رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
كاظم البنت ديه سبق وجات الفيلا عندنا عايزة حقها و لما بابا قالها إن الأرض مبقتش ملكه وبقت ملك لك اتحدته إنها هتعرف تاخد حقها كويس
هتفت مهيار عبارتها بنظرت حاقدة نحو جنات التي تراجعت للخلف
وأهي عرفت تاخد حقها كويس
عارف يا مهيار كل حاجة مش كاظم النعماني اللي يقدر حد يستغفله
لمعت عينين جودة بارتياح ولكن سرعان ما اختفى ارتياحه واقترب منه بخطوات بطيئة وهو يستند فوق ذراع أبنته
ومدام عارف اتجوزتها ليه.. ديه طمعانه في فلوس العيلة
قصدك فلوسي يا جودة باشا
حقيقة لا يمكن إنكارها
حقيقة اقتصت الأيام فيها من جودة جودة ذلك الطامع الذي بني إمبراطورية من سړقة الحقوق كانت والدة كاظم إحدى ضحاياه وها هو الزمن يدور ويعطي كل ذي حق حقه.
اطرق جودة رأسه في حسرة فاقترب كاظم منهم يخاطبهم
أعذريني يا مهيار كان نفسي اضايفكم بس زي ما أنت شايفه عريس بقى
ابتسمت إليه مهيار مجاملة وتجاوزت وقاحته في طردهم ولكنه تعلم أن كاظم لم يصبح هكذا إلا بسبب والدهما
مبرووك يا كاظم
نطقت بها الشقيقة الكبرى وهي ترمق جنات التي أصبحت جامدة الجسد
غادرت مهيار بوالدها الذي أنسحب معها في صمت فهو لم يعد يملك سلطة على شئ لا مال ولا عاطفة الأبوة
سكن المكان إلا من صوت أنفاسهم فلم يعد معهم أحدا بالمنزل حتى الخادمة غادرت بعد أمرا منه.
وببطء كان يلتف إليها يفصحها بعينيه كالصقر الذي يتربص لفريسته وبصعوبة كان يخرج صوتها
أنا روحتله فعلا لكن مكنش هدفي الفلوس ولا الأرض.. أنا كنت عايزه
أرادت أن تخبره إنها كانت تريد عائلة تريد من هم من دماءها ولكن جودة النعماني عاملها بأشد الطرق حقارة وإذلال نعم هي أخبرته ستنال حقها بكل الطرق المشروعه والغير مشروعه ستنال أكثر أولاده سلطة ولكنها كانت تتحدث كالجريحة.
اقترب منها بخطوات جعلت قلبها يرتجف وبخطوات متعثرة كانت تتراجع.. صدحت ضحكة كاظم عاليا وهو يري رعبها وقوتها الواهية تتلاشى من مجرد نظرات من عينيه
خيرتك بين إنك تدخلي عرين الأسد وبين الحرية لكن أنت عشان طماعة وعايزه ټنتقمي من جودة النعماني فافتكرتي اللعب معايا سهل
وكلما كانت خطواته تزداد إقترابا منها كانت خطواتها تتراجع.. وشهقة خرجت من بين شفتيها بعدما خانتها ساقيها وهوت فوق الأريكة
فين صوتك اصل دور الست الضعيفة مش لايق عليكي
ثم أخذ يحك ذقنه مفكرا حتى يطلق عليها لقب يليق بها
تصدقي دور الطمع بس اللي لايق عليكي
انا مش طماعة..ومش عايزه حتى الاسهم أو فلوس الأرض مدام هما فعلا ملكك حقيقي مش ملك جودة النعماني
ارتفعت زاويتي شفتيه في إستنكار وبنظرة ساخرة كان يحدق بها وسرعان ما انفرجت شفتاه في ضحكة صاخبة
أنت بتلعبي على مين عايزه تقوليلي إنك مكنتيش مصدقة إن الأرض ملكي ولا إن كل أملاك جودة النعماني باسمي لا تصدقي طلعتي ذكية
عادت عيناه تجول فوق ملامحها إنه يري الخۏف في عينيها تزدرد ريقها ولكنها تحاول أن تداري رجفتها.. ولكن ها هي القطة تعود لشراستها الهاوية.. أندفعت واقفة عن تلك الأريكة تنظر إليه بقوة تداري خلفها ضعفها
طمعي عمره ما هيوصل لطمعكم.. وكاظم النعماني لو مكنش عايز يتجوزني مكنش اتجوزني
القت عبارتها الأخيرة ساخره فطالعها بنظرة طويلة سرعان ما تحولت لعاصفة هائجة
مدام رجعتي لقوتك من تاني..
صمت لثواني يرمقها بنظرة جليدية
يبقى خليني اعرفك كاظم النعماني اتجوزك ليه
التقط ذراعها بكل قسۏة.. يصعد بها الدرج .. نظرت للغرفة التي قڈفها داخلها لتتراجع فوق أرضيتها تشهق بفزع
أنت هتعمل إيه
العنوان باين يا روحي بس دلوقتي هيكون عملي.. مش برضوه العروسه عارفه واجباتها
...........
هل أشار إليها للتو أن تصعد نحو غرفتها دون حديث
إنه بالفعل يعطيها ظهره وكأنه يخبرها إنه لا يريدها أن تتحدث وتعطي له تبريرا
تسألت داخلها هل سيعاقبها بطريقة ما.. وعندما اقتحم السؤال عقلها لا تعلم لما عصفت داخلها ذكريات بعيدة وحسن يصفعها ويحرقها على قدميها ليعاقبها ثم يتلذذ بعقابها.
انكمشت نحو حالها واتجهت تصعد درجات الدرج ولكنها وقفت مكانها تلتقط أنفاسها ثم التفتت إليه وقد اتجه نحو مكتبه يغلق الباب خلفه بقوة.
ترددت للحظات لا هي تعرف القرب إليه ولا البعد عنه إنها بالفعل امرأة خائبة الرجا امرأة في ثوب فتاة لم تنضج بعد
جيه من السفر يدور عليكي سليم مش ديكتاتور في الأمور اللي زي كده.. لكن يا بنتي الست لازم تحترم قرار جوزها ويوم ما يرجع من سافره يلاقيها مستنياه بابتسامة حلوه
بس أنا مكنتش أعرف إنه جاي النهاردة
اقتربت منها السيدة ألفت تنظر إليها مشفقة
أنت فكرتي تسأليه فكرتي تقوليله أنه وحشك ومستنيه رجوعه
اماءت برأسها نافية والأفكار تتخبط داخل عقلها فمن تفعل ما تخبرها به السيدة ألفت هي الزوجة الحقيقية ولكنها لا تري نفسها في حياتها إلا زوجة لأشباع رغبات سيدها
ولكن سليم يعاملها بحنان يمنحها حياة تشعرها بذاتها حتى في علاقتهما يمارس معها الحب وليس ما عرفته في السابق مع حسن..
أن العلاقه الزوجية ما هي إلا علاقة عڼيفة ربما تكون إغتصاب ولكن تحت إطار الزواج.. مفاهيم أصبحت تتبدل داخلها ولكن عقلها أصبح واقف في نقطة واحدة وحديث واحد
إنها ليست إلا خادمة لتشبع رغبة سيدها إلى أن يعود لرشده ويطلقها
فاكرة زمان يا فتون فاكرة لما قولتلك ابعدي عن البيه لكن أنا دلوقتي بقولك قربي منه قربي وأنت مطمنة..
انتبهت على حديث السيدة ألفت لتتذكر ذلك اليوم الذي منحتها فيه النصيحة وهي لم تكن ترى رب عملها إلا في صورة نقية غير مشوهة
سليم بيه بيحبك.. سليم بيه اتغير يا فتون وحلم اي ست تفوز به روحي ليه مكانك جانبه يا بنتي وبلاش تضيعي راجل زيه من ايدك.. يمكن كل واحد فيكم ليه عالم مختلف.. لكن سليم بيه انضج من إنه ميكونش عارف هو عايز إيه
تركتها السيدة ألفت في دوامتها ولكن تلك المرة كان قلبها يحركها إليه شوقا.. وبطرقات خافته كانت تطرق الباب ثم دلفت بعدها بعدما اذن للسيدة ألفت بالدلوف إليه..
فهذا ما هو معتاد عليه وجود السيدة ألفت في كل صغيرة وكبيرة فمنذ أن كان رجلا اعزب حتى وهو زوج النساء في حياته يقتصر وجودهم في الفراش وحسب ولكن تلك التي تقف أمامه الأن كطفلة صغيرة تنظر إليه وكلما حركت لسانها للتحدث تتراجع عن حديثها وأخيرا خرجت عن صمتها
كان عندك حق لما قولتلي متروحيش
ضاقت عيناه نحوها وانتظر سماع المزيد.. فزوجته الصغيرة على ما يبدو لديها المزيد من الحديث.
قصت عليه ما دار في حفل الزفاف المقام في منزل
كاظم النعماني والمقتصر على عدد من الأفراد وتلك الطريقة الفظة التي تعاملوا بها قبل أن يغادروا المكان حانقين
ده حتى أحمس قالي ياريتك سمعتي كلام سليم
ارتفع حاجبي سليم مقت وإستنكارا زوجته تخبره عن حديث رجلا أخر أقتنعت به نهض عن مقعده بملامح مبهمة جامدة
والأستاذ أحمس قالك إيه تاني
وبغباء كانت تجيبه
نفسه ياخد فرصه ويتدرب عندك في المؤسسة
شعرت بوجود خطب ما به لقد اخذ يدور حول نفسه يدلك عنقة