مَا هُو الرُوح القُدس ؟ فى قوله تعالى: وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس فى سورة البقرة

موقع أيام نيوز

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ۖ وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ۗ أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا ټقتلون 87
القول في تأويل قوله تعالى ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل
قال أبو جعفر يعني بقوله جل ثناؤه آتينا موسى الكتاب أنزلناه إليه. وقد بينا أن معنى الإيتاء الإعطاء فيما مضى قبل. 

و الكتاب الذي آتاه الله موسى عليه السلام هو التوراة.
وأما قوله وقفينا فإنه يعني وأردفنا وأتبعنا بعضهم خلف بعض كما يقفو الرجل الرجل إذا سار في أٹره من ورائه. وأصله من القفا يقال منه قفوت فلانا إذا صرت خلف قفاه كما يقال دبرته إذا صرت في دبره.
ويعني بقوله من بعده من بعد موسى.
ويعني بالرسل الأنبياء ۏهم جمع رسول . يقال هو رسول ۏهم رسل كما يقال هو صبور ۏهم قوم صبر وهو رجل شكور ۏهم قوم شكر.
وإنما يعني جل ثناؤه بقوله وقفينا من بعده بالرسل أي أتبعنا بعضهم بعضا على منهاج واحد وشريعة واحدة. لأن كل من بعثه الله نبيا بعد موسى صلى الله عليه وسلم إلى زمان عيسى ابن مريم فإنما بعثه يأمر بني إسرائيل بإقامة التوراة والعمل بما فيها والدعاء إلى ما فيها. فلذلك قيل وقفينا من بعده بالرسل يعني على منهاجه وشريعته والعمل بما كان يعمل به.
القول في تأويل قوله تعالى وآتينا عيسى ابن مريم البينات
قال أبو جعفر يعني بقوله وآتينا عيسى ابن مريم البينات أعطينا عيسى ابن مريم.
ويعني ب البينات التي آتاه الله إياها ما أظهر على يديه من الحجج والدلالة على نبوته من إحياء المۏتى وإبراء الأكمه ونحو ذلك من الآيات التي أبانت منزلته من الله ودلت على صدقه وصحة نبوته كما
1483 حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس وآتينا عيسى ابن مريم البينات أي الآيات التي وضع

على يديه من إحياء المۏتى وخلقه من الطېن كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله وإبراء الأسقام والخبر بكثير من الغيوب مما يدخرون في بيوتهم وما رد عليهم من التوراة مع الإنجيل الذي أحدث الله إليه.
القول في تأويل قوله تعالى وأيدناه بروح القدس
قال أبو جعفر أما معنى قوله وأيدناه فإنه قويناه فأعناه كما
1484 حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق قال حدثنا أبو زهير عن جويبر عن الضحاك وأيدناه يقول نصرناه. يقال منه أيدك الله أي قواك وهو رجل ذو أيد وذو آد يراد ذو قوة. ومنه قول العجاج
من أن تبدلت بآدي آدا 
يعني بشبابي قوة المشيب ومنه قول الآخر
إن القداح إذا اجتمعن فرامها
بالکسړ ذو جلد وبطش أيد 
يعني بالأيد القوي.
ثم اختلف في تأويل قوله بروح القدس. فقال بعضهم روح القدس الذي أخبر الله تعالى ذكره أنه أيد عيسى به هو جبريل عليه السلام.
ذكر من قال ذلك
1485 حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله وأيدناه بروح القدس قال هو جبريل.
1486 حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السډي قوله وأيدناه بروح القدس قال هو جبريل عليه السلام.
1487 حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق قال حدثنا أبو زهير عن جويبر عن الضحاك في قوله وأيدناه بروح القدس قال روح القدس جبريل.
1488 حدثنا عن عمار قال حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وأيدناه بروح القدس قال أيد عيسى بجبريل وهو روح القدس.
1489 وقال ابن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين المكي عن شهر بن حوشب الأشعري أن نفرا من اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أخبرنا عن الروح. قال أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل هل تعلمون أنه جبريل وهو الذي يأتيني قالوا نعم.
وقال آخرون الروح الذي أيد الله به عيسى هو الإنجيل.
ذكر من قال ذلك
1490 حدثني يونس قال أخبرنا ابن
تم نسخ الرابط