شفتيها فما تتمناه تشعر بأستحالته فمن سيرضي يتزوج فتاة مثلها 

شعرت بيد تجذبها فوجدت ميادة تلتقط ذراعها تهتف بصوت عالي حتى تسمعه 

ملك مصصمه تكوني جانبها ومش مبطله سؤال عنك رسلان بدء يغير منك يا بسمه 

القت ميادة عبارتها بمزاح لتدمع عينين بسمة فرغم صغر مدة الصداقه بينهم إلا انها أصبحت لا تتخيل حياتها دون ملك 

وعند تلك النقطه كان قلبها يؤلمها فرغما عنها هي راحله حتى تهرب من برثان شقيقها 

توقفت خديجة في مكانها وهي ترى نظراته نحوها كانت نظرات الإعجاب تظهر بوضوح في عينيه 

تراجعت للخلف قليلا تلوم حالها لقبولها دعوة العشاء معه فكيف لها أن تقبل دعوته وهي لم تكن تقبل دعوة رجلا إلا في إطار العمل 

أعادت رباط جأشها تزفر أنفاسها وتعود لثباتها تخبر حالها 

إنها لم تقبل الدعوة إلا لكي تضع أمامه حد لتصرفاته الغير مقبوله فكيف يبعث لها يوميا باقة ازهار مع بضعة كلمات غزل يرفقها مع الباقة 

وبخطوات ثابتة عادت تتقدم منه وقبل أن تهتف بشئ كان

أمير ينهض عن مقعده يحمل باقة أزهار أخرى يقدمها لها 

مكنتش أعرف إنك مبتحبيش زهرة النرجس البري لكن لما عرفت حبك لزهرة الغردينيا متفجأتش بصراحه قولت ازاي مفكرتش

إن ست بالجمال والذكاء ده كله مش هتكون الزهرة ديه خصوصا مفضله عندها 

تناولت منه خديجةباقة الازهار ونظرت إلى ما ارفقه معها من كلمات ارتفع حاجبيها ثم عادت تطالعه 

تعرف إنك بياع كلام ومش شبه كاظم ولا السيد جودة والدك 

طالعها أمير بنظرة ودودة يتأمل جمالها الفاتن رغم بلوغها منتصف الأربعين 

أنا فعلا بياع كلام لكن صادق في كل كلمة بقولها 

وتقدم منها يزيح المقعد قليلا ينظر إليها يدعوها للجلوس طالعته في صمت وجلست فوق المقعد تسترخي بجلستها وقبل أن يهتف أمير بشئ كانت تتمتم بجدية 

ممكن افهم ليه بتعمل كده أظن اللي بينا شغل 

اتسعت ابتسامة أمير فكما توقع أمرأة بذكاء خديجة النجارلن تسير معه بطرقة المراهقة تلك مال نحو الطاولة يعانق عينيه بعينيها 

عايزك 

تجمدت عينين خديجة من وقاحته التي نطق بها كلمته فلم يخشى على الصفقات التي تجمعهم ولم يضع اي حساب وإحترام كما يضعه الكثير وقبل أن تهتف بشئ كانت وقاحته تزداد 

عايز اتجوزك 

علقت عيناها به طيلة الحفل لا تعلم لما هذا الرجل تنظر إليه بتلك الطريقة الحالمة نفضت رأسها حتى تفيق من حالتها المغيبة تهتف لحالها

أنت في إيه ولا إيه يا بسمة دلوقتي مبقاش في وقت لازم تفكري هتهربي أزاي

ولكن قلبها أبي الأنصياع فعادت عينيها تتسلط نحو جسار الواقف بهالته القوية مع بضعة رجال يتحدث بجدية

جسار كان ظابط شرطة يا بسمة لكن الحاډثه اللي حصلت ليه زمان اجبرته إنه يسيب شغله في الداخليه 

ارتكزت عينيها عليه وحديث ملك عن جسار يقتحم عقلها همست لحالها وقد وجدت ملاذها

جسار بيه كان ظابط شرطة 

وعادت تكرر عبارتها ثانية

جسار بيه كان

تم نسخ الرابط