غرام بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز

استيقظت
للتو من تأثير التنويم ألقت ما بيدها في الحوض وتراجعت للوراء تضع كفها علي فمها تمنت أن تستطيع العودة عن ما هي مجبرة عليه كما تراجعت عن فكرة الإنتحار بملء إرادتها!
بعد قليل... 
انتهت من وضع المساحيق ارتدت قناع الخلاعة خوفا من الڤضيحة لتستمر في خطأ أكبر أقبح من كبيرة من أضل الكبائر.
تسللت كالعادة من المنزل بعد منتصف الليل ترتدي عباءة سوداء تخفي ما ترتديه أا من ثياب ڤاضحة تلك تعليمات الشيطان الذي ينتظرها في وكره خرجت من الفناء تتلفت يمينا ويسارا اطمأنت أن سكان الحارة نيام ولم يراها أحد لا تعلم هناك زوج من العيون تتربص لها في الظلام تحرك صاحبها حينما رآها تسرع من خطواتها نحو الطريق لم يأبه لرفضها له أو چرح كرامته عندما قامت بمعايرته بفقره المماثل لها و بعمل والداته بائعة الخضروات الورقية.
لن يهتم إلي كل هذا فهدفه الآن هو معرفة ماذا تفعل أو ماذا تعمل في ذلك البناء الذي ذهبت إليه في السابق ورغم تعرضه للأذي وال من حراس الأمن حينها مازال علي إصرار معرفة ما تقترفه سماح ومواجهتها إذا ثبت له شكوكه الصحيحة.
توقفت علي قارعة الطريق تقرأ رسالة أخرى يخبرها هذا الخنزير القرني بوجود سيارة قادمة إليها أغلقت شاشة الهاتف وكادت تضعه داخل حقيبتها وجدت يد تقبض علي ذراعها ليجعلها في مواجهته يسألها پغضب مستطير
رايحة علي فين يا سماح
حاولت نزع ذراعها من قبضته
ملكش دعوة بيا يا عاطف وخليك في حالك أحسن لك
مش هخليني في حالي غير لما أعرف رايحة فين و كنت بتعملي إيه المرة اللي فاتت فوق في البرج
شعرت پألم أثر غرز أنامله في ذراعها
سيب إيدي بدل ما أصوت و ألم عليك الناس
صوتي عشان يشوفوكي في ساعة زي دي و بمنظرك اللي شبه البنات اللي لا مؤاخذة بيشتغلوا في الشقق إياها 
كلماته في المقام الصحيح و بدلا من إنكارها أو الدفاع عن نفسها ولو كڈبا قامت بالغير متوقع بالنسبة إليه 
و هما مالهم بيا أيوه بشتغل في شقة زفت و اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها و أنت لو اتعرضت ليا تاني مش هيحصلك كويس
كانت عينيه علي وشك مغادرة محجريهما من شدة ما يشعر به من صدمة ما قد ألقى علي مسامعه الآن ترك ذراعها وحاول تكرار كلماتها داخل رأسه حتي وصلت سيارة سوداء
توقفت وهبط منها حارس شخصي يرتدي بدلة سوداء ذو بنية جسدية ضخمة أن تستقل السيارة تابعت 
و إياك حسك عينك تمشي ورايا
تاني المرة دي هاسيبك ترجع الحارة علي رجليك المرة الجاية ممكن ما ترجعش تاني 
وأشارت له نحو الحارس ذو المظهر المخيف تركته في حالة يرثي لها وصعدت إلي داخل السيارة ذات الدفع الرباعي وصعد خلفها الحارس.
انتهت للتو من تبديل ثوب الزفاف خاصتها بثوب من الحرير الأبيض خصلات شعرها الغجري تنسدل بحرية علي ظهرها تمسك زجاجة العطر وتضغط علي المكبس تتناثر ذرات العطر الأخاذ في أرجاء الغرفة طرق علي الباب يتبعها صوت زوجها الأجش
هنودي حبيبتي ممكن أدخل
اتفضل
فتح الباب فنهضت و ألتفت إليه وقف متسمرا في مكانه يتأمل ملاكه الذي أسر فؤاده منذ سنوات. 
ابتسمت علي مظهره وملامحه الثابتة وكأنه تمثالا 
مالك يا چيمي واقف عندك كدة ليه يا حبيبي
تحرك نحوها ومع كل خطوة ترتفع دقات قلبه توقف أمامها مباشرة 
اللهم صل علي النبي اللهم بارك معقولة القمر ده بقي ملكي و بين إيديا!
ابتسمت ونظرت إلي أسفل بخجل 
بس بقي أنا بتكسف
جعل يديها بين كفيه 
لاء كسوف إيه في ليلة زي دي أنتي خلاص بقيتي حلالي وأنا حلالك و ملكك أنتي كمان من النهاردة بقيتي كل حاجة بالنسبة ليا مراتي وحبيبتي وبنتي وكل أهلي وناسي
زفر ثم ألتقط انفاسه وتابع
ما تتصوريش يا هند بعد موافقتك أننا نتجوز في شقة أهلي الموضوع ده فرق بالنسبة لي قد إيه كنت خلاص فاقد الأمل و أنتي رجعتهولي من جديد
رفعت إحدى يديها ووضعتها علي وجنته 
طول ما إحنا مع بعض وأنت بتحبني و پتخاف على مستعدة أتحمل أي حاجة عشانك
و أنا يا حبيبتي بوعدك للمرة التانية طول ما أنا فى نفس هاسعدك و مش هخلي نفسك في أي حاجة
تصاعدت انفاسها النابعة من جوف قلبها الذي يعشقه ظلت تحدق إليه بتيم ووله فافترقت تيها لتخرج كلمات بأعذب ألحان الهيام
أنا بحبك أوي يا چيمي
تراقص فؤاده علي لحن عزفها فجذبها بين يديه 
و أنا عاشق وبموت فيكي يا قلب و عقل وروح چيمي
هنا توقف الحديث كما توقفت الأنفاس و ساد الهدوء فغير مسموح بالتحدث سوي لصوت الحب و بدأ أول ليلة تجمع ما بين قلبين اضناهما الشوق بعد ليال عديدة.
في الصباح الباكر حيث رائحة نسمات الهواء النقية التي تنعش الصدور و هنا لدي غرام كانت تنعم بالعطلة الأسبوعية لا تعلم لماذا كلما تتذكر التي تدعو ماهي وهي برفقة يوسف تشعر بالضيق والاختناق أطلقت زفرة عميقة وصوت عقلها يتحدث لا يسمعه سواها
جري إيه يا غرام معقول لحقتي تتعلقي بيه! لاء فوقي لنفسك هو ابن الأكابر و أنتي بنت الحارة و لو علي وقوفه جمبك دي جدعنة وشهامة منه مش أكتر ما تخليش خيالك يسرح لبعيد
فاقت من حديث النفس هذا علي اهتزاز هاتفها للمرة الثلاثون دون أن تجيب و كان المتصل يوسف وهناك رقم مجهول لاتعلم من صاحبه لكنها تجاهلته أيضا. 
العودة إلي عصفورين الحب مازال يغط كليهما في النوم بعد ليلة من آلاف ليالي العشاق تتقلب يمينا ويسارا بضجر كيف لها أن تنعم بنوم هادئ وصوت شخير زوجها المزعج يدوي صداه في أرجاء الغرفة ابتعدت قليلا عنه و أخذت وسادة صغيرة لتضعها فوق رأسها وتستطيع النوم في سلام و من أين يأتي السلام وهناك زوار قد أتوا للتو و صوت بكاء وعويل انتفضت ظنا منها الضوضاء تلك آتية من الشارع بينما الحقيقة م الصوت من قلب ردهة المنزل.
نهضت سريعا تبحث عن مأزر الحريري الطويل ترتديه سريعا فوق غلالتها الة تحكم ربطة المأزر جيدا وتلملم خصلات شعرها المبعثرة
جمال أصحي يا جمال فيه حد برة في الصالة عمال يعيط 
تلكزه في كتفه لكي يستيقظ همهم بعدم الة في الاستيقاظ وصوت يغلب عليه النعاس
بس حرام عليكي سيبيني أنام
بقولك فيه حد بره في الصالة يمكن مامتك ومعاها حد
نهض بجذعه يتثائب 
و إيه اللي هايجيب أمي وأختي علي الصبح أمي قالتلي أنها هاتقعد عند دلال كام يوم
انتهي من حديثه فسمع صوت والدته 
كفاية يا بنتي عياط أهو غار في داهية بكره هيجيلك سيد سيده
نهض جمال وبحث عن ه القطني ليرتديه حيث كان
و تنوح وتردد
أنا! أنا يعمل فى كده بعد ما وقفت جمبه!
خرج جمال يحاول إدراك ما
يحدث
خير يا أمي فيه إيه 
و ما أن رأته والدته لتبدأ في ملحمة العويل 
تعالي يا جمال شوف اللي حصل لأختك تعالي يا بني ياللي ملناش غيرك
اقترب من شقيقته وجلس جوارها
حصل إيه يا دلال
أجابت من بين دموعها
جوزي الندل الجبان بعد ما استحملت ظروفه وفقره سنين طلع طفشان عشان متجوز على وبلغ صاحب العمارة إنه مش هيدفع إيجار تاني لأنه مسافر وأتجوز ومش راجع دلوقتي
كان يستمع إليها وغير مصدق
إزاي! هو اټجنن و لا إيه فاكرها سايبة
نهض وجموح الڠضب تملكت من زمام صبره
وربنا لأروح لأهله وههد الدنيا فوق دماغهم
أمسكت والدته يده ترجوه 
بلاش يا ضنايا إحنا خلاص مش عايزين منهم حاجة و لو هو مش عايز أختك قيراط إحنا كمان مش عايزينه فدان
وألتفت إلي ابنتها تخبرها
وأنتي بطلي عياط وفوقي لنفسك هو اللي خسران
خلاص ياماه مابقاش ليا حد
صاحت والدتها تنهرها وعينيها نحو باب الغرفة الذي فتح الآن وخرجت منه هند 
ما بقاش ليكي إزاي يا قلب أمك بيت أبوكي مفتوح و لو مشالتكيش الأرض أنا وأخوكي نشيلك جوه عنينا و لا إيه يا جمال يا بني
أومأ بالموافقة معقبا
أيوه يا أمي بيتها ومطرحها و مش هاسيب الحيوان ده غير لما يجيلها راكع قدامها
ربنا يخليك لينا يا بني ومعلش إننا جينا وقلقنا منامكم أديك شايف مابقاش لأختك مكان غير هنا
يا أمي ده بيتك ومطرحك و إحنا اللي ضيوف فيه
ألتفت فوجد هند تقف تري وتسمع ما يحدث في صمت ومحاولة إدراك أن ما ينتظرها من معاناة وصراع قد بدء للتو!
وبالعودة إلي غرام يتجمعون هي ووالدتها واشقائها الثلاث حول مائدة الإفطار
ما بتاكليش ليه يا احلام
ألتفت أحلام إلي والدتها بوهن
مليش نفس يا ماما
سألتها غرام بقلق
حاسة بتعب و لا إيه
لاء مصدعة شوية ومليش نفس
قامت الأخرى بصنع شطيرة فلافل وخضروات واعطته لها
لازم تاكلي عشان تخلصي جرعة العلاج لو مكنش عشانك يبقي عشان ابنك
نهضت أحلام 
معلش يا غرام مش قادرة أؤكل أنا هاقوم أخد علاجي وهنام ولما هاصحي هاكل مع ابني
كادت الأخرى توقفها فمنعتها والدتها
سبيها يا بنتي براحتها أنتي عارفاها طالما نفسها مسدودة لو عملتي إيه مش بتاكل اللهي يسد نفسه اللي كان السبب
كانت أحلام قد ولجت إلي داخل أحد الغرف عقبت غرام بصوت خاڤت
خلاص يا ماما قفلي علي سيرة الزفت ده ما تشيلنيش ذنوب بسببه علي الصبح
الحمدلله هاقوم أغسل إيدي وألحق طابور المدرسة ما يخلص المديرة بقت تذنب اللي يجي متأخر و تخليه واقف لمدة حصتين و يتاخد غياب كمان
عقب سعيد شقيقهم الصغير
ما تخافيش خطيبك مش هيخليهم يعملولك حاجة
ته بخفة علي خلف رأسه
خليك في حالك يا سوسة
و أن تغادر أوقفتها غرام 
خدي بالك من نفسك كل اللي ما بينك و ما بين مستر حسن مجرد خطوبة أظن أنتي فهماني
ما تقلقيش على أنا بعرف أحط حدود كويس ما بيني و ما بين أي حد حتي لو كان خطيبي
ربتت غرام علي ذراع شقيقتها
جدعة يلا روحي و ما تتأخريش و خدي معاكي سعيد في سكتك و ماتمشيش غير لما تشوفيه دخل جوه حوش المدرسة
غادرت ابتسام المنزل برفقة شقيقها ونهضت عزيزة لتنخرط في مهمام المنزل اليومية بينما غرام تنظر في هاتفها الذي مازال يهتز والمتصل مجهول كادت تجيب فأوقفها صوت
رنين جرس المنزل
شوفي يا غرام مين علي الباب شكله أخوكي هتلاقيه نسي السندوتشات بتاعته
ذهبت غرام لتفعل ما أمرتها به والدتها ظنا منها أن الطارق شقيقها لذا كانت لا ترتدي وشاحا علي رأسها
استني يا...
توقفت الحروف علي لسانها عندما رأت أن الزائر هو رامي الذي وقف يحدق إليها 
ممكن أدخل
شهقت حين أدركت أنها تقف دون حجاب أمامه صفقت الباب في وجهه!
الفصل الرابع عشر
عالمي وعالمك مختلفان مشاعرنا متشابهة واقع منوط بآمال زائفة ربما ح حقيقة بعد معاناة...
كان جالسا علي الأريكة ذات الفرش القديم يتأمل أثاث وجدران هذا المنزل البسيط لكن تلك الخصلات الغجرية السوداء لم تذهب عن باله فبعد أن
تم نسخ الرابط