رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
فاضي
حاولت شهيرة التقاط الهاتف منها ولكن الصغيرة تشبثت به فمازال لديها المزيد مما ستخبره به
بابي.. عمو ماهر اخذني الملاهي أمبارح لما عرف من مامي إني زعلانه منك والنهارده اخدني النادي..
تجمدت ملامح شهيرة وهي تستمع لحديث أبنتها ونظرات ماهر اللامعة عالقة بها يلتقط جميع خلجاتها بنظرات ثاقبة
تصلبت ملامح سليم ينظر لفتون الواقفة أمامه بنظرات جامدة صغيرته تمتدح رجل أخر تخبره إنها احبته...فأي هدف تسعى خلفه شهيرة
ارتسمت الصورة داخل عقله يقبض فوق كفه بقوة ينظر أمامه بنظرات خاوية
........
طالعتها السيدة سعاد بملامح سعيدة وهي تستمع لتلك التفاصيل الدقيقة عن أول يوم لها في عملها الجديد
الناس هناك متعاونه أوي يا داده ولا بشمهندس حسام راجل ابن ناس ولطيف
امتدحته بسمه بصدق بسبب معاملته لها وحديثه الذي ترك أثر داخلها عن تقديره لأي شخص يتمسك بأي فرصة حتى يصل لأحلامه.
التمعت عينين السيدة سعاد وهي تسمعها وقد تناست أمر ذلك القابع داخل غرفة مكتبه ينتظر قدومها وقد أمرها أن تخبره بعودتها عندما تعود
اطلعي غيري هدومك يا بنت لحد ما أجهز العشا.. جسار بيه هنا من بدري وسأل عنك قولتله إنك في الشغل
أسرعت السيدة سعاد في لطم جبهتها فهى تناست أن تخبره بعودتها
اطلعي أنت أوضتك وأنا هبلغه إنك وصلتي.. أكيد هيسأل عن تفاصيل الشغل وهيشكر الست ميادة وملك
تبدلت ملامح بسمه فور أن استمعت لسؤاله عنها
أنا مش جعانة يا دادة أكلت مع زمايلي في الشغل هطلع انام لان بكره اليوم هيكون طويل لاني هروح المعهد كمان بعد الشغل
غادرت بسمه المطبخ تجر قدميها في أرهاق تحلم باليوم الذي ستغادر فيه هذا المنزل..
هانت يا بسمه من شغلك تقدري تلاقي مكان تعيشي فيه والجامعه خلاص كلها اقل من شهر وتبدء
التقطت ثيابها ولم تكد تحل بضعة أزرار من بلوزتها حتى وجدت الباب يفتح ثم أغلقه خلفه بقوة يتسأل پغضب
كنتي فين
أدارت جسدها لتغلق ما احلته من أزرار بلوزتها
كنت في الشغل بيتهيألي دادة سعاد قالتلك
وأنت مبلغتنيش ليه بنفسك
استدارت إليه ترفع حاجبيها في دهشة تتجاهل سؤاله
جسار بيه مش شايف إن وجودك في أوضتي ميصحش
ردي على سؤالي يا بسمه
جسار بيه أنت ليه شايف نفسك وصي عليا أنا هنا مجرد ضيفة وقريب همشي السؤال ده تسأله لاختك او مراتك
تعالا تصفيقه بشدة ترتسم فوق شفتيه ابتسامة ارجفت جسدها
أحب اقولك إنك وصلتي لهدفك يا بسمه
ضاقت عيناها في حيرة فعن أي هدف يتحدث
كنتي عايزة بأفعالك تشغلي عقلي بيكي وأنا اه بقولك إنك نجحتي
أصابها الذهول ما الذي يتحدث عنه هذا الرجل
أنت بتقول إيه
بقول إني عايزك وحطي المقابل اللي أنت عايزاه
الفصل الثاني والستون
_ بقلم سهام صادق
طالت وقفته كما طال سكونها.. الصدمة ارتسمت فوق ملامحها وقد طال أنتظار الجواب الذي يريده إنه يريد ويعرض المقابل لم تدخل حياته أمرأة بعد زوجته الأولى إلا وكان لها مقابل حصلت عليه حتى ملك أعطاها ثمن السنوات التي قضتها معه و جيهان لم تبتعد عن حياته إلا بعدما نالت المزيد من المال وأصبحت دلائل قذارتها تحت قبضته ..
قبل ما تفهميني غلط يا بسمه ده من حقك.. إحنا متفقين إن جوازنا مجرد زواج على ورق.. لكن أنا دلوقتي بخرق بنود العقد
توقف عن حديثه ينظر إليها يرى الصدمة مازالت مرتسمة فوق ملامحها
بسمه انا عارف إن عرضي كان صډمه أنا مكنتش فاكر إني هفكر في يوم فيكي ...
وكلما أراد إكمال حديثه المخزي.. كانت الكلمات تقف في حلقه عالقة
نظراتها كانت خاوية وصمتها الذي زاد عن حده أزاد ربكته يبحث عن كلمات لا ټخونه فهو قد عجز عن إيجاد حل وأصبح دون إرادته يشتهيها..
محدش هيكون فينا خسران يا بسمه..
لا أحد سيكون خاسر عباره اخترقت قلبها فهل يعرف هو الخسارة ومعنى الألم..
الخسارة كتبت عليها في كل شئ وعليها أن تكمل ما تبقى وتخسر أخر شئ لديها.
ببطئ بدأت يديها تحل أزرار قميصها وقد وقعت عليه صدمة من موافقتها.. إنها تدفع جسدها لتنال المقابل
ازدرد لعابه وقد ضاع الحديث وهو
يراها تتحرر من ملابسها أمامه ستمنحه ما سيخلصه من ذلك الشعور الذي صار يحتله مؤخرا.
يدفعه شئ قوي نحو ما يريد شئ يقنعه إنها ليلة واحده وسيدرك فيها أن شعوره نحوها ما هو إلا رغبة.
أنفاسه داعبت خديها يعطي ليديه حرية الحركة فوق جسدها الجامد لعله يفهم سر إنجذابه الذي بدء يغزوه و يورق مضجعه
مش عارف أنا بعمل كده ليه لكن لازم أعمل ده يا بسمه عشان أقدر اخرجك من عقلي
ومع كل خطوة كانت تتراجع فيها معه نحو الفراش كان كل شئ يعود ليقتحم ذاكرتها
تحرش صاحب المصنع ونظراته القڈرة ثم إخباره لها أن ليس بها شئ يغريه إلا إن جسدها مازال لم ينال عبث الرجال أنفاس عنتر القڈرة عندما أراد إغتصابها فتحي شقيقها عندما اراد بيعها يخبر الرجل الذي أعطاه المال أنها مازالت عذراء وعليه أن يرفع من ثمنها رجفة جسدها تلك الليلة وهي في سيارته من مجهول ينتظرها
انسابت دمعه سخية فوق خدها دمعة حملت معها النهاية.. وسطر معها القلب العنوان.
صړخة ضعيفة خرجت من شفتيها جعلتها تشعر إنها مازالت حيه
عيناها علقت بمقبض الباب وهو يتحرك مع طرقات السيدة سعاد التي وقفت متعجبة من غلق الباب بالمفتاح
بسمه أنت نمتي يا بنت
توقف مقبض الباب عن الحركة وقد ابتعدت السيدة سعاد فعادت تغلق عيناها تقبض بيديها فوق غطاء الفراش تنتظر اللحظة التي ستنتهي فيها كل شئ.
تسطح جوارها أخيرا فأخذت أنفاسه المنتشية تهدء رويدا رويدا ينظر نحوها زافرا أنفاسه بقوة لا يستوعب ما اقدم عليه ولكن ما يتعجب منه إنه ليس نادم على ما حدث.
ارتجف جسدها بعدما شعرت بلمساته فوق ظهرها وسؤاله
بسمه أنا كنت مراعي ليكي عدم خبرتك ولا أذيتك من غير ما أحس
صمتها بدء يصيبه بالقلق ولولا تجاوبها عندما يخرجها من جمودها لظن إنها لم تكن تريد أن يكمل ما بدأه.
قبضت فوق الغطاء الذي أصبح يحاوط جسدهم متشبثة به بقوه تطبق فوق جفنيها وقد تبللت أهدابها بالدموع.
تعالت أنفاسه في زفير قوي مقررا أن يتركها تستوعب ما حدث بينهم ويجعل الحديث للغد حتى يتفقوا على المقابل بعدما ينتهي ما جمعهما وسيجمعهما الأيام القادمة حتى يعود لرشده وتصبح كما كانت بالنسبة له بسمة الفتاة التي يعطف عليها ويساعدها.
بهدوء غادر الفراش يلتقط ملابسه من فوق أرضية الغرفة يرتديها ويعلق نظراته عليها
القى بنظرة أخيرة عليها قبل أن يغادر الغرفة ويغلق الباب خلفه.
فتحت عيناها أخيرا بعدما استمعت لصوت الباب يغلق ترفع الغطاء عنها تبحث اسفلها عن الثمن الذي دفعته وها هو الدليل واضح أمامها .
......
وضعت السيدة سعاد أخر طبق فوق طاولة الطعام وابتعدت عن الطاولة عائدة بأدراجها للمطبخ حتى تعد فنجان قهوته
توفقت مكانها بابتسامة متسعة وهي تراه يهبط الدرج ورائحة عطره القوية تسبق خطواته بوجه مشرق بعث في قلبها السرور تتسأل داخلها ما سبب تلك السعادة المتراقصة في عينيه وعلى ما يبدو أن تلك الفتاة