شيماء نعمان كاملة
المحتويات
أصرت على استقباله بنفسها
أما هي فعيناها لا تصدق أنه أمامها وكأن سحر أصابها عند رؤياه
تتفحصه من أعلى رأسه لأخمص قدميه
اختلف كثيرا .......بالفعل اختلف
لحيته طالت لتعطيه وسامة وجاذبية سحرتها
عيناه البنية ونظرته الغامضة وكثافة حاجبيه أعطته مظهرا غريبا مختلفا عليها
أصبح مفتول العضلات ومع طوله الفارع أصبح أمامها كبطل أحلامها الماضية والقادمة أيضا
ليث حمدالله على السلامة
ابتسم لها قائلا الله يسلمك يا نهال
وحشتنى أوى
وابتسامة مجاملة أخرى وأنتى كمان وحشتينى
مصر كلها باللى فيها وحشونى
مازحه محمد صديقه حد قالك تغيب كل السنين دى يا مفترى
_ خلاص يا ميدو مبقاش فيها غياب كفاية أوى كده
وطريق العودة من المطار لبيته كان طويلا كفاية ليشبع عيناه من كل شيء حوله وليلها المشاغب مهما ابتعد فالليل في بلاده يختلف عما سواها
تحدثت نهال وعيناها مازالت تلتهمه قائلة خلاص بقى يا أحمد ليث مش هيسافر تانى .......صح يا ليث
ونظرتها غريبة عليه مختلفة كانا قديما أصدقاء لكنها تنظر إليه الآن نظرة غريبة عنه ولكن الوقت غير كافى ليحاول فهم نظرتها الغريبة
نحيبها يتعالى بقوة تقهر قلبه الذى طاوعه طوال خمس سنوات على عدم العودة
كبرتى اهو وبقيتى عروسة زى القمر
إلتف ناحية أمه أومال فين بابا
اختفت ابتسامة والدته علية لتنظر ناحية غرفته بابا تعبان يا ليث ومحتاجاك جنبه يا ابنى
لا يعرف أيلومه أم يلوم حاله على فراقهم
رفع عيناه لوالده الذى يبتسم بضعف ليعتدل ويجلس بجواره ويشد والده على
كفه بقوة رجعت يا ليث
ابتسم ليث ببساطة لما عرفت أنك عاوزنى كان لازم أرجع يا بابا
أخذ الوقت الكافى ليلقى عن كاهله عناء السفر ولكنه رفض النوم. الراحة قبل أن يستمع لوالده قبل أن يعرف كل شيء
حسين يتحدث وليث يستمع بكل ذرة في كيانه
ترتسم أمامه المؤامرة التي حكاها عمه ليحصل على كل شيء
إمضاء والده ليس مزور ولكنه مضى عليه معتقدا أنها أوراق أخرى خاصة بالعمل
لا يعلم أن أخيه استغل مرضه ودبر الأمر برمته
أوراق تمكنه من استغلال والسيطرة على كل شيء
وضاع تعب السنين
آلت الشركة لعمه نوح وإبنه من بعده
محاولة لإعادة كل شيء
تفكيره وتركيزه على أمر واحد
استعادة ما سلب منهم
ورغم عقلانيته ولكنه يعلم تماما أن عمه لن يترك الأمر للصدفة أو لمحاولات فاشلة يحاولها ليث لإستعادة الشركة أما الأموال ستعود عندما يمسك بزمام الأمور من جديد هو يعرف أنه قادر على النهوض بالشركة من جديد
سنوات عمله بالخارج والخبرة التي اكتسبها وسمعة والده الطيبة حتما سيساعدون في إعادة كسب الثقة ولكن الأمر لم يكن سهلا
الورق الذى يمتلكه عمه يعطيه الحق في إدارة الشركة مدى الحياة أي أنه لن يكون له الحق في شيء سيكون مجرد موظف في شركة والده ولكنه دائما لا يرضى بالأمر الواقع
فكرة لمعت في عقله يعرف أنها فكرة مچنونة ولكنه سيستعيد بها حقه وحق والده سيعود كل شيء كما كان وابتسامة ماكرة تداعب ثغره وهو يرسم أمامه
ستة أشهر قضتها في محاولة لإستعادة ذاتها
ستة أشهر تقضى وقتها في غرفتها منعزلة عن الجميع رافضة لفكرة التأقلم من جديد
لم تخطئ لتنال من القسۏة والألم ما تلاقيه الأن
حاولت .......صدقا حاولت أن تعود كما كانت
مرحة .......شقية
تغزو البسمة وجنتيها
ولكنها فشلت
لم تعد قادرة على خداع حالها أكثر
يومها يبدأ وينتهى في نفس المكان
نفس الركن الذى أخذ منها أياما وليالي وهى قابعة فيه تنظر للسماء بصمت بداخلها الكثير والكثير
بداخلها ڼار تلتهم شبابها
بداخلها دوامة تلتهم تفكيرها
تلتهم أيامها وهى ساكنة مستسلمة
لكن أبيها لا يعجبه الحال
دائما يرفض الأمر الواقع إذا كان يأتي بالخسارة والۏجع
وهى طفلته الوحيدة لا يعجبه ما تفعله لا يعجبه ضعفها
يريدها قوية
لا يريدها منكسرة
يريدها أبية لا مستسلمة
دخل غرفتها بحث ليجدها تجلس في شرفتها رافعة
_طيب مش بتروحى لدعاء صاحبتك ليه هي دايما بتيجى ليه مش بتروحيلها انتى كمان على الأقل تغيرى جو بدل قاعدة البيت دى يا حبيبتى
_ ملوش لزوم يا بابا دعاء بتيجى وخلاص لو فكرت أروحلها ماما هترفض وهتقولى بلاش
عقد حاجبيه پغضب من تصرف زوجته منذ طلاق تويا وازدادت هي حساسية تجاه الأمر يشغلها حديث الناس التي بدأت تتسائل لماذا انفصلت تويا ولكن هو لا يهمه الأمر ما يهمه حقا هي ابنته ابتسم لها قائلا لا يا حبيبتي هي ماما بس بتقلق عليكى بس ولا يهمك أنا اللى بقولك اهو خدى العربية بكره واخرجى أنتى ودعاء ولا يهمك من حد ولا من كلام حد
_ يعنى إيه يا محمود
انتبه لصوت زوجته المتذمرة فنظر
متابعة القراءة