رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

تعلم بالمهمه التي ورطتها فيها شهيرة ولكنها فضلت الصمت

 لو محتاجة حاجه يا بنت خلي ورده تعملهالك وتطلعها اوضتك

تقدمت منها فتون بحماس تنفي برأسها تشمر أكمام بلوزتها

 أنا محتاجه المطبخ اعيش فيه لوحدي

ضحكت السيدة ألفت كما ضحكت الخادمة الأخرى

 يعني نتطرد بالذوق من مكانا

 لا طبعا يا مدام ألفت المكان مكانك

وبفضول تسألت وردة الخادمة

 هي الأغراض اللي جابها عمي حسين السواق لحفلة بكرة يا مدام ألفت..

وسرعان ما كانت تشهق مصدومه

 معقول إحنا اللي هنحضر الحلويات يعني هنضايف وكمان نحضر.. أه يا هدت الحيل ياريتني كنت روحت مع هدى

تعالت ضحكات فتون فشاركتها السيدة ألفت لا تصدق أن العاملات أصبحوا بهذا الكسل

 روحي يا وردة خدي حاجتك وروحي مع عم حسين

 بجد يا ست ألفت يعني مش هنجهز حاجة خلاص

 ما انا قولت روحي يا وردة مع عمك حسين يا بنت

ابتسمت فتون وهي ترى الخادمة تغادر وقد ذكرتها بحالها

 المطبخ يا بنت ليك لو احتاجتي حاجة مني تعالي صاحيني

اماءت لها فتون برأسها لتغادر السيدة ألفت متمته داخلها

 بكرة هتشوفي مين اللي دمه هيتحرق يا مدام شهيرة

..........

التف بجسده نحوها مستعجبا بطئ سيرها أصابه الذهول وهو يراها تمشي ناعسة خلفه ومازال النعاس يسيطر على جفنيها

اقترب منها وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه اسرع في اخفاءها

 مش معقول نايمة على نفسك يا جنات

انتبهت جنات على صوته الذي ازعجها في رحلة سيرها

 أنت اللي خطواتك سريعه

القت عبارتها ثم تجاوزته حانقة فاتسعت حدقتيه من فعلتها.. بل من أفعالها وقد بدأت تستغل هدوئه وهدنته

التقط ذراعها فزمت شفتيها متذمرة تحاول إفاقة حالها

 اوعي تقولي إن الفندق بعيد

 جنات فوقي كده اول مره اكتشف إنك بتتحولي لما حد بيصحيكي من النوم

انكمشت ملامحها في ضيق وقد بدأت بالفعل تفيق

 شكلنا هنفضل مطولين في صالة المطار امشي يا هانم

اماء له كاظم برأسه يحرك تلك التي تحاول التملص من محاوطته لها

صعدوا السيارة فابتعدت جنات عنه.. مما جعله يرفع حاجبه الأيسر مستاء من فعلتها 

 اطلع على شقة حضرتك ولا الفندق يا باشا

 اطلع على الشقة

فتعجبت جنات من امتلاكه سكنا هنا فالټفت إليه متسائله

 هو انت عندك شقة هنا

طالعها بعدما عبث بأزرار هاتفه يدق على شقيقه ليبلغه بوصوله

 شقة وشركة كمان

استاءت من طريقته فاشاحت عيناها عنه مجددا

 ما أنا عارفه إنك بيزنس مان تقيل متقلقش

وبتوجس انكمشت على حالها وهي تراه يلتصق بها يميل نحوها فټضرب أنفاسه خدها

 بتبهريني كل شوية يا حببتي

وسرعان ما كان يبتعد عنها ينظر لهاتفه حانقا

 اكيد الاستاذ نايم أو مع واحده

وأكثر ما كان يخشاه أن يجد شقيقه بصحبة فتاة في شقته كالمعتاد عليه منه

.........

اجتذبه الصوت الذي اكتشف مصدره بعد أن توقف فوق أول درجات الدرج إنه صوت الراديو

سار نحو المطبخ يستنكر الأمر في هذه الساعة المبكرة وقد عاد للتو من الخارج بعدما قضى ليلته في شقته التي كان يقضي فيها اوقات كثيرة قبل زواجه منها 

أصابه الجمود وهو يراها واقفة بالمطبخ منهمكة في إعداد الكثير من أشكال المعجنات

 أنت بتعملي إيه يا فتون في الوقت ده

سقط كوب الدقيق من يدها تلتقط أنفاسها بصعوبة بعدما أجفلها صوته

 سليم!

اقترب منها ينتظر سماع ردها.. فأين هم الخدم لتكون هي الواقفة بهذه الساعه داخل المطبخ

هدأت أنفاسها تنظر إليه بشوق ولهفة ثم أندفعت إليه تحتضنه

 قلقتني عليك كنت فين كل ده.. ده الصبح طلع

احتضنته بقوة ولكن كما أندفعت نحوه.. ابتعدت فجأة عنه تنظر لملابسه وقد لطخته بيديها ليطالع مكان نظراتها مبتسما

 تعالي كملي الحضن ما أنت كده كده بوظتي القميص

شقت ابتسامة واسعة وجهها ليعود لسؤاله وهو يتأمل هيئتها وما تعده

 مجاوبتنيش يا فتون على سؤالي إيه اللي بتعملي

والجواب كانت تخبره به ببساطه

 بحضر لعيد ميلاد خديجة

وقبل أن يتفوه بشئ وقد استنكر جوابها.. اخذت تقص عليه ما اخبرتها به شهيرة

 هخليك تدوق احلى فطاير محشية

لم يكن يستوعب ما سمعه للتو منها فوجد ما يحشر داخل فمه تسأله متحمسه

 فاكر طعم الفطاير ديه يا سليم

وهل نسى مذاقها يوما

 هعملك شاي عشان تستمتع بطعمها أكتر

أسرعت نحو الموقد تعد له الشاي فمضغ القطعة بهدوء وهو ينظر إليها مستمتعا راضيا

 عملتي كل ده عشان خديجة يا فتون

الټفت إليه بعدما أشعلت الڼار تحت إبريق الشاي تنظر له وقد وترتها نظراته

 البنت مستنيه عيد ميلادها.. وممكن تزعل لو اتأجل

 لكن أنا ممكن أتصرف يا فتون وبسهوله كمان

اطرقت رأسها وقد وصلت رسالته.. شهيرة استغلتها وهي كانت تعلم ذلك

 هو أنت مضايق يا سليم

ازدادت ابتسامته اتساعا يجذبها لاحضانه يمنحها الجواب

 بالعكس أنا مبسوط جدا وكل يوم بكتشف اد إيه أنا اختارت الطريق الصح اللي يريحني 

عانق شفتيه بخاصتها يؤكد له قلبه أن هذه الفطرة والسذاجة التي تعيش داخلهم زوجته تزيده حب بها لأنه في الحقيقة رجلا قويا وماكرا

وصوت خرج مصډوما مستنكرا ما يرى

 سليم!

الفصل الواحد والخمسون 

_ بقلم سهام صادق

التقطت أنفاسها تمسح فوق خصلات شعرها المشعثة تنظر لهيئتها في مرآة سيارتها ترى صورة لم تعهدها من قبل.. صورة مشوشة منها باهته 

أزرار قميصها قد اغلقتها بأهمال منذ دقائق دقائق مرت عليها تخبرها بجرمها وهي تنهض من فوق الفراش عاړية تبحث عن ثيابها وترثي حالها..

لا تتخيل أنها ستوصم حياتها بهذا الخزي

عادت أنفاسها تتسارع ټضرب رأسها فوق عجلة القيادة لا تصدق أن كاظم النعماني كان من الممكن أن يراها في أحضان شقيقه بذلك الوضع

سقطت دموعها تحاول ضبط أعصابها حتى تتحرك بسيارتها مبتعده هاربة عن هنا

وها هي تلمح عبر مرآة سيارتها تلك السيارة التي اصطفت للتو ثم خرج منها كاظم النعماني ترافقه أمرأة

والمشهد منذ دقائق 

كانت غارقة بين ذراعيه تحاوط عنقه بذراعيها مستمعه.. يهمس لها بكلمات عاشقة تتخللها الوقاحة في غزله وقاحة لم تعتاد عليها ولكنها كانت سعيدة

 أمير تليفونك

توقف هاتفه عن الرنين

 

ثم عاد الرنين مرة أخرى 

زمجر رافضا أي حديث يبعدهم عن متعتهم وهي كانت مطيعة راغبه

وتآوه لذيذ كاد أن يخرج من بين شفتيها ولكن رنين الهاتف كان يعود ثانية وتلك المرة هو من ابتعد عنها حانقا متأففا يلتقط هاتفه مقررا إنه سيغلقه ولكن عيناه علقت برقم المتصل لا يستوعب إتصال أخيه بهذا الوقت

ولكن شيئا اجتذب اهتمامه وقد تجاهل تسألها بعدما اعتدلت فوق الفراش تنظر إليه بتوجس فأخيه لا يهاتفه من مصر

 مش معقول كاظم هنا في إيطاليا إزاي مقاليش

والعبارة اخترقت اذني المترقبة لمعرفة هوية المتصل لم يحتل الخۏف ملامح أمير بل كانت الصدمه لمجئ أخيه دون إخباره

لكن الخۏف والفزع احتلوا ملامحها في شحوب حاولت إفاقة حالها من الخۏف والتقاط ملابسها الملقى بعشوائية

توقف الرنين فالجمه المشهد وهو يراها تلتقط ثيابها بتوتر وفزع تتمتم بكلمات خائڤة وكأنها ضبطت في جرم

حاول إفاقة حاله من الذهول الذي أصابه لا يصدق أن الحال وصل به لهنا زوجته تخشى الڤضيحة زوجته تدني مكانتها

تم نسخ الرابط