رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
هكذا لا يجمل ولا يرتب حديثه عليها تقبله في جميع أحواله..
هو لن يتغير من ليله وضحاها.. ليس رجل كامل أو دنجوان مع النساء ليمطرها بكلمات الغزل بالوقت المناسب.. فكلمات غزله لا تخرج إلا عندما يكونوا معا تكون بين ذراعيه ينهل منها كالعطش.. وضائع مع همساتها ونبرتها الناعمه..هو مختلف في مكان واحد..
أمشي يا جنات مش هنتجادل هنا
سارت معها في صمت وجدته هو الأفضل حتى تمر هذه الليلة على خير
......
دارت بعينيها بالمكان تبحث عن جنات فلا أثر لها ولا زوجها.. ضاقت عيناها في حيرة فهل غادروا هكذا مبكرا أو ربما حدث شئ..
تعالت ضربات قلبها تخشى أن يكون حدث شئ سئ مع خديجة فجنات أخبرتها أن أمير سيدخل المنزل بمساعدتهم أو دون
فتون سرحتي في إيه
تمتم سليم ولكن لم ينتظر جوابها فرغما عنه وجد أحدهم يتقدم منه.. فذهب لتحيته بنفسه
تعلقت عيناها به للحظات وسرعان ما كانت تتذكر أمر هاتفها ف السيدة ألفت أخبرتها إذا حدث شئ هام ستهاتفها هى أولا قبل أن يصل الأمر لسليم إنها في حالة من النسيان باتت مؤخرا تلازمها
أسرعت في إخراج هاتفها لتجد مكالمتين من السيدة ألفت وبالطبع لم تسمع رنين الهاتف لشدة الصخب حولها
رفعت طرف فستانها قليلا لتسير خارج القاعة فعليها مهاتفتها ولكن الرنين اخذ يتعالا تنظر لرقم جنات في قلق فعلى ما يبدو تنتظرها کاړثة ليتها لم تسمح لهذا الرجل الدخول للمنزل بعلمها دون أن تبلغ سليم بما ارادت أن تحيكه من خلفه
فتون.. هنعمل إيه في حجز الجناح.. كل حاجه عملناها في الخطه باظت وبسببي
حدقها كاظم بنظرة خاطفة ارعبتها جعلتها تسرع في كتم فمها.. يحرك رأسه يائسا منها
عندي فكره حلوه.. روحي أنت وكاظم واه تحسنوا الأمور اللي بينكم
استدارت جنات برأسها نصف استداره ترمقه بنظرة خاطفة وقد رحبت بالفكره ولكن نظراته الجامدة نحو الطريق جعلتها تزفر أنفاسها لا تعرف اتلوم حالها أم تلومه
انسي الموضوع يا فتون ياريت بس تتصلي بمدام ألفت تطمني على الوضع لأن أمير تليفونه مغلق..
توقف كاظم بالسيارة دون أن تنتبه أن السيارة عبرت من البوابه بعد أن تعالا بوقها فعقلها كان شرد في دائرة واحدة تدور بها مع هذا الرجل ولكنها هي من اختارت هذا الطريق منذ البداية
اختارت رجل صعب الطباع.. رجل لا يعرف أن يجمل حديثه يحاول أن يظهر لها قسوته ولكن عيناه تفضحه.. ولن تكون كاذبة كاظم صار رجل أخر معها يتحمل نوبات چنونها في صبر تتسأل من أين له به وهى من تعرفه
يعني لو سرحانه في نتيجة خطتك فاحب ابشرك الموضوع اتعقد اكتر
تجعدت ملامحها في حيرة فعن ماذا يتحدث وعن أي نتيجة يخبرها بها
خديجة النجار لو عايزه الاستاذ اللي فاكرني ضده ومش عارف يعني إيه راجل يكون عاشق لست فيها حته منه يبقى هيفضل طول عمره مزوع جواه الكره مني وفاكر إني بكرهه هو و مهيار زي ما بكره جودة ومنال اخواتي ملهومش دعوة بكرهي للست والراجل ده اتفضلي انزلي يا جنات
استمرت في تحديقها به هى كانت منذ لحظات في حرب مع مشاعرها نحوه
جنات قولت أنزلي وياريت زي ما قولتلك اطلعي بره الحكاية ديه
كاظم.. أنا
ابتلعت لعابها تراه قد اشاح وجهه عنها بنفذ صبر وقد تعالا رنين هاتفه تتذكر تلك المكالمة التي أتته بعدما غادروا الفندق المقام به الحفل وظل لدقائق يتحدث بملامح غاضبه وهى جلست تطالعه من نافذة السيارة
ترجلت من السيارة بعدما شعرت بفروغ صبره تتعلق عيناها بسيارته وهى تعبر البوابه ثم انغلقت بعدما غادر
....
يعني هي كويسه دلوقتي يا مدام ألفت
زفرت السيدة ألفت أنفاسها بثقل من هذا اليوم الثقيل الذي مر عليها تجلس فوق أحد المقعد بالمطبخ
كانت مڼهارة جامد بعد ما مشي.. لولا خۏفها على الجنين بعد ما الدكتور قالها إن ارتفاع ضغط الډم غلط.. كان الموضوع بقى صعب وفقدت الطفل.. هى نبهت عليا انبه على الخدم وحارس الأمن إن محدش يتكلم ويقول حاجه لسليم بيه حتى زيارة حامد بيه أخو شهيرة هانم
متعرفيش ليه الراجل ده كان موجود.. الراجل ده شكله ميطمنش يا مدام ألفت.. بحس إنه بيكره سليم واكيد ليه نفس المشاعر اتجاه خديجة
معرفش يا بنتي
تمتم بها السيدة ألفت في حيرة فلم يسمع أحد ما دار بينهم من حديث
طيب وديدا كانت صاحية لما كل ده حصل
حركت السيدة ألفت يدها نحو جبينها تمسده من شدة إرهاقها
صحيت مع وجود أمير بيه.. لكن خليت واحده من
الخدم تفضل جانبها عشان متنتبهش على حاجة
أعادت فتون الهاتف في حقيبتها زافرة أنفاسها.. تشعر بالتخبط تتسأل داخلها ماذا حدث لينتهي هذا اللقاء بتلك الطريقة
مرات حسن السواق وبعدين زوجة سليم النجار.. يا له من حظ او يمكن نقول شطاره وعرفتي تضحكي على سليم النجار
الصوت اخترق أذنيها إنه صوت استمعت لنبرته من قبل.. صوت صارت تسمعه كل بضعة أيام من أرقام مختلفه.. صوت تشعر إنها تعرف صاحبه ولكن صورته ضائعة عن ذهنها ف حسن ماټ و الرجل الذي كان صديقه أخبرها سليم إنه لن يستطيع الاقتراب منها
استدرات بجسدها تتمنى ألا ترى الماضي في عينين هذا الرجل وبعينين متسعتين حملقت به تتراجع للخلف بأقدام مرتعشة الرجل الذي حاول ذات ليلة أن يغتصبها
التمعت عينين مسعد بنظرات متسلية الايام الماضية جعلها في شك دائم.. حتى صارت تظن أن حسن مازال حي
فتون مرات حسن بقت هانم من الهوانم.. يااا لو حسن كان عايش.. كان شاف بنفسه وصلك لفين
تأمل مسعد المكان حوله هو صار من هؤلاء الناس الذين يدلفون لتلك الأماكن.. لقد اخذ بهم الزمن جميعا من مكان لأخر
أنت
بأبتسامة سمجة أجابها
مسعد يا فتون.. اكيد عمرك ما هتنسيني.. ولا أنا عمري ما هنساكي
تراجعت للخلف تلتف حولها تبحث عن سليم لقد اتضح لها من هو صاحب تلك المكالمات التي أخبرتها جنات ربما تكون عن طريق المرأة المسماه دينا صديقة شهيرة .. رغم أن هذه المرأة اختفت عن الانظار مؤخرا
أنت عايز مني إيه
عايزك يا فتون
نطقها يتلذذ في مذاق الكلمه يحرك لسانه فوق شفتيه يتذكر ذلك المقطع الذي أعطاه له أحد الأشخاص بعدما التقى به صدفة منذ أسبوع ومع حديثهم سويا اخبره الرجل بذهن غائب وهو يرتشف الخمر أن حسن يشوي بنيران جهنم.. و هو كان كالثعلب التقط الخيط وفهم بعدها كل شئ.
ورغم إنه مقطع واحد حصل عليه لان حسن لم يفعل هذا الأمر إلا مرة واحدة
يا ترى أنت مطيعة مع سليم النجار زي ما كنتي مع حسن
عض مسعد فوق شفتيه يتذكر التفاصيل والالفاظ التي كان يلقيها عليها حسن وهى تنفذ له كل شئ في طاعة.
ارتفعت أنفاسها عاليا وازداد شحوبها فما الذي يتحدث عنه.. صوتها خرج مهتزا
أنت بتتكلم عن إيه
والجواب كان يمنحه لها ببساطة من مجرد ضغطه على زر هاتفه.. وقد تعالا رنين هاتفها بتلك النغمة المخصصة للرسائل
.....
توقفت كاميليا عن تناول الطعام فلم تعد تقوى على إبتلاعه طالعتها ملك