رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
خلاكي فرحانه وبهرك اه بقى تحت رجلك استمعتي بي كويس
......
ارتكزت عيناها نحو السيارة التي غادرت للتو واختفى أثرها عن مرأى عينيها.
ملك غادرت وتركتها وعلى ما يبدو إنها لم تتمكن من تنفيذ ما وعدتها به
مظاهر الحفل بدأت تتلاشى شيئا فشئ فالعمال يحملون الطاولات ويزيلون الأنوار وكأن لم يكن هناك عرسا منذ ساعات
تفاصيل اليوم كانت مرسخة داخلها تفاصيل لن تنساها يوما
يدها التي شبكت بذراعه وكأنها بالفعل عروس تلك الرقصة التي سمعت عنها كثيرا من زميلاتها في المصنع الذي كانت تعمل به قبل هروبها
ابتسامته المزيفة التي كان يجاهد في رسمها فوق ملامحه كلما جاء المصور ليلتقط لهم صورة يظنها ستدوم وأمره الدائم لها أن تظهر بمظهر العروس السعيدة
ضاع أخر حلم من أحلامها عاشت ما تمنت أن تعيشه ولكنها لم تكن إلا عروس ماريونيت
انفتح الباب الذي اوصده خلفه أخيرا بعدما اجتذبها بقوة من جوار ملك صائحا بها أن من تريد أخذها معها باتت زوجته
أنفاسه كانت مرتفعة وكلما اقترب منها كانت تزيد قبضتيها فوق ثوب زفافها
ملك مشيت معرفتش تاخذني زي ما وعدتني مش كده
تمتمت بها دون أن تحيد عيناها عن الحديقة التي باتت خاليه وقد غادر أخر عامل وانغلقت البوابة
اليوم كان طويل ومرهق علينا يا بسمة بكره ممكن نتكلم
غادر الغرفة دون كلمة أخرى تاركا الباب خلفه مفتوحا وكأنه يخبرها أن حپسها الذي فرضه عليها حتى تغادر ملك قد أنتهى
استدارت بجسدها بعدما غادر تمسح دموعها التي لم يراها ولن تجعله يراها حتى تغادر منزله حره
......
استمرت ميادة في قيادتها للسيارة نحو الفندق تستمع لتذمر ملك وشدة حنقها من فعلة جسار معهم
يقولي السواق بره مستنيكي عشان يوصلك للفندق يطردني عشان الكلام مش عجبه وقال إيه مراتي وأنا حر
ما هي فعلا مراته يا ملك
تمتمت بها ميادة بعدما رمقتها بنظرة سريعه ثم عادت لمطالعة الطريق
مراته قصدك كلمه نطقها بسبب ذله لسان قدام طليقته ولما شافها اټجننت وثارت عليه شفى غليله منها وحس إنه أنتقهم لكرامته
والكلمة بقت حقيقة يا ملك وكنا لسا في فرحهم
احتقنت ملامح ملك بشدة فحديث ميادة لا يعجبها بل يزيد من حنقها
فرح مزيف شوفتي الناس كانوا بيتكلموا إزاي ولا نظراتهم ليها
ازداد ضيق ملك كلما تذكرت تلك النظرات التي كانت تحيط ب بسمه.
البعض كان يركز نظراته نحو بطن العروس لعلهم يتأكدوا بما يظنوه وتكون العروس بالفعل حاملا بطفل غير شرعيا مما أجبر رجل ك جسار أن يتزوجها
الناس مدام لقيت حكاية تتكلم عنها هيفضلوا يتكلموا مش مع بسمه بس مع أي تاء مربوطة مدام الحكاية دسمة ليه ميتكلموش وأنا أكبر دليل الكل بقى مستغرب ليه رجعت مصر فجأة ليه بقيت عايشه معاكم
طالعتها ملك في صمت ترى الألم مرتسم فوق ملامحها
بسمه مش هتخرج خسرانه يا ملك يمكن جوازها من جسار مجرد محطه محطه هتعدي بيها لمكان تاني
بدأت ملك تقتنع بحديثها ولكن مخاوفها لم تتلاشى تخشى عليها أن تقع في حب جسار وتعلق أمالها عليه بسمه أضعف منها رغم شجاعتها إلا إنها ضعيفة من مجرد كلمة حانية تشعرها بأنها ليست مهمشة من لمسة يد دافئة تمنحها الدفئ الذي افتقدته وجسار تعرفه تماما بسمة ليست المرأة التي ترضيه وتشبع غروره.
......
الټفت ناهد حولها خشية أن يكون قد رأها أحد لقد جائتها الفرصة أخيرا مغادرة شقيقتها لأحدى الندوات وإنشغال الخدم عنها هيأ لها الأمر
تنفست براحة بعدما استقلت سيارة الأجرة تأمر السائق أن يأخذها لمحل الصاغة
طالعها السائق بنظرات قلقة ولكن هيئتها المرتبة وملابسها جعلته يكمل قيادته غير مهتم بتوترها وربكتها
غادرت ناهد سيارة الأجرة تلقي بنظرة خاطفة حولها و تعطي السائق أجرته فطالعها السائق متسائلا
استناكي يا هانم
طالعته ناهد بقلق فقد جعلتها سنوات حزنها على صغيرتها التي فارقت الحياة تنسى كل شئ ولم تعد ناهد القديمة
الزمن كما خطڤ منها أبنتها أخذ منها
عقلها عقاپا لها
اماءت له برأسها واسرعت نحو محل الصاغة لتبيع الخاتم الذي بحوذتها
اخذت المال من البائع غير عابئة بأنه بخس بثمنه أستغلالا لحالتها وهيئتها المضطربة.
غادرت المكان تبحث عن السائق فرأته ينتظرها مكانه
ضمت حقيبتها إليها واتجهت صوبه
ارجعك مكان ما جيبتك يا هانم
حركت ناهد رأسها رافضة ما يخبرها
لا لا
استعجب السائق من طريقتها فتسأل عن وجهتها قلقا
طيب أخدك على فين يا هانم
والوصف كان محفور في ذهنها وصفته لها كما تتذكر فلم تأتي لذلك المكان الشعبي إلا مرة واحدة المكان الذي ارشدتها إليها إحداهن وذهبت إليه بقدميها حتى تنال غايتها
توقفت سيارة الأجرة أخيرا فالتمعت عيناها وهي تنظر لمدخل الحارة
اخد أجرتي وامشي يا هانم ولا استناكي
عاد القلق يدب داخلها وهي ترى نظرات السائق إليها اماءت له برأسها تضم الحقيبة نحو صدرها حتى تطمئن على المال
لكن الأجرة هتزيد يا هانم
بتعلثم تمتمت ناهد قبل أن تترجل من السيارة
هتاخد اللي أنت عايزاه
........
تعلقت عينين جسار بها وهو يراها تهبط الدرج بالملابس التي اشتراها لها
اقتربت منه بخطوات بطيئة تمنحه الوقت ليرى هيئتها الجديدة داخل ثيابه الثمينة
لم تكن تقل بشئ عن فتاة في عمرها هو منحها ما يجعلها ترتفع لأعلى وهي قررت أن تستغل كل ما يمنحه إليها حتى تعيش حتى لو لمرة واحدة
قضت ليلتها ساهدة تتذكر شريط ذكرياتها من بؤس وحرمان
هو استغلها حتى يثبت لطليقته قدرته على تجاوزها وتجاوز أي امرأة مرت بحياته وهي ستستغله بطريقة مشروعة
حياة كريمة وتمتعها برفاهية الحياة والعيش مع صفوة المجتمع
الطقم طلع مقاسي بالظبط انا مجربتش كل الهدوم لكن بيتهيألي إنهم مقاسي ولو مش مقاسي أنا هعرف اظبطهم
تمتمت بها بعدما تلاشت المسافة بينهم فابتسم وهو يراها سعيدة وقد تناست ليلة أمس وعلى ما يبدو إنها اقتنعت أن مكانها جواره إلى أن تنتهي فترة زواجهم الغير مرحب به من كلاهما
اللي ميعجبكيش ممكن نجيب غيره يا بسمه
استدارت أمامه بالثوب الجديد تمتدح من أنتقى لها الأثواب
بالعكس كلهم عجبني انت إيه رأيك
انتظرت سماع رأيه فابتسم على ترقبها وقد ازدادت راحته وهو يراها مستمتعه و راضية بما يقدمه لها دون جدال
جميل يا بسمة
يعني بقيت شبه البنات
تعجب من سؤالهاوقد ضاقت عيناه وهو يراها منتظرة سماع جوابه تحرك إبهامها أسفل ذقنها تتسأل
تفتكر لما ادخل الجامعه هلاقي واحد أعجبه ويعجبني ونحب بعض
........
توقفت أمام بوابة الجامعة وقد انتهى اخر امتحان لها في هذه السنة الدراسية اتبعها أحمس متسائلا عما فعلت
مش عارفه يا أحمس بصراحه الترم ده مش عارفه هنجح فيه إزاي
أنت ذكية يا فتون صدقيني
أماء لها برأسه مؤكدا صدق حديثه فابتسمت فتون إليه تأمل أن تكون بالفعل هكذا
تعالا رنين هاتفها فقطبت حاجبيها تنظر للرقم
ابتعد أحمس عنها بعدما تقدمت منه إحدى زميلاته حتى تشكره على ما يلخصه لهم من مذكرات
ايوة أنا فتون مدام سحر..
توقفت فتون عن الحديث تسمع ما تخبرها به السيدة سحر وعن حاجة الجمعية إليها
أنت كنت مثال للبنت القوية يا فتون مثال يحتذى به.. عشان كده محتاجينك تكوني معانا
أنا يا مدام ألفت
ايوة أنت