رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
ولعبة يا جنات وفي الاخر تقولي بحبك
ابتعد عنها حتى يتمكن من رفع رأسها إليه راغبا في سماع تلك الكلمة مجددا
قوليها يا جنات.. قوليها وأنت بتبصي في عيني.. خلي قلبي العطشان يرتوي
وهى تمنحه ما أراد رغم الحاجة ولأنها أمرأة عليها أن تمنح.. ثم تنتظر.. وأما تكسب أو تهرم على باب الأنتظار
بحبك يا كاظم
والكلمة اخذت تذوب احرفها بين شفتيه يجتذبها إليه يخبرها إنه معها يفقد كاظم النعماني الرجل الذي عاش عمره عازف عن النساء لا يراهم إلا شبيهات منال.
.....
غادرت الفراش بعدما تأكدت من غفيانه وقد توسط هو الفراش بينها وبين الصغيرة
التقطت حقيبتها النسائية التي باتت موضوعه فوق طاولة الزينة تغمض عيناها براحة وهى ترى الهاتف قد انتهى شحنه
انسابت دموعها وهى تنظر نحوه تكتم صوت بكائها لقد ضاعت فرحتها وضاعت اللحظة التي تمنت أن تعيشها معه
حركت رأسها في رفض فالمقطع المصور لا يغادر عقلها..
لم تشعر إلى أين اخذتها ساقيها إلا وهى تفترش أرضية أحدى الغرف
....
مسعد بعدما أغلق هاتفه وشاهد هذا المقطع لمرات
الحقيقة كانت واضحة داخل المقطع المصور لكنه لن يراه إلا كما يريد
من بالمقطع هى فتون..
هى تشبهها بجسدها الضئيل وتلك الضفائر.. والحقيقة التي خدعها بها أخذ عقله يصدقها.
هتحكيلي عن مراتك كمان يا حسن
وحسن يلتقط منه خرطوم الأركيلة يقهقه مسترخيا
أنت صاحبي يا مسعد..
وحسن يستمر في حديثه عن كل ليلة يجعلها فيها تجلس على ركبتيها كالقطة الشريدة تنتظر أوامره
يا جبروتك يا حسن... ضړبتها عشان رفضت تعمل اللي أنت عايزه
هو أنا متجوزها ليه.. عشان تعمل اللي يبسطني .. مش كفايه واخدها من حتت قرية فقيرة ومعيشها عيشة مكنتش تحلم بيها
ومسعد يستمع لحديثه يرفع زاوية شفتيه مندهشا من قوة صديقه في تلك الأمور وحسن يضيف مستمتعا بذهول صديقه
الجواز من عيلة صغيره بينفع يا مسعد ويا سلام لو كانت ساذجة زي فتون كده مبتقولش غير حاضر وهى خاېفة
سرح مسعد مع خيالاته ليته ينالها ليرتاح ويعرف بنفسه.. هل ما كان حسن يصفه له معها حقيقة أم مجرد حديث كان يخدعه به
قريب هتجيلي تتوسليني يا فتون
التقط هاتفه يبعث لها برسالة نصية
مقابل الفيديو ليله تكوني فيها ليا..
القى بالهاتف مستمتعا بنصره فلم يعد بحاجة لغباء دينا التي نالت جزاء تلاعبها معه ودخولها في دائرة من يدخل فيها يخرج لقپره.
ضاقت عيناه وهو يستمع لذلك الصوت فهناك شئ قد سقط أرضا
وسرعان ما كان يهبط لأسفل ينظر لتلك التي جلست فوق ركبتيها تجمع القطع المتناثرة من تلك التحفة الثمينة
أنت مين
ارتفعت عينين الجالسة أرضا وقد سقط شالها نحو كتفيها فظهرت ضفائرها
خدامتك فرحه يا بيه
.....
التقطت عيناه ابتسامتها الواسعة
مش كنت اخدتي الأرض افضل ما تاخدي عقلي يا بنت عبدالرحمن
هتف بها كاظم ينظر إليها في مكر بعدما جعل في حديثه المازح العقل دون القلب
ارتفعت برأسها قليلا حتى تتضح لها نظراته اللعوب ولكنها وقعت في شرك لعبته
وليه ما اخدش قلبك كمان
تعالت ضحكات كاظم متلذذا باللعبة الجديدة بينهم
طماعه أوي أنت يا جنات.. عقل وقلب وفلوس.. شكلي دخلت صفقة خسرانة
أنا مش عايزه فلوسك يا كاظم ديه كانت الغلطة الوحيدة اللي عملتها في حياتي ودفعت تمنها
شعرت بالإهانة فها هو يذكرها دون قصد منه بصففتهم الأولى
زعلانه من مجرد هزار شوفتي بقى مين غاوي نكد
أنا مش زعلانه
ارتفع حاجبه الأيمن في إستنكار .. ينظر لعبوس ملامحها
واضح إنك مش زعلانه يا جنات
احتقنت ملامحها تطالعه بعبوس أشد
لا أنت لسا مصالحني وأنا مش معقول هنكد عليك يا كاظم .. اصل انا راضيه
عنك خلاص بعد عرض الشغل اللي قدمته ليا.. رغم إن العرض مجاش غير عشان تخلص من الفراغ اللي بقى عندي وتعرف خطواتي
ارتفعت زاوية شفتيه في دهشة جعلتها تنظر إليه متسائلة بعدما تمكنت التقاط أنفاسها
أنت بتضحك عليا يا كاظم..نظرتك بتقول كده
صدحت قهقهته عاليا إنه خسر معها جميع المعارك.. لا قلب ولا عقل صاروا ملك له
أندفعت نحوه وقد اتضحت كذبته ضحك عليها في أمر العمل
أنت عدو المرأة يا كاظم...
ابتلع بقية حديثها لينفلت الحديث من شفتيه هو
متأكده
وانفاسها كانت تضيع مع ثورة مشاعرهم تخبره إنها لم تعد متأكدة من شئ
......
انتفضت من غفوتها تلتف حولها تبحث عن الصوت الذي سمعته
تعلقت عيناها به بعدما انحنى يلتقط علبة الأسعافات وقد شرع للتو في تغير ضمادته قبل أن تنفلت منه العلبة فتحدث صوتا
هلعه منظرها المڤزوع فاخذ يسب داخله حظه السئ.. فقد حاول بشدة ألا يصدر صوتا
العلبه وقعت مافيش حاجة حصلت يا بسمه مټخافيش
خرج صوته مجهدا من قلة النوم واقترب منها يمنعها من تلك الوضعية التي باتت تتخذها كلما استيقظت خائڤة
ملك مستنيه نكلمها يا بسمه عايزاها تشوفك كده.. أنت عارفه هى بتحبك أد إيه
رفعت رأسها إليه فازدادت رجفة قلبه وهو يرى عينيها.. لقد ضاع بريقهم وضاعت تلك النظرة التي كانت تخبره بالكثير ولكنه كان كالأعمى
رفع كفه السليم يمسح فوق وجهها صارت مستسلمة لكل شئ حتى لمساته وقربه..ليته لم يكن حيوانا تلك الليلة ليته رأي استسلامها ليس إلا إنهزاما في معركة صارت محسومه
اتكلمي يا بسمه حتى لو هتصرخي فيا أنا عارف إني ۏجعتك كتير.. مش هتحمل اشوفك وأنت بتنطفي قدام عيني
لكنها لم تكن معه كانت في عالم أخر صار عقلها يبحث عنه.. حضڼ والدها تلك الابتسامة الحنونه التي كانت تجعلها تتحمل قسۏة فتحي والحياة فرحتها وسط اهل حارتها عندما يكون عرس لأحدى فتيات الحارة نظرتها لحياة ظنتها ستعيشها.. لقمة من الخبز مغموسة من طبق الفول يدسها والدها في فمها قبل أن تغادر متجها للمصنع الذي تعمل به
هو مشي ليه وسابني لوحدي
زاغت عيناها في ضياع تبحث عن طيف والدها
مين اللي مشي وسابك يا بسمه
مدت يدها أمامها لعلها تمسك بيده تمسك بيد من تعلم إنه لن يتركها رغم قلة حيلته
عم حسني.. روحت فين.. روحت فين يا بابا..
سقطت دموعه في عجز ما الذي فعله بها.. لتصبح هكذا..
فتحي رماني في الشارع.. سابهم ينهشوا في لحمي.. صاحب المصنع طردني عشان مكنتش زيهم.. عنتر كان عايز يعريني وهو كان عايز يشتريني بتمن إحسانه.. سيبته ياخدني عشان اكرهه كنت فاكراه غيرهم.. وهى وهى..
انسحبت أنفاسه يسمع حديثها الهامس هو مثلهم.. بل أكثرهم بشاعة.. كان يعرف كل ما عاشته وتجرعته من قسۏة ولم يكن رحيما بها
أين كانت رجولتك يا ابن عبدالرحيم الراجي
اجتذبها إليه لعلها تفيق من بشاعة ما تعيشه من مشاهد ټقتحم ذاكرتها
ياريتك كنت رفضتي..كنت زي المچنون عايزك بأي طريقه عايز ابطل افكر واحلم بيكي كنت فاكر لما تكوني ليا هكتشف إنك ولا حاجه في حياتي يا بسمه لكن دلوقتي أنا بټعذب.. طفيتك بأيدي.. طلعت كنت بحبك بحب بسمه اللي استحملت قسۏة الدنيا والناس عشان تعيش الحياة بشرف بحب بسمه اللي كانت نظرتها ليا كلها لمعه وحب.. حبتيني بقسۏتي وعيوبي حبيتي الۏحش اللي فيا ليه أنا متستهلش أتحب ولا استاهل الحياة تبعتلي واحده زيك..
......
بملامح محتنقة دلفت غرفته لا