رواية جاسر وسالي بقلم يسرا مسعد
الماء على وجهها
فيما كان جاسر ينظر للسرير بحسره مسترجعا بذاكرته لقائهم العڼيف المخجل ...وخرج ...خرج مسرعا من الغرفه ..بل من المنزل بأكمله وركب سيارته وانطلق بها بسرعه چنونيه
رن جرس الهاتف فى منزل جاسر للمره الثانيه فردت منيره الو
جاءها صوت مجيده قائله الو ...السلام عليكم ..ممكن اكلم سالى
منيره نقولها مين يا افندم
منيره حاضر ..ثوانى وابلغها يا هانم
صعدت منيره الى الطابق الثانى واتجهت الى غرفه سالى وطرقتها ودخلت برفق وقالت سالى هانم مامتك على التليفون
قامت سالى واتجهت الى التليفون خارج غرفتها وحملته ودخلت به الى غرفتها واغلقت الباب
وقالت الو ايوا يا ماما ..ازيك وحشتينى اووى
مجيده وانتى يا بنتى وحشتينى اكتر اخبارك ايه .وجوزك اخباره ايه
مجيده مالك يا سالى
سالى لا ابدا ياست الكل ..سلامتك..انتو ازيكم وسيرين وولادها وبابا وحشتونى اووى
مجيده سيرين هتمشى النهارده وكنا عند الدكتور من شويه
سالى اوعى تقولى انها حامل تانى ولو انه مستحيل
ولا يكون لسه في حاجه مانزلتش
مجيده لا يا تحفه ..بابا تعب شويه امبارح بالليل فحجزتله عند دكتور القلب
مجيده ما ادينى اهوه كلمتك ..بس الحمد لله الدكتور غيرله شويه فى العلاج وطلب شويه تحاليل كده ..ادعيله انتى بس
سالى انا لازم اجى النهارده عشان اتطمن عليه
مجيده وانا بكلمك عشان اقلقك ..ابوكى الحمد لله كويس المهم انا امبارح حلمتلك حلم كده وصاحيه قلبى مقبوض ..طمنينى عليكى يابنتى
مجيده مش عايزه اقول عشان مايتفسرش ..انتى كويسه مش تعبانه من حاجه ..بجد يا سالى طمنينى يا بنتى
لم تتمالك سالى دموعها وبكت فقالت مجيده ياحبيبه قلب امك والله قلبى كان حاسس ...زعلانه من ايه ..احكيلى يا بنتى
سالى مش هينفع فى التليفون يا ماما لما نقعد سوا ونفضفض
مجيده طيب ..انتى حامل
مجيده مش بقولك حلمت وده تفسير حلمى ..حامل صحيح يا سالى فرحى قلبى على الاقل
سالى ايوا يا ماما ..حامل بس غريبه اووى انا لسه النهارده الصبح لسه عارفه
مجيده قلب الام يابنتى ..خدى بالك من نفسك يا سالى عشان خاطرى وكلى كويس ..هه وبلاش المجهود ولا الزعل عشان خاطر امك
سالى حاضر يا ماما ..وان شاء الله هجيلكم قريب
سالى
بابا فين
مجيده دخل يريح شويه ..اما يصحى هخليه يكلمك ..مبروك ياحبيبتى ربنا يقومك بالسلامه ويفرحنى بعوضك يارب
سالى متنهده الله يبارك فيكى يا ماما ..هبقى اكلم بابا على بالليل كده ...مع السلامه
مجيده فى حفظ الله يا حبيبتى
اغلقت سالى الهاتف وخرجت ووضعته مكانه ودخلت غرفتها ونامت
اما جاسر فظل يجوب الشوارع شاردا الذهن غاضبا من نفسه فأخطائه المتكرره هى التى دفعت زوجته لطلب الطلاق
ولكن ما ذنب طفلهما الذى لا يزال فى علم الغيب ان ياتى لذلك العالم ليجد والديه منفصلين كأخيه الاكبر..
اهذا قدره..... ان يهبه الله طفلا اخرا ثم ويحرم منه...
عليه ان يحارب ويقاتل من جديد لليملم شمل اسرته الصغيره
اتجه جاسر للقصر فقد شعر بالاشتياق لابنه الصغير وما ان ترجل من السياره حتى خرج زياد حاملا سليم الصغير لاستقباله
فقال له زياد من الصبح داوشنا االى ..ااالى ..انت مش عاملك اي وضع معاه كده... نقوله طيب بابا طيب تيته مافيش على لسانه غير ااالى
نظر جاسر الى ابنه پألم وقال حاضر هاخدك لاالى بس تعالى الاول نرتاح شويه ونسلم على تيته
قال زياد لاء هيا مش موجوده ..راحت مشوار مع آشرى وتقولى حاجه خاصه بالستات مالكش دعوه وانا
قاعد مع الاستاذ
ثم قال باستفهام اتغديت
جاسر لاء
لسه
زياد طيب كويس تعالى افتح نفسى انا والاستاذ سليم
قال جاسر طيب هروح اعمل تليفون كده واجى الغدا فين
زياد فرصه سوسو مش موجوده تعالى ناكل فى الليفنج ونتابع الماتش
جاسر حلو اووى ..يالا يا سولم روح مع عمو زياد عبال ما اعمل تليفون
قال سليم فى اعتراض ااالى
زياد شفت
جاسر طيب نتغدى واوديك عند االى ياله بقى
ذهب جاسر الى غرفه المكتب ورفع سماعه الهاتف واتصل بمنزله فردت منيره وقالت الو
جاسر ايوا يا منيره ..انا جاسر ..اخباركم ايه
منيره الحمد لله يا بيه عاوز الهانم
جاسر هيا صاحيه
منيره اظن انها نامت
جاسر طيب اتغدت
منيره لاء يا بيه مارضيتش
جاسر طيب يا منيره ..لو فيه حاجه كلمينى على طوول
منيره تحت امرك يابيه
ثم قال زياد مالك سرحان فى ايه
جاسر هه ..لا ابدا انا كويس
زياد شكلك فى دنيا غير الدنيا
رن جرس هاتف جاسر فقال زياد طيب هترد ولا هتفضل سرحان كتير
انتبه جاسر واخرج هاتفه ليجد رقما غريبا يتصل به فرد قائلا الو
جاءه صوت امرأه باكيه قائله ايوا ..جاسر معايا
جاسر ايوا يا افندم ..مين معايا
المرأه پبكاء انا سيرين اخت سالى
جاسر بانزعاج اهلا ..اهلا يا سيرين ..خير فى ايه مالك
سيرين بابا تعب اووى والاسعاف جت اخدته على المستشفى... ياريت تجيب سالى وتيجوا بس ماتقولهاش عشان ماتقلقش
جاسر بصوت مرتفع ايه ..طيب طيب حالا انتو فى مستشفى ايه
سيرين مركز القلب فى سموحه ..هما دخلوه اوضه العمليات
جاسر ربع ساعه ونكون عندكم ..سلام
اغلق جاسر الهاتف فقال زياد خير يا جاسر مين فى المستشفى
جاسر حمايا
زياد لا حول ولا قوة الا بالله
جاسر انا ماشى ..خد بالك من سليم يا زياد
زياد ماتقلقش فى عنيا
غادر جاسر مسرعا ووصل الى منزله فى غضون عشر دقائق غير عابئ بكم المخالفات المروريه التى سجلت ضده
وصعد درج المنزل بسرعه فائقه واتجه الى غرفه سالى وفتح الباب ودخل ليجد سالى جالسه فى هدوء
فقال لها تحبى اخدك تزورى اهلك
نظرت له سالى بدهشه بالغه فقالت خمس دقايق واجهز
بالفعل كانت الخمس دقائق التى استغرقتها سالى فى اللبس ونزلت الدرج شاعره بمشاعر مختلطه من السعاده والحسره سويا فهى لم تتوقعه ان يهم جاسر بالتخلص منها
بتلك السرعه
غادرت سالى برفقه جاسر الذى كان التوتر ظاهر بوضوح على محياه لاحظت سالى ان الطريق الذى يسلكه جاسر مغاير تماما للطريق الى منزل ابويها
فقالت انت رايح فين دى مش سكه البيت
نظر لها جاسر بقلق وقال بصوت متوتر الحقيقه بابا تعبان شويه وراح المستشفى وهنروح نطمن عليه
قالت سالى بفزع ايه ..وماقولتليش ليه ..طيب يالا بسرعه ...ياحبيبى يا بابا ..تعب ازاى يعنى
جاسر مش عارف يا سالى بس اهدى شويه ان شاء الله هيكون كويس ماتقلقيش ..القلق غلط عليكى
اخذت سالى فى البكاء بينما قاد جاسر السياره شاعرا بالقلق والخۏف على زوجته بشده حتى وصل اخيرا
دخل جاسر برفقته سالى وسأل مكتب الاستقبال فأدلوه على غرفه العمليات
سارت سالى الى جواره مسرعه حتى وصلت الى حيث اختها وامهما الباكيين فقالت لهما خير يا ماما بابا عامل ايه
مجيده ادعيله يابنتى اهم جوه معاه ..ربنا يستر
بعد قليل خرج احد الجراحين يحمل اسفا واضحا على وجهه قائلا بصوت مختلج البقاء لله يا جماعه
فصړخت كلا من سيرين ومجيده پبكاء وعويل
اما جاسر فحملق فى الطبيب محاولا فهم كلماته
وسقطت سالى ارضا مغشيا عليها فى الحال
الفصل الأخير
مرت الايام ثقيله على عائله سالى الصغيره... فالأم فى حاله يرثى لها
وحاولت سيرين التماسك قدر الامكان لمواجهه متطلبات الحياه ..و ظل الصغار يبكون
لشده تعلقهم بجدهم الحنون
اما سالى فكانت صامته ...لا تتحدث ..حتى انها لم تبكى ...تعيش حاله من عدم التصديق..
كلما سمعت جرس الباب ظنت ان الطارق والدها
كلما دخلت غرفه المعيشه ولا تجده تتوجه لا تلقائيا للصوبه الزراعيه بالاعلى علها تجده ...ثم تجلس فى انتظاره على امل ان يظهر
ظلت على تلك الحاله لمده ثلاثه ايام متصله ...لا تتكلم ...لا تأكل ...بالكاد تحتشى شرابا ساخنا فى الصباح تحت اصرار من امها الملكومه
و ظل جاسر يتردد عليها يوميا فى الصباح قبل ذهابه الى عمله ويعود ليقضى بعض من
وقت المساء برفقه اسرتها
وتظل هى حابسه نفسها فى غرفتها حتى انها لا تجلس معهم
وكلما جاء احد الاشخاص ليعزى العائله دخلت غرفتها مسرعه فهى لا تريد سماع كلمات العزاء الخاويه التى لا تغنيها عن ابيها وطلته
حتى ذات صباح استيقظت مجيده على صوت بكاء طويل غير منقطع لابنتها الصغرى...
فأخيرا.. ادركت سالى ان والدها قد توفاه الله ...ورحل عن عالم الاحياء فهو لن يعود مجددا...
وقرأت عليها بعض ايات القرآن ولكن كانت سالى غائبه فى عالم آخر لا تكاد تشعر بمن يمسكها.. ومن يحدثها
حتى قالت سيرين بفزع انا هنزل انده الدكتور اشرف قبل ما يروح على شغله... دا كده مش طبيعي اللى هيا فيه
وبالفعل اسرعت الاخت الكبرى لجارهم الطبيب وحكت له ما الم بأختها بعد ايام طويله من الصمت
صعد اشرف مسرعا برفقه سيرين وتوجه الى غرفه سالى التى غابت عن الوعى
فقاس لها النبض والضغط ثم قال فى حزم احنا لازم ننقلها المستشفى فورا
وبالفعل ما كانت الا دقائق حتى البستها امها ملابسها وحملها اشرف واتجه بها الى اقرب مشفى
وحادثت سيرين جاسر هاتفيا واخبرته بما حدث لسالى فهرع جاسر على الفور الى المشفى القريب
وصل جاسر الى جناح الطوارىء فوجد حماته وجارهم الذى تعرف على جاسر على الفور فأشار له
فاتجه اليهم جاسر وقال بقلق مالها سالى يا طنط
مجيده باكيه ابدا يا بنى صحيت الصبح على صوت عياط وصړيخ عالى اووى... رحت اوضتها بسرعه ..لقيتها بتتشنج من كتر العياط ...نزلت سيرين وندهت للدكتور اشرف ربنا يكرمه ..عبال ماطلع كان اغمى عليها شيلنها وجبيناها على هنا
جاسر طيب والدكاتره قالو ايه
رد اشرف هيا ضغطها واطى اووى والنبض يكاد يكون منعدم ...ربنا يسترها ..اكيد هيعملولها الاسعافات اللازمه ويعلقولها محاليل وكده ..طنط قالتلى انها بقالها كذا يوم ماكنتش بتاكل خالص
مجيده والله كنا بنضغط عليها بس كل اللى كانت
بتاكله بترجعه فى ساعتها
بعد قليل خرجت طبيبه شابه وقالت حمدالله على سلامتها ..هيا بقت كويسه ماتقلقوش ...فين زوجها
رد جاسر انا
الطبيبه طيب ممكن ثوانى
تحرك جاسر برفقه الطبيبه بعيدا عن مسمع الاخرين
وقالت الطبيبه طبعا حضرتك عارف ان المدام كانت حامل فى الشهر الاول
جاسر بقلق وبعدين
الطبيبه للاسف الحمل سقط ..انا آسفه جدا بس هيا كانت ضعيفه اووى ...والشهر الاول بيبقى لازم يكون راحه تامه ومافيش ضغط عصبى وكده ويبدو انها متأثره نفسيا بشىء ما يعنى
اخفض جاسر رأسه حزينا وقال هيا والدها اتوفى الاسبوع اللى فات وكانت متعلقه بيه جدا وفضلت فتره مش مستوعبه مۏته لحد النهارده
الطبيبه البقاء لله ..وربنا يعوض عليكم بالخلف الصالح ..الافضل تبات النهارده فى المستشفى عشان تكون تحت المراقبه بس محتاجه حضرتك
تمضى على شويه ورق كده عشان نعملها عمليه تنضيف رحم ..العمليه دى مهمه جدا عشان مايحصلهاش اى مضاعفات بعد كده ..لا قدر الله تقلل من فرص حملها
جاسر طيب اروح فين
الطبيبه على الكونتر هناك وهما هيقوموا باللازم
جاسر طيب انا ممكن اشوفها واطمن عليها
الطبيبه ااه فى اى وقت ..ويفضل
طبعا
انك تفضل جنبها وكل المقربين منها عشان تعدى الازمه دى على خير ان شاء الله احنا طالعناها اوضه 104
جاسر طيب متشكر ..
الطبيبه لو في اى حاجه خليهم بس يطلبو ..الدكتوره ايناس وهجيلها فورا ..عن اذنك
جاسر اتفضلى ..
ثم اتجه جاسر الى مجيده القلقه والتى بادرته بالسؤال خير يا جاسر الدكتوره قالتلك ايه
جاسر ابدا بتكلمنى على شويه اوراق وكده المهم هيا فاقت دلوقتى وممكن تطلعى تتطمنى عليها عبال انا ما اروح اخلص الحسابات والحاجات دى... هيا فى اوضه 104
ابتسمت مجيده فى ارتياح طيب الحمد لله
قال اشرف بعدما ظل صامتا فتره طويله طيب الف حمدلله على سلامتها يا جماعه وان شاء الله ترجع وتبقى فى احسن صحه ..استأذن انا
نظر له جاسر پحده وقال متشكرين على تعبك يا دكتور
مجيده بامتنان ربنا يابنى يوقفلك ولاد الحلال زى ما انت واقف جنبنا كده على طول
اشرف العفو على ايه .ده الرسول وصى على سابع جار واحنا اهل قبل ما نكون جيران ..عن أذنكم
جاسر اتفضل ..
غادر اشرف وصعدت مجيده للطابق الاول ودخلت غرفه ابنتها الساكنه والتى كانت تبكى فى صمت
وقالت لها وبعدين معاكى يا لولو ..كده
يابنتى تخضينى عليكى ...مش كفايه اللى انا فيه
بكت سالى بصوت مرتفع وقالت بابا ماټ يا ماما ..بابا
ماټ ومالحقتش اشوفه قبل مايموت
نظرت له سالى وشعرت انها المره الاولى التى تراه فيها بوضوح منذ وفاه والدها
ردت مجيده هيا الحمد لله بقت كويسه ...الدكتوره قالتلك ايه طمنى
نظرت له سالى باستفهام فقال جاسر الحمد لله كل خير بكره الصبح ان شاء الله هتخرج
سالى وليه مش النهارده
صمتت سالى من المفاجأه ووضعت امها يدها على فمها وتغرغرت عيناها بالدموع وقالت لله ما اعطى ولله ما اخذ ..ربنا يعوض عليكم يا حبايبى ان شاء الله
جاسر انا مش زعلان ..سالى عندى اهم من اى حاجه تانيه وطول ما هيا بخير وصحتها كويسه انا هبقى مبسوط
مجيده سبحان الله هوه الحلم بالظبط بحاذفيره
جاسر حلم . حلم ايه
مجيده حلم حلمته ..حلمت ان سالى راكبه فوق حصان اسود وطالع يجرى بيها وفجأه وقعت سالى من فوق الحصان وقامت وقفت من جديد .. والحصان راح مشى اخده المرحوم واختفى بيه ...
جاسر سبحان الله ...ربنا يرحمه برحمته يارب
سالى اامين
مجيده انا هقوم اتصل بأختك عشان زمانها قلقانه عليكى اووى
خرجت مجيده من الغرفه تاركه سالى وجاسر بمفردهما
نظر جاسر الى زوجته بعمق وقال لها لسه حاسه انك تعبانه
سالى يعنى
جاسر حاسه بۏجع ..بسبب الاجهاض
سالى ضهرى بس واجعنى شويه
ثم ابتدأت سالى فى البكاء من جديد فكفف جاسر دموعها وقال بتعيطى ليه دلوقتى
سالى پبكاء حار كل حاجه راحت
جاسر بتأثر ليه بتقولى كده ..مش احنا حواليكى اهوه مامتك واختك وولادها ..وانا وسليم كلنا هنفضل جنبك ...انا عارف انك كنتى متعلقه بوالدك الله يرحمه بس ده قدر الله ولازم تصبرى ...وانا اهوا قبلك ابويا ماټ وكنت برضه متعلق بيه بس دلوقتى لما بفتكره بترحم عليه ..دا احسنله على فكره من انك تقعدى تعيطى عليه هوا بيتعذب بعياطك ده
ظلت سالى صامته وشعر جاسر انها لا تزال تحمل بعض الكلمات داخلها فسألها انتى زعلانه عشان البيبى
فقالت سالى انا ربنا بيعاقبنى عشان ماكنتش راضيه بالحمل
جاسر لا يا حبيبتى ربنا رحيم ..شال عنك حمل دلوقتى انتى ماكنتيش اده ..اوعى تقولى كده ...مش بيقولو وما منع عنك الا ليعطيك
امسك جاسر بوجهها ومسح دموعها وقال لها انا عايزك تنسى كل اللى فات وانا هفضل جنبك طول العمر وربنا يقدرنى واعوضك عن اللى شوفتيه منى قبل كده ...انا بحبك اووى يا سالى وبتقطع من جوايا لما اشوف دموعك ..عايزك تبقى ااقوى من كده وتخرجى بالسلامه
ابتسم جاسر وقال مشاكسا تدفعى كام
مجيده لا ا لايمكن اسيبها انا بايته معاها النهارده ...لو عايز تروح تشوف اللى وراك ماتقلقش انا هفضل جنبها
جاسر لا انا هاخد اجازه النهارده وافضل جنبها ..انا بس ماعرفتش هيعملو العمليه امتى
مجيده ربنا يعديها على خير ...انا ماكنتش عامله حسابى على هدوم وكده ليها
ازاح جاسر رأس سالى برفق وقام بهدوء شديد وقال
خلاص يبقى تروحى دلوقتى البيت وهيا نايمه كده وانا جنبها هطلبك السواق يجيلك ..
مجيده ماشى ..ولو ان ماتتعبش روحك البيت قريب ..اى تاكسى اخده
جاسر لا مايصحش هكلمه وهييجى فى عشر دقايق...انا هخرج اعمل كام تليفون واجى
مجيده على راحتك يا بنى ..ربنا معاك
خرج جاسروحادث السائق وطلب منه الحضور
وبعدها حاډث اخيه اسامه ولكنه لم يرد عليه فحاډث زياد وقال الو زياد ..ازيك
زياد ازيك انت يا جاسر اتأخرت
ليه النهارده ..انت مش جاى
جاسر لاء مش هاجى سالى تعبت وفى المستشفى دلوقتى
زياد بانزعاج ايه ..ليه ..خير حصلها ايه
اخذ جاسر نفسا طويلا وقال كانت حامل واجهضت
زياد لا حول ولا قوة الا بالله ..معلش يا جاسر ان شاء الله ربنا يعوضكم قريب
جاسر المهم انا عاوزك تتابع اسهمنا فى البورصه كويس وشوف لو فيه عمليات بيع جماعيه وشړا وكده
زياد انت وصلك كلام عن حاجه
جاسر يعنى ..مش هينفع احكيلك دلوقتى ..
زياد بقولك ..ادينى اسم المستشفى ورقم الاوضه عشان اجيب ماما وآشرى ونيجى نزورها
جاسر بسخريه يا سلام ماما تيجى تزور سالى دى ماجتش العزا حتى ...وبعدين انا مش عاوز زوار وكده عشان اعصابها تهدى شويه ..كفايه عليها كم الصدمات اللى بتاخدها وره بعض
زياد ان شاء الله كله هيعدى وهتبقى زى الفل
..
جاسر وسليم عامل ايه
زياد حاسس انه زعلان شويه ..بفكر طالما كده اخده واطلع بيه على اسامه اهو يلعب مع مريم شويه
جاسر بكلم اسامه مش بيرد هوا فين
زياد كنت لسه شايفه من شويه ..ماتقلقش معايا فى الشركه ..اخليه يكلمك
جاسر
عاد جاسر مره اخرى الى
غرفه زوجته
وبعد انتهاء ساعات العمل عاد زياد الى القصر وتوجه الى غرفه الاستقبال
حيث كانت والدته جالسه برفقه حفيدها تداعبه بسرور فقال السلام عليكم
سوسن وعليكم السلام ..امال جاسر ماجاش معاك برضه ..راح يطمن على ست الحسن
تنهد زياد وقال خفى عليهم يا سوسن هانم ..سالى فى المستشفى
جاهدت سوسن لمنع الابتسامه عن شفتيها وقالت ليه
زياد بأسف كانت حامل وسقطت
سوسن دى ماصدقت بقى
زياد صدقت ايه بقولك سقطت
سوسن بلامبالاه احسن ...هيا عايزه تربطه ..اهو ربنا اخده منها
زياد يا ماما حرام عليكى ..جاسر بيحبها وعاوزها ...بدال ماتزعلى على ابنك وزعله على ابنه او بنته ..هوا اللى كان فى بطنها ده مش من صلبه برضك
سوسن بامتعاض انا عارفه ايه النسب اللى يعر ده يعنى اخوك ااقل منك فى ايه ...ما رحش ناسب عيله كبيره بدال السكرتيره
زياد دكتوره اسنان ..مايصحش تتكلمى عنها بالشكل ده ..واديكى شايفه سليم من يوم مابعد عنها وهوا مش زى عاويده
سوسن انا لازم اخلى اخوك يسيبه هنا ..شويه شويه وهينساها
زياد ليه يناساها انا مش عارف ايه سر العداوه اللى بينك وبينها ...كأنها قتلتلك قتيل
سوسن اووووه سيبنا بقى من السيره الغم دى ..المهم ...النهارده القاعه اللى كنت حاجزها عشان خطوبتك كلمونى بيسألونى عن سبب الغاء الحفله ..انت ايه شايف فى قاعه تانيه احسن
زياد لاء انا شايف ان الوقت بقى مش مناسب وقررنا انا وآشرى اننا هنعملها على الديق عندها فى الفيلا
سوسن باستغراب وقت ايه اللى مش مناسب
زياد ماهو مش معقول حماه اخويا يبقى متوفى واروح انا اعمل خطوبه واهيص واخويا تعبان وزعلان على مراته
سوسن پغضب جامح انت هتجننى ..عايزين تعملو فيا ايه ان شاء الله ..مايموت ولا يروح فى ستين داهيه ...هوا كان من بقيه اهلنا ..واخوك يزعل على ايه ان شاء الله كمان دا ايه الارف ده ..
زيادبعصبيه انا هاخد سليم واخرج ..يظهر انك خلاص يا امى العزيزه ..الرحمه فى قلبك بقت واخده ركن صغير اووى فيه
سوسن بالسلامه ..كتكم الارف .ماحدش فيكم طالع عدل ولا عارفين مصلحتكم ..الناس تقول علينا ايه
خرج زياد غاضبا حاملا سليم برفق ونادى على نعمات وقال نعمات ..نعمات
حضرت نعمات مسرعه وقالت افندم
زياد جهزيه عشان خارج بيه
نعمات حاضر يا بيه
فيما كانت سوسن تجلس وتهز قدميها بعصبيه تفرك بيديها قائله بصوت خفيض طيب ..يا انا يا انتى يالى اسمك سالى
اتصلت سوسن بابنها اسامه والذى رد بصوت ودود قائلا ازيك يا ست الكل
سوسن ازيك انت يا حبيبى... بص انا مش هعطلك ..مرات اخوك دخلت مستشفى وتعبانه وكنت عايزه اروح ازورها بس مش عاوزه اسأل اخوك لانى احتمال كبير ما اقدرش اروح حاسه انى تعبانه ومصدعه شويه.. فأنا وظروفى ...كلمه واعرف منه المستشفى ورقم الاوضه
اسامه لا حول ولا قوة الا بالله ...تعبانه مالها
سوسن بقرف سقطت
اسامه بأسف لا حول ولا قوة الا بالله ..اكيد جاسر زمانه زعلان دلوقتى... ربنا معاه ..حاضر يا ماما انا هكلمه واطمن واكلمك ولو تعبانه لا يكلف الله نفسا الا وسعها
سوسن ربنا يسهل يالا يا حبيبى سلام وابقى كلمنى فى ااقرب فرصه
اغلق اسامه
الهاتف وحاډث اخيه فى الحال
رد جاسر قائلا الو ..ازيك يا اسامه ..مابتردش على موبايلك ليه
اسامه معلش كنت بره ..ولما لقيتك متصل بفتكر عادى يعنى... لقيت ماما بتقولى ان سالى فى المستشفى واجهضت ...الف سلامه عليها . وربنا يعوضكم
قريب ان شاء الله
جاسر يارب يا اسامه ..
اسامه هيا مستشفى ايه
جاسر السلامه ..بس مافيش داعى تيجى هيا هتخرج بكره الصبح
اسامه هتروح على مامتها ولا هترجع الفيلا
جاسر انا عايزها ترجع الفيلا لانها طول ماهيا هناك هتفضل فاكره باباها
اسامه احسن برضه ..خليها تغير جو وانا من رأيي انك تاخدها وتسافروا اى حته ان شالله الساحل
جاسر هشوف يا اسامه ربنا يسهل بس هيا تشد حيلها
..مع السلامه دلوقتى عشان هكلم الدكتوره اللى متابعها
اسامه طيب ولو فيه حاجه ابقى كلمنى ...سلام
اغلق اسامه الهاتف وحاډث والدته وقال لها ايوا يا ماما هيا فى مستشفى السلامه...نسيت اسأله عن الاوضه .. بس اصلا مافيش داعى تروحى هيا هتخرج بكره ..ونبقى نروح سوا نزورها
سوسن طيب يا اسامه ربنا يسهل
اغلقت سوسن الهاتف واتجهت الى غرفتها وارتدت ملابسها وتوجهت الى المستشفى
وتوصلت الى رقم الغرفه بعد جهد يسير وصلت للغرفه وطرقت الباب ودخلت لتجد جاسر جالسا برفقه زوجته والذى علت وجهه معالم الدهشه البالغه فقال ايه اللى جابك
ابتسمت سوسن ابتسامه مصطنعه وقالت معقول اعرف انها فى المستشفى وما اجيش اطمن عليها
نظرت سالى لها بشىء من عدم التصديق وكذلك جاسر
ولكن لم تعرهما سوسن اهتماما وقالت الف سلامه عليكى يا سالى ..معلش
اعذرينى ما جتش عزيتك فى باباكى الله يرحمه بس انا نفسى كنت بمر بأزمه صحيه جامده ..انتى عامله ايه دلوقت
ابتلعت سالى ريقها وقالت الحمد لله
التفتت سوسن الى جاسر وقالت ايه هتفضل واقف كده كتير...انتو هنا لوحدكو
سالى لاء ماما كانت هنا من شويه بس راحت البيت تجهز
شويه حاجات وتجيبها ليا
سوسن ااه ..طيب وحياتك يا جاسر انا ركنت العربيه كده اى ركنه ممكن تنزل تركنها كويس
تنهد جاسر وقال وماديتهاش للسايس يركنهالك ليه
سوسن حبيبى والله دورت عليه بس مالقتش حد وخاېفه الونش يجى يشلها.. معلش هتعبك معايا
اخذ جاسر المفتاح فى ضيق وقال لسالى ماتقلقيش عشر دقايق وارجعلك
سوسن وتقلق من ايه ..اما امرك غريب ما انا معاها اهوه
جاسر طيب ..ماشى ..
خرج جاسر واغلق الباب وقالت سوسن لسه تعبانه
سالى يعنى كنت حاسه بشويه ۏجع فى الضهر بيروح ويرجع بس الحمد لله احسن
سوسن تعرفى انتى ربنا بيحبك اووى...
سالى ونعم بالله
سوسن واحده غيرك كانت حياتها ممكن جدا تتعقد جدا بسبب الحمل خاصه وان جاسر ابنى مالوش امان
نظرت لها سالى بشك وقالت ليه
سوسن شويه ويزهق ويدور على حاجه جديده.. زى ماحصل مع سهيله الاول كان طاير بيها ومبسوط معاها والخطوبه دى كانها كانت حلم ماعرفش جراله ايه اما اتجوزها اهملها وعاملها بطريقه مش كويسه خالص حتى انه كان ساعات بيمد ايده عليها ..طبعا سهيله بنت ناس اووى فامستحملتش طلبت الطلاق كذا مره لكنه كان عنيد ...كان رافض انها هيا اللى تسيبه ...انا الصراحه رغم انه ابنى بس هيا صعبت عليا اووى وساعدتها فى انها تعمل خطه كده يستنتج منها انها بټخونه فيقوم مطلقها فحصل بس هيا غدرت بيا واخدت حفيدى سليم وهربت بيه
اتسعت عينا سالى وقالت بعدم تصديق ايه
سوسن زى مابقولك كده ...جاسر طالع لابوه الله يرحمه ..شارب منه يامه ..ونفس طباعه بالظبط.. بس طبعا انا اضطريت استحمل... الطلاق فى عيلتنا كان مرفوض تماما ...غير انى معايا 3 اولاد هروح بيهم فين ..دا غير ان سليم الله يرحمه عمره ماكان هيسيبنى فى حالى ابدا ...بس للاسف بالرغم انى كملت معاه الا ان علاقتى بأولادى باظت خاصه جاسر كان دايما فى صف ابوه لكن الحمد لله ربنا عوضنى باسامه ..حنين اووى عليا ..وزياد يعنى ساعات كده وساعات كده ربنا يهدى
ظلت سالى صامته تنظر الى
حماتها بعدم تصديق يعلو معالم وجهها علامات الخۏف والقلق
تابعت سوسن ناظره الى سالى باهتمام شديد المهم انا مش عاوزاكى تزعلى انك سقطتى... بالعكس ادى نفسك فرصه لحد ما تملى ايدك من جاسر ..وان شاء الله حاله ينصلح على ايدك ...انا عارفه انى كنت بعاملك ساعات مش كويس بس
الصراحه لان جاسر كان بيتعامل معايا بجفاف حبيت ادايقه بس جيت عليكى ..لكن انا حاسه بيكى اووى ..خاصه وان باباكى اتوفى ..يعنى مش هتلاقى ضهر ليكى ولا حد يقفلك فى وش جاسر ..بس عايزاكى تعرفى انى هفضل جنبك ..ويارب ينصلح حاله ويهديه ولا تحتاجينى ابدا ...
هزت سالى رأسها وهمهمت ببعض الكلمات لم تفهمها سوسن وقالت بتقولى ايه
فتح الباب فجأه ودخل جاسر وقال دى ركنه برضه ...انتى مستغنيه عن العربيه ولا ايه
سوسن معلش حبيبى انا تعبت واعصابى بقت مش فيا
جاسر وماخلتيش السواق يجيبك ليه
سوسن استسهلت ..المهم انا قايمه بقى مش هتقل عليكم اكتر من كده ..مع السلامه يا سالى ...وابقى خلينى اشوفك
غادرت سوسن تاركه سالى غارقه فى همومها وشكوكها تجاه زوجها ناظره له پألم
قالت سالى انت طلقت مراتك ليه
اخذ جاسر نفسا طويلا وقال ماهو مجيه سوسن هانم دى انا ماكنتش برضه مرتحلها ..هيا قالتلك ايه
سالى قالتلى انك كنت بتضربها وبتعاملها مش
كويس وطلبت منك الطلاق يامه وانت ركبت دماغك فعملت عليك تمثيليه انها خانتك فروحت مطلقها
ضحك جاسر وهز رأسه اسفا تعرفى يا سالى انا ساعات بسأل نفسى ان كنت ابن الست دى فعلا ولا لقيتنى على باب الجامع
سالى ليه بتقول كده
جاسر فى ام تسعى بكل شكل انها تهد بيت ابنها وتتعسه
سالى لاء ...مافيش
جاسر لاء فيه ..امى ...للاسف
المكتب ...كانت يومها عامله حفله وفكرت ان اوضه المكتب اخر اوضه اى حد ممكن يدخلها.. ماكنتش تعرف انى كنت قرفت من حفلاتها الكتير وقررت اسيب الحفله واروح مكتبى ااقفل عليا..كانت صډمه ليها قبل ماتكون ليا طلقتها فى ساعتها ..وكانت ڤضيحه طبعا
نظر جاسر الى زوجته الصامته وقال لها انا عارف انى ظلمتك قبل كده واتعاملت معاكى بشكل غلط ..بس نفسى تدينى فرصه وتنسى كل كلامها لانه مالوش اى اساس من الصحه يا سالى
هزت سالى رأسها وقالت انا بقيت زى اللى اتخبط على دماغه ومش مصدقه خاصه وانها كانت بتتعامل معايا بشكل
ودود اووى عكس ما كانت بتعاملنى دايما
جاسر انا مبسوط انك قولتيلى ..وماشلتيش جواكى ...
سالى انا يامه بحاول اخبى بس اللى جوايا بيبان عليا بسرعه
جاسر الحمد لله انه بيبان والا كنا رجعنا للمشاكل تانى وانا ماصدقت ...ساعات كنت بتمنى لو الزمن يرجع بيا وماكنتش عملت اللى عملته ده ولا جرحتك فى يوم...بحبك اووى
اخفضت سالى رأسها وبخجل وقالت الدكتوره قالتلك هعمل عمليه التنضيف امتى
جاسر هما جاهزين فى اى وقت بس مستنيه اما تتمالكى نفسك
سالى قولهم انى جاهزه دلوقتى عايزه اخرج وارجع بيتى فى اقرب وقت
ابتسم جاسر بسعاده وقال لها هامسا وهتنورى بيتك من جديد ...يا اغلى حاجه فى حياتى..ياحب عمرى كله
عادت سالى الى بيتها ..وعادت لممارسه حياتها الطبيعيه شيئا فشيئا
وبعد مرور شهر اصطحبها جاسر وكذلك اصطحب والدتها للاراضى المقدسه لاداء العمره
وبعد عودتهم ...استأذنت سالى من جاسر لتعود لممارسه طب الاسنان ووافق بعد رفض طويل ...فما كانت من اشهر قليله حتى حملت سالى مرة اخرى.. فأمرها جاسر بترك العمل والتفرغ لاسرتها الصغيره
بقلم يسرا مسعد
تمت بحمد الله وفضله
الي اللقاء مع روايات