قصة حقيقيه حصلت بالفعل

موقع أيام نيوز

بعد ليلة زواج زوجي :
بعد عشر سنوات مِن المُحاولات للإنجاب استسلمتُ لفكرة أنْ يتزوَّج زوجي بأخرى 
وعَدَني بأنّ زواجه مِن أخرى مِن أجل أنْ يُنجب ابنًا يَحمل اسمه لا أكثر !!
كما جرتِ العادة في بلادنا ..
تجرَّعتُ الالم وأنا أُتابع تفاصيل حفلة العرس وشهر العسل ،، إنّه زوجي الذي شاطَرَني عشر سنوات عشنا فيها على الحُلوة والمُرّة معًا.

سافر العروسان لشهر العسل .
بينما بقيتُ أنا معَ والدتي وأهلي 
أدعو الله بالصبر..
هو قدري كما قالوا لي .. قدرٌ لا أملك أمامه سوى الصبر.
بعد أيّام قليلة عاد العريس مِن شهر عسله مَسرُورًا.. أعطاني التعليمات الجديدة ليلة عندي وليلة عندها !!
وسرعان ما تبدّلت الأحوال لتصبح ليلة عندي وأسبوعًا عندها وخصوصًا بعد إنجابها ابنهما الأوّل .
بقِيتُ أنا وحيدة ،، أتنقّل بين بَيتي وبيت أهلي وصديقاتي !!
جلسْتُ معَ نفسي أُفكِّر ..
هل هذه هي حياتي التي أرغب ؟ 
هل سأعيش عمري على الهامش ؟ 
هل سأقضي ما تبقّى مِن عمري على حافة الانتظار؟ 
هل هذا هو دوري في الحياة ؟ 
محطّة هادئة يلجأُ لها عندما يُتعِبُه ضجيج الأولاد وأُمّهم .
هل خَلَقَني الله سبحانه لهذا الغرض ؟ 
أما مِن دَوْرٍ آخر لي في هذه الدنيا؟
كنتُ قد وَرِثْتُ عن والدتي وجدّتي موهبة التطريز الفلاحيّ ،، لم يكُن يخلو رُكنٌ مِن أركان بيتي مِن مَشغولاتي المُتميِّزة !!
دلَّتْني جارتي على سيّدة أعمال معروفة تنوي البَدْء في مشروع لتشغيل سيّدات البيوت في التطريز التراثيّ المعروف في بلدنا 
كانَتِ السيِّدة وهي مُغتربة ترغب ببَدْءِ مشروع ربحيٍّ جديد مِن جهة ومساعدة الأُسَر المتعففة على الإنتاج والعمل مِن جهة أخرى ،، على أنْ تقوم هي بتسويق تلك المنتوجات في بلد إقامتها ..

كانَتِ السيّدة بحاجة إلى مَن يُشرف على العمل والتطريز وشراء الموادّ الخامّ والتفصيل ..
وهذا ما كنت أُجيدُه وأبرع فيه .
عملتُ بجهد ..
كنتُ أُطرِّز ليلًا ،، وأُشرف على السيّدات نهارًا.
أَقامَتِ السيّدة أوّل معرض لنا وقد حاز على إعجاب الجميع ..

بدأتُ أجني مِن المال ما يكفيني ويزيد،، ثلاث سنوات مرّت على بَدْءِ المشروع الذي أصبحتُ شريكة فيه بنسبة 40%.
أنا الآن أستعد للإشراف على معرض كبير،، كما أنّنا نعِد الآن لخَطِّ إنتاج جديد ندخُل به التطريز في صناعة الأثاث ،، وهذا ما يلزمه تدريب سأتلقّاه فَوْرَ وُصولي هناك ..
أنا سعيدةٌ جدًّا،، لم أَعُد أبكي حظّي ،، ولم اعدْ افكر سوى بمساعدة الآخرين ،، وتطوير نفسي ،، وإسعادها،، فأنا أرى الحياة الآن من زاوية أكبر وأوسع.
أراد الله لي دورا آخر ..
مساعدة السيّدات الأرامل والمُطلّقات على توفير حياة كريمة لهن ولأطفالهِن ..
أصبحَ لي الآن بدل الطفل عشرات الأطفال ،، أسأل عنهم وأُشرف على أحوالهم .
وأخيرًا تصالحتُ معَ نفسي وأحببتُها.
ولكِ عزيزتي أقول : 
إنَّ الله لم يخلقْ أيًّا مِنّا عَبَثًا، لكلٍّ مِنّا هدفٌ ودور في إعمار الأرض،، وهو ليس بالضرورة استنساخًا عن أدوار الآخرين .
السعادة ليست بالزواج فكم من زوجة لم ترَ السعادة إلا بعد الانفصال 
وليست باﻷولاد فكم من أم أولادها نقمة عليها
ابحثي عن هدفِكِ واسْعَي إلى تحقيقه ،، ولا تَرْضَي بغَير دَوْرِ البطولة في حياتك
نصيحة ..
لا تجعلي نفسك تحت تصرف اﻵخرين فلك كامل الحق في اختيار حياتك والاستمتاع بها بما يرضي الله ويحفظ حقك .
كل شخص سعادته أو تعاسته 
هو سببها 

تم نسخ الرابط