رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

تلك الحقيقة المؤلمة التي افصحت له عنها

لقد وضعت خالته ملك في الملجأ ولكنها اعادتها بعد بضعة أيام. 

 رسلان 

فاق من شروده على صوتها ينظر إليها يتذكر ما اباحت له عنه المشعوذة بعدما أخبرها بمكانته وقدرته على سحقها 

خالته أتت لها حتى تجعله يكرهها ويعيش على ذكرى أبنتها وحدها وألا يكون له ذرية منها.. الماء الذي أعطته لها في الزجاجة وكان سينثر فوق ملابسهم وفراشهم كان سيتم به عقد الصفقة مع الأسياد. 

 رسلان أنت أكيد افتكرت عزالدين

عادت تهتف اسمه تسأله بمرارة بعدما طالت نظراته نحوها 

خانتها دموعها رغم محاولتها المستميتة ألا تبكي أمامه بعدما اتفقوا أن يتعايشوا مع حدث. 

حاول نفض رأسه من تلك الأفكار التي اقتحمته يرسم ابتسامته بصعوبة يمد كفيه نحو وجهها يمسح دموعهاثم

ضمھا إليه بقوة حتى توقفت عن البكاء 

 سليم اقترح عليا نروح عمره إيه رأيك

ابتعدت عنه غير مصدقة إقتراحه

 بجد يا رسلان

تسألت بأعين دامعة فكيف تجاهلت أمرا كهذا سينسيها هموم الدنيا وستطيب فيه روحها

 إحنا محتاجين ده يا ملك

اماءت برأسها مؤكده عائدة لحضنه

 أنت عيلتي الوحيدة يا رسلان

 مكنتش هحب ست غيرك مهما حصل

 كفاية تفكير بقى

تمتم بها حانقا من أفكار عقله يلتف برأسه ينظر نحو شرفتها

 علاقتنا معروف نهايتها ديه مجرد رغبه..أنا لازم ابعد كام يوم عن البيت ده الحل الوحيد عشان ارجع اسيطر على نفسي 

فتحت عيناها على وسعهما لا تصدق ما كانت تحلم به إنها كانت بين ذراعيه يبثها بتلك المشاعر التي يعيشها الأزواج في علاقة كامله.

تدافقت الډماء في أوردتها فكيف خانتها أحلامها..

أسرعت في وضع يديها فوق عينيها تحاول مسح تلك التفاصيل من أمامها وكأنها علقت في خيالها 

 أكيد ده بسبب المسلسل لكن ليه احلم بالتفاصيل ديه.. وإزاي احلم بيها

أسرعت في الإعتدال من رقدتها تلطم جبهتها لا تستوعب وقاحة حلمها

 أكيد أنت اټجننتي يا بسمة طول عمرك بتحلمي أحلام بريئة

اغرقت رأسها أسفل المياة.. تلتقط المنشفة ټدفن داخلها رأسها لتجفف المياة عنها

لطمت وجهها بالمياة حتى تخرج عقلها من خيالته

خرجت من المرحاض وسرعان ما كانت تتسع حدقتيها تنظر حولها في ذهول تحاول تذكر أخر شئ فعلته قبل أن تسقط غافية 

فهي غفت جوار الحاسوب دون غلقه

 معقول دادة سعاد هي اللي غطتني وقفلته وحطته على المكتب 

تلملمت فوق الفراش الواسع تبحث عنه جوارها تحركت بيديها من الجهتين لتجد الفراش خالي..

حاولت طرد النعاس عن جفنيها المغلقين تفتح عيناها ببطئ بعدما استشعرت قوة الضوء الساقط عليها من الشرفة

 سليم

هتفت اسمه وهي تحك فروة رأسها بأحد أيديها وباليد الأخرى ثبتت الغطاء فوق جسدها تسمع صهيل الخيل

فعلمت أين

 

أختفى في هذه الساعة الباكرة

نهضت بتكاسل تلف الغطاء حولها فقد أنتهت العطلة الصغيرة التي أراد منحها لكلاهما بعيدا عن اشغاله ومخاوفه التي تعلم إنها لن تنتهي مادام ابنته بعيده عنه

 كنت بتسألي نفسك إزاي راجل زي سليم النجار مهوس بيك ومش عايز يبعد عنك وبيدور على الوقت عشان يقضيه معاك اه دلوقتي أنت اللي بتسألي نفسك عن الوقت اللي تكوني معاه فيه يا فتون

تسألت في تذمر وهي تغمض عيناها في حنق بعدما احرقها صابون الإستحمام فقد ضاعت السحابة الوردية التي كانت تحيط حياتهم وليتها عاشتها بجميع تفاصيلها

بل عاشتها وهي تظن أن ما عليها إلا لتشبع حاجته العزيزية كما كانت تفهم ونشأت.. 

فما يربط الازواج سوى تلك العلاقة لا غير.

جففت خصلاتها في عجالة وارتدت ثوبها البسيط وصندلها الخفيف تهبط الدرج حتى تتجه إلى مكان وجوده. 

توقفت مكانها وهي تراه يدلف المنزل بعدما استمعت لصوته وهو يخبر احد العمال المهتمين بالمزرعة إنه سيغادر بعد ساعه من الأن. 

أصابها الإحباط فلأول مرة تشعر إنه لها وحده دون قيود وتحكمات تغلف حياتهم رغم تلك الذكريات المريرة التي عاشتها في هذا المكان الذي اتت إليه من قبل خادمة وخرجت منه ك الحسالة مطرودة.

ابتعلت غصتها في مرارة تحاول تطرد أي شعور يعيدها لأي نقطة بائسة..

 فتون هانم اللي قالت صحيني معاك نشوف شروق الشمس سوا

ضاقت عيناها بعدما اقترب منها يلثم خدها 

 أنا

تسألت بعدما حاولت تذكر لحظة إعتراضها

 لا أنا عموما هطلع اخد دش سريع ونمشي..

 حضرتلك الفطار في المطبخ افطري لحد ما انزل

ارادت الحديث وإخباره عن رغبتها في قضاء اليوم هنا ولكن عاد يسكتها بقبلته مرة أخرى. 

 عايزك تقوليلي نجحت في البيبض بالبسطرمة وطبقت الطريقة صح ولا لاء

اسرع في صعود الدرجات فعلقت عيناها به في هيام فهي عالقة بحب هذا الرجل منذ أن كانت خادمته. 

دلفت للمطبخ لتجد كل شئ مجهز فوق الطاولة لا تصدق إنه فعل ذلك بنفسه لأنها اكتشفت أن زوجها اعتاد على خدمة الأخرين له

تذوقت طعم البيض ولكن سرعان ما كانت تخرج اللقمة من فمها لشدة ملوحته

ارتشفت بضعة رشفات من كأس العصير بعدما مضغت شرائح الخيار التي قطعها بطريقة اعلمته إنه حاول من أجلها أن يجعل لها طعام الفطور مميز. 

نظفت المطبخ بعجالة وصعدت للغرفة حتى ترتبها قبل رحيلهم مادام لن يبقوا سويعات أخرى. 

توقفت نهاية الدرج تنظر نحو الطرقة المؤدية لغرفة الجد

ولم تشعر بقدميها وهي تأخذها نحو الغرفة التي شهدت سقوط الجد في تلك الليلة التي اقتحم فيها حسن المنزل لسړقة تلك المجوهرات الخاصة بجدة سليم وكان الجد يحتفظ بها

لم يتغير شئ بالغرفة رغم التحديث الذي أحدثه سليم في بيت المزرعه كل شئ كان مكانه وصورة الجد معلقة.

ارتجف جسدها وكأن رياح هذه الليلة عادت تقتحمها بكل تفاصيلها

 فتون

أجفلها صوته فانتفضت مڤزوعة

 بتعملي إيه هنا

بصعوبة استدارت إليه تنظر إلى شعره الرطب بأنفاس تحاول إلتقاطها

 مش عارفه ليه رجلي اخدتني لهنا.. 

تجمدت ملامح سليم فحاولت إخراج بعض العبارات.. 

اجتذب ذراعها حتى يخرجها من الغرفه يمسح فوق وجهه. 

.......

استقبلتهم السيدة ألفت فور أن دلفوا للمنزل تشعر ببعض القلق على حال السيدة خديجة خاصة إنها منذ وقت قليل كانت لديها تسألها إذا ارادت أن تعد لها وجبة الافطار

وجهها الشحوب ومحاولتها في إخراج صوتها جعلها تشعر بوجود خطب ما بها

 الهانم وصلت الفجر انا كنت عندها فوق لكن شكلها تعبان

تصلب وجه سليم من شدة القلق فعمته حينا تأتي لمصر يكون على علم مسبق منها

 سليم أنت قلقان كده ليه اكيد مجرد زيارة وحبت تعملها لينا مفاجأه

تمتمت بها فتون رغم التوتر الذي تشعر به لأنها ستلتقي ب خديجة النجار عمة زوجها تلك المرأة التي حينا التقت بها اشعرتها كم هي ضئيلة في كل شئ أمامها. 

تحرك سليم نحو الدرج قاصدا غرفتها ولكن رنين هاتفه بتلك النغمة المخصصه جعله يتوقف ينظر لصورة صغيرته التي أضاءت على شاشة هاتفه

ابتعدت قليلا حتى يحادث صغيرته يسمع عتابها له عن عدم مهاتفته لها ليلا

طالعته فتون بعينين لامعتين تتوهج توق لتلك اللحظة التي ستحمل فيها احشائها طفلا منه

 اطلعي يا بنت لخديجة هانم أنت دلوقتي ست البيت

تمتمت بها السيدة ألفت بعدما اقتربت منها تومئ

تم نسخ الرابط